الحلقة الثانية ( 2 – 2 ) ثروت قاسم [email protected] مقدمة في الحلقة الأولي من هذه المقالة , استعرضنا تصريحات الجنرال سكوت غرايشن ( الخرطوم - الاحد الموافق 18 يوليو 2010م ) : + بإن الاستفتاء هو مفتاح التقدم في السودان ؟ + بإن مشكلة بلاد السودان , واهل بلاد السودان الأولي حاليأ هي التصحر , وخصوصأ في دارفور ؟ وليست تفتيت بلاد السودان , أو دارفور , أو التوافق الوطني , او محكمة الجنايات الدولية ؟ + رفض الجنرال عقد صفقة مع معالي الدكتور نافع , يؤمن المؤتمر الوطني بموجبها بسورة الأنفصال , ويسهل أستقلال الجنوب السلمي والسلس , مقابل سحب أدارة اوباما ملف دارفور من محكمة الجنايات الدولية ( قضية جنائية ) , وأرجاعه لمجلس الأمن ( قضية سياسية ) , مما يسمح بشطب أمر قبض الرئيس البشير ؟ + تأكيد الجنرال لمعالي دكتور نافع بتجميد ادارة اوباما لفتوي المحكمة الجنائية الدولية باهدار دم الرئيس البشير , علي الاقل خلال الفترة المتبقية علي عقد الأستفتاء ؟ التجميد الذي سمح للرئيس البشير بالسفر الي انجمينا يوم الاربعاء 21 يوليو 2011؟ وبالسفر في رياح الدنيا الاربعة حتي يوم الأحد 9 يناير 2011 ؟ هل ترجع حليمة لقديمها ؟ نجح الجنرال في أقناع الرئيس اوباما شخصيأ , وكذلك نائبه بايدن , بترويق المنقة مع المؤتمرنجية , وبالأخص ملف امر قبض الرئيس البشير , خلال الفترة المتبقية علي الأستفتاء ! ولكن حمالة الحطب سوزان رايس وكذلك الشمطاء هيلري كيلنتون قد شمتا دم الرئيس البشير , واستجابتا لضغوط اللوبيات الصهيونية , بتصعيد الهجوم علي الرئيس البشير , وسهر الجداد ولا نومو , خصوصا بتحريك ملف امر القبض , كما تتحرك السكين في الجرح الملتئم , فتزيده نزيفأ ؟ ولكن ربما يتجوعل الرئيس البشير وتشيله الهاشمية , ويقرر , في فورة غضب , طرد القائم بالاعمال الامريكي في الخرطوم , واستدعاء نظيره السوداني من واشنطون ؟ فترجع حليمة لقديمها ؟ وعدنا القارئ الكريم , بعقد مقارنة , في هذه الحلقة الثانية , بين مؤهلات وخبرة الجنرال , ومعالي الدكتور نافع , في عالم ساس يسوس , عذب يعذب , وحرق يحرق . دعنا نبدأ بالجنرال . الجنرال غرايشون : ليس للجنرال غرايشون اي خبرة , او اي مؤهلات , في عالم السياسة ؟ فقد قضي عمره كله يسوق الطائرات الحربية ! فهو لا يعدو ان يكون مجرد سواق ؟ مع تأكيد أحترامنا لحرفة السواقين ! وفي سجله اكثر من 5000 ساعة سواقة طيران , منها الف ساعة سواقة طيران - أي خمسها - في 277 عملية طيران عسكرية تدميرية , فوق العراق ؟ الجنرال غرايشون سوف يسأله منكر ونكير عن الاف الاطفال والنساء والعجائز العراقيين الذين سقطوا قتلي نتيجة القنابل التدميرية , التي كان يقذف بها بدم بارد , ودون ان تطرف له عين , من طير الابابيل ال( ف 16 ) التي ترمي بحجارة من سجيل , والتي جعلت الكباري والبني التحتية العراقية كعصف مأكول . كان الجنرال غرايشون يقصف بقنابله الانشطارية , الاطفال والنساء والعجائز العراقيين , وهو يلوك اللبان , ويقزقز في الفول السوداني والتسالي , في الكبينة المكدنشة لمقاتلته الابابلية ؟ ماذا فعل هؤلاء الاطفال والنساء والعجائز من اهل العراق للجنرال غرايشون حتي يقتلهم في ابادات جماعية , ما انزل الله بها من سلطان ؟ أيادي السواق تقطر دمأ قانيأ ! ويحق للرئيس البشير أن يبتهج برفض السواق مقابلته , والأ لتدنست أيادي الرئيس البشير في نجس دماء ايادي السواق الأثمة ؟ ولكن ربما قال قائل الأيادي علي أشكالها تقع ؟ لا يفوتنا ان نذكر نجاة الجنرال غرايشون من الموت بأعجوبة في الخبر في المملكة العربية السعودية , في 25 يونيو 1996. حينما كان الجنرال في ذلك الزمان البعيد , رئيس طاقم الطيران الحربي , الذي قام بطلعات جوية مكثفة لتدمير العراق . منظمة حزب الله في الحجاز الأصولية فجرت شاحنة امام المبني رقم 131 ذي ال 8 طوابق , الذي كان يقيم فيه الجنرال . ومات جراء التفجير 19 طيارا امريكيأ , ونجا غرايشون بأعجوبة . ارادت منظمة حزب الله في الحجاز الانتقام للابادات الجماعية , وجرائم الحرب , التي أرتكبها غريشون وعناصره ضد بلاد العراق , واهل بلاد العراق . وبدلأ من أن تصدر محكمة الرأي العام الجنائية الدولية أمر قبض ضد السواق \"الإبادي\" غرايشون لجرائمه الأبادية الفظيعة في العراق , تم أغداق الميداليات والنياشين العسكرية عليه , وعلي زملائه المجرمين ؟ طبقأ للسياسة الأمريكية النمطية من الكيل بمكيالين , والتعامل بمعيارين ؟ كان ابواه مبشرين نصرانيين في كنغو لومومبا خلال حقبة الستينات الدامية ! ولهذا , وفقط لهذا السبب , صار الجنرال , بقدرة قادر , خبيراً افريقياً بامتياز , يحلق في رؤوسنا اليتيمة ويتعلم الزيانة فيها ؟ في عام 2006 رافق الجنرال صديقه السيناتور ( وقتها ) باراك اوباما في رحلة تعريفية لخمس دول افريقية , استمرت لمدة اسبوعين ! وبعدها انضم الجنرال الجمهوري لحملة اوباما الانتخابية الرئاسية , كخبير في الشؤون الافريقية ! وبعد فوز اوباما ، وفي 17 مارس 2009م ، تم تعيين الجنرال مبعوثا رئاسيا خاصا للسودان الملطشة واليتيم . مؤهلات وخبرة الجنرال غرايشون في دهاليز وجحور السياسة السودانية , تحاكي - من غير زعل - مؤهلاتك وخبراتك , ايها القارئ الكريم , في دهاليز وجحور السياسة في جمهورية واق الواق البعيدة ؟ ولكن ماذا تقول امام الكاوبوي الامريكاني ؟ وهو يمتشق مسدساته الملطخة بدماء العراقيين , في رقصة الموت التفتيتية في صحبة أفاعي وأبالسة الانقاذ الذين تقطر أياديهم بدماء الدارفوريين ؟ الأفاعي الانقاذية التي جرتنا الي هذا الموقف المشين ؟ معالي المعلم السلخاناتي الدكتور نافع : اما المعلم السلخاناتي ( من سلخانة فهو يسلخ سلخأ ؟ ) الدكتور نافع فسجله ، هو الآخر ، حافل في عالم الابادات الجماعية , وكذلك الفردية , و خنقأ باياديه الأثنتين ؟ المعلم السلخاناتي هو مخرج ومنتج وكاتب سيناريو وبطل فيلم بيوت الاشباح , الذي تم عرضه للجمهور السوداني طيلة عقد التسعينيات الاسود . المعلم السلخاناتي عذب بيديه الاثنتين ، بل اغتال عشرات المعارضين لنظام الانقاذ ! كما ظل يردد دوماً , الدكتور فاروق ابراهيم , وبراهينه الدامغة في اياديه , وعلي جسمه المحروق , وضلوعه المكسرة ! المعلم السلخاناتي لعب دوراً قيادياً في الابادات الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي تم ارتكابها في الحروب الجهادية في الجنوب خلال عقد التسعينيات الأسود ؟ والتي اودت بحياة مليوني جنوبي ! وشردت اكثر من أربعة مليون جنوبي ! المعلم السلخاناتي لعب دوراً قيادياً في الابادات الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي تم ارتكابها في دارفور ! والتي اودت بحياة 300 الف دارفوري ! وشرددت اكثر من ثلاثة مليون دارفوري ! اسم المعلم السلخاناتي يتصدر قمة قائمة اوكامبو السوداء ، مباشرة بعد الثلاثي : معالي الوالي هارون والسيد كوشيب والرئيس البشير . يكنونه في أوساط محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بدراكولا السوداني ؟ ونخنزل أدناه نتفأ من بعض افعال دراكولا الأصلي , لمن لم يسمع بها وبه ؟ وربما تكتشف , يا هذا , أن التقليد قد فاق الأصل ؟ دراكولا الاصلي ؟ ولد دراكولا الاصلي في رومانيا في شهر نوفمبر 1431 م ! أصبح دراكولا معروفا بتطبيقه العقاب الوحشي ( تماما كما يفعل المعلم السلخاناتي ) على أعدائه مثل : سلخ جلودهم , القائهم في الماء المغلي , قطع اعناقهم , فقأ أعينهم , حرقهم , شوائهم ودفنهم أحياء ...الخ . كما كان يهوى قطع أنوفهم وأذانهم وأطرافهم . غير أن أسلوب التعذيب القاتل المحبب بالنسبة له , والذي اشتهر فيه هو : الخازوق ... حتى أصبح الاتراك يطلقون عليه اسم ( أمير الخوازيق ) ؟ كان دراكولا صارما جدا في تطبيق عقوبة الخازوق , حيث يطبقها على أي خطأ يرتكبه أحدهم مثل , أن يكذب او يسرق , فإن مصيره هو الخازوق . وبلغ من شدة صرامته و خوف الناس منه , أن وضع كأسا من ذهب , به ماء , في الميدان الرئيسي لعاصمته , بدون أي حراسة , ليشرب منه المسافرون , وعابروا السبيل ! وطبعا لم يجرؤ أي أحد على سرقته طوال فترة حكم دراكولا ؟ كان ينظر الى الفقراء و المشردين على أنهم مجرد لصوص ! قام مرة بدعوة جميع فقراء مدينته الى قلعته لحضور وليمة عظيمة أعدها خصيصا لهم ! وطبعا لبى الجميع دعوته , حيث أكلوا و شربوا كل ما يشتهون , وهم لا يصدقون أعينهم ! وبعد أن انتهوا من الأكل سألهم دراكولا قائلا : هل تريدون أن تتخلصوا من فقركم و الآمكم الى الابد؟ فصاحوا بحماس: نعم !! فخرج مع جنوده من قلعته , و أقفل أبوابها على هؤلاء المساكين ! ثم أمر جنوده بإيقاد نار عظيمة , و حرق كامل القلعه ! وبالطبع , لم ينج منهم أحد ! وكانت هذه نهاية مشاكلهم الى الأبد كما وعدهم دراكولا ؟ أنتهت قصة دراكولا الاصلي الروماني ! فلنرجع لدراكولا السوداني التقليد ! لعب دراكولا السوداني دوراً قيادياً في فركشة التجمع الوطني الديمقراطي , والاستفراد بالحركة الشعبية , بالترغيب والترهيب , حتي غادرت الحركة محطة التجمع , وانضمت للانقاذ في اتفاقية السلام الشامل الثنائية . حرك دراكولا كل خيوط المؤامرات والدسائس التي نجحت في فركشة الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب الامة , وحتي الحركة الشعبية , تفعيلاً لمبدأ فرق تسد . بعد إنتخابات أبريل المزورة , اطلق الشعب السوداني عليه كنية ( الخجاج ) , ذلك انه كان مهندس خج صنادبق الاقتراع ! الخج الما خمج ؟ أو الخج المَجيَّه الجاب أكثر من 90% في الانتخابات التشريعية والتنفيذية ؟ انحني الامير ميكافيلي في قبره لدراكولا الخجاج ( المعلم السلخاناتي ) , الذي تفوق حتي علي الامير ميكافيلي ؟ واضحت بفضله النافعية صنوا للميكافيلية , في معاهد البحوث السياسية الاستراتيجية . اما الفيلسوف الأنجليزي هوبز الذي ابتدع مقولة ( لا اخلاق في السياسة) , والتي عرفت فيما بعد بنظرية هوبز , فقد تقلب في قبره اعجاباً وتقديراً لافعال المعلم السلخاناتي في تطبيق نظرية هوبز , التطبيق الحرفي المهني , والذي يعني بتفاصيل التفاصيل . معالي المعلم السلخاناتي أصبح هوبز ومكيافيللي ودراكولا ( ثلاثة في واحد ) القرن الحادي والعشرين ؟ هنا يقف الجنرال ... وكتابه بيمينه , رغم المجازر التي ارتكبها في العراق خلال الف ساعة من الطيران التدميري ؟ وكتابه يحمل درجة الصفر الكبير , في عالم الأخلاق ! وهناك يجلس المعلم السلخاناتي القرفصاء , وكتابه بشماله , وهو يطفح بعذابات بيوت الاشباح , والابادات الجماعية في الجنوب ودارفور , وبالتشريد الجماعي الممنهج للمواطنين السودانيين . احكموا عليهما باعمالهما ايها القراء الكرام . هذا الذئب المبيد الجماعي من تلك الافعي الشبحية ؟ وكفي بنا حاكمين ؟