بشفافية ماذا لو ترأس شداد الاتحاد حيدر المكاشفي لو حدث ذلك كانت ستكون الدورة المقبلة للاتحاد السوداني لكرة القدم هي آخر دورة يتقلد فيها البروف كمال شداد منصباً رسمياً بالاتحاد السوداني لكرة القدم وستكون بلا شك هي دورته الخاتمة التي سيختم بها حياته الرياضية الحافلة التي إمتدت عبر عقود منذ أن أوقف نفسه وعلمه وخبرته لهذا المجال الذي أحبه وانخرط فيه متطوعاً وطائعاً مختاراً على حساب الكثير الذي كان يمكن أن يجنيه لو بذل نصف الجهد الذي بذله في مجال الرياضة في مجالات تخصصه العلمي وعمله الاكاديمي بالداخل والخارج وفي أرقى الجامعات والمؤسسات العلمية المحلية والاقليمية والدولية، وكانت هذه الدورة أيضاً ستكون خير تكريم للرجل وهو يغادر المناصب التنفيذية الرياضية إلى موقع الحكيم والخبير والاستشاري الرياضي الذي لا يشق له غبار ويمارس دوره الجديد بنفسٍ راضية وبإخلاص وتجرد عُرف عنه، ولكن ماذا نقول عن الغرض والمرض الذي أعمى بعض العقول من أن تدرك هذه الحقيقة البسيطة، حقيقة أن يكرموا الرجل بدورة خاتمة عرفاناً له واعترافاً بفضله وعلمه وخبرته، هو الغرض والمرض ولا شيء غيرهما الذي جعل مناهضو شداد يهاجمونه بكل هذه القسوة والغلظة والشدة ويعملون بكل ما أوتوا من مكر وخبث للحيلولة دون أن يختم الرجل عطاءه الرياضي التنفيذي بما يليق بقامته وسمعته واسمه كرمز رياضي دولي تعرف قيمته الفيفا والكاف وكل مؤسسات الرياضة الدولية والقارية وليس ناس قريعتي راحت الذين لا يعرفون الفرق بين اللبان الضكر والواو الضكر في شؤون الرياضة ورغم ذلك يتبجحون على أحد مراجعها وعلمائها وخبرائها ويشبعونه شتماً ولطماً لن يمس حرفاً منه الرجل بقدر ما يعبر عن جهالة وسطحية وسخف هؤلاء الشاتمين بلا منطق ولا حجة ولا موضوعية سوى أسباب ذاتية ومنطلقات شخصية لا ندرك كنهها... يملأون الدنيا ضجيجاً بأن شداد لم يقدم شيء للكرة السودانية ويتعالى ضجيجهم عقب أي خيبة تلم بها فيهرعون إلى شماعة شداد يعلقون عليها كل أسباب الفشل وكأنما شداد وحده هو سبب التخلف الذي تعانيه كرتنا وبالتالي إذا ذهب شداد سينصلح حال الكرة لمجرد ذهابه، وهذا وهم عوضاً عن أنه فرية تكذبها الوقائع ويدحضها التاريخ الذي يقول أن الاتحاد السوداني لكرة القدم تأسس عام 6391م أي قبل نحو أربعة وسبعين عاماً وإنضم إلى الاتحاد الدولي الفيفا عام 8491م أي قبل حوالي اثنين وستين عاماً وانضم إلى الاتحاد الأفريقي الكاف قبل ثلاثة وخمسين عاماً وتعاقب على رئاسة الاتحاد خلال كل تاريخه الممتد هذا، العديد من الشخصيات ورغم ذلك لم يحرز السودان كسباً رياضياً يذكر سوى كأس وحيدة هي كأس أفريقيا التي نالها عام 0791م، فهل شداد هو السبب في ذلك، ما لكم كيف تحكمون، ولكن رغم ذلك دعونا نحتكم للتاريخ لنجد أنه في عهد شداد يصعد الفريق السوداني لأول مرة إلى نهائيات كأس أفريقيا بعد قرابة الاربعين عاماً غياب عن هذا المحفل، فهل ذلك يحسب لصالح شداد، لا أعتقد أن فشل الكرة السودانية أو نجاحها يمكن أن يحسب لصالح شخص واحد أو ضده، فذلك مجرد تسطيح لأزمة الكرة لن يزيدهاإلا خبالاً، أما الحديث عن أن شداد قد أكمل دورتين عمرهما معاً ست سنوات وأن هذه مدة طويلة لم يحقق خلالها شيء وأن القانون يمنعه من أن يزيد على ذلك إلى آخر هذه الاسطوانة، فلا تعليق لنا غير أن نقول للقائلين بذلك أرجو أن لا «تتحدثوا في السياسة» وعن طول البقاء في المناصب وعن القانون وتطويعه والالتفاف عليه وعن الاستثناءات والترضيات والموازنات وهلمجرا فذلك مدخل لستم مؤهلين للولوج فيه والأفضل أن تسكتوا عنه فنسكت... الصحافة