سكاني .. سكيتو!! منى سلمان [email protected] أحاول دائما أن أتجنب الجندرة والتحزب ضد الرجال وإطلاق الأحكام المنحازة والكيل لهم بمكيال (خد من قلبي وصر) في تناولي لقضايانا الإجتماعية وذلك لسببين: أولهما حقيقة كون إني (بخاف منهم) من أن يسلقوني بألسنة حداد ثانيا أنا ذاتي في (بت أم رقبتي) متصالحة تماما ومنحازة للسلطة الذكورية وما عندي معاها مشكلة لأنني عشت طفولتي وصدر شبابي في كنف والد متشدد وذي يد قابضة في تصريف جميع شئوننا المعيشية والمعاشية وبعد ذلك تم تسليمي (اليد باليد) بعد زواجي لسلطة سيد الإسم .. عاد نسوي شنو (إن نضمنا إتقلّمنا). كل الرمية والمقدمة دي إستدعيتها لتشفع لي في تناولي لما أحسبه بعض التهور والحمشنة وردود الأفعال غير المرشدة في التعاطي مع (الحرامي)، فما زلت أذكر بكثير من الإشفاق معاناة (حرامي) أوقعة الحظ العاثر في يد شباب حينا عندما كنا صغارا فقد تمكنوا من الإمساك به بعد أن قفز لاحد بيوت الحي للسرقة فكان مآله قريبا مما توقعه الحرامي (النزل في بيت العزابه) فلم يملك لنفسه مخرجا سوى الإستنجاد والصياح (حراااامي)، ولكن حرامينا لم يجد من ينقذه بعد أن أوثقه الشباب جيدا وكان ذلك في ليلة شتاء شديدة البرودة فقد إكتفوا بإحكام وثاقه وأجلسوه على الأرض ثم ظلوا يصبون عليه الماء البارد حتى الصباح، لم تتمكن السنوات من محو ملامح الخوف والمعاناة التي إرتسمت على وجهه عندما ساقنا (الشمار) للفرجة عليه في الصباح قبل أن يسلموه لنقطة البوليس، شعوري هذا لا يعني بالضرورة تعاطفي مع الحرامية (بس رهافة قلب ساي) فكم أصابوا من أبرياء لم يكن لهم ذنب سوى محاولتهم الدفاع عن حرماتهم، ولكن ما قصدته هو التنبيه لعدم التهور والإندفاع بدون تبصر للدخول في مواجهة غير محسوبة العواقب مع زوار الليل أو الإندفاع لمطاردتهم دون سند أو دعم وهذا ما حدث لبطل لطيفتنا اليوم . إشتهر (الشعراني) بالحماقة وسرعة الغضب فهو من النوع ال(بشاكل ضبان وشو) وبسبب هذا الطبع الحامي فقد عدم الصاحب والصليح وحتى زوجته لم تقو على تحمل حمقه ورعونته فغادرته مع عيالها لبيت أهلها غير آسفة، وبينما كان ينام وحيدا في البيت كحاله منذ مغادرة زوجته، إيقظه من إستغرغه في النوم صوت (الكركبة) المعهودة ففتح عينيه ليجد (الحرامي) جائسا خلال الديار، أسرع بالجلوس على فراشه وأرعد صائحا فيه: حرامي !! كان راجل الليلة أرجاني في مكانك!!! كانت قوة الصيحة مع شدة المفاجأة سببا كافيا للحرامي كي يطلق ساقيه للريح دون أن يأبه لتحدي إثبات الرجولة .. قفز عبر السور وولى الأدبار ولكن (شعراني) المتهور لم يقنع بغنيمة السلامة من أذى الحرامي فإنطلق عابرا السور خلفه، ظل الحرامي يجري عبر طرقات الحي و(الشعراني) في إثره دون أن يحمل في يده شئ كما لم يفكر في الصياح لل(إستعانة بصديق)، إستمرت المطاردة حتى الخلاء الذي في أطراف الحي .. حينما إستدرك الحرامي وإنتبه لحقيقة كون أن (الشعراني) غير مسلح ووحيد في منطقة مقطوعة فإستدار على عقبيه لمواجهته.. صاحب ذلك الإنتباه إدراك متأخر من الشعراني لنفس الحقيقة حين شعر بحرج وضعف موقفه .. إنقلبت الأوضاع فأطلق الشعراني ساقيه للريح بينما ظل الحرامي يطارده حتى أوصله لفراشه مرة أخرى. الرأي العام