هناك فرق لمَّا .. نعامة ترفسك! منى أبو زيد ليس أكبر سعة.. ولا أكثر خصوبة.. من خيال امرأة غاضبة تدعو على رجل مغضوب عليه .. وقد قرأتُ مرة عن ثقافة الدعاء على الآخر عند اللبنانية.. والسورية.. والمغربية.. فإذا ما أغضبت منك اللبنانية دعت عليك ب (الشلل مع طول العمر).. وإذا ما استشاطت منك السورية.. دعت عليك ب (طول الحمى).. ولك أن تتخيل نزعة السادية في الدعاء عليك بالمرض مع طول العمر!! أما إذا ما كنت رجل حياة المغربية ثم انقلبت عليك.. فهي تستقبل القبلة.. ثم تخص رجولتك الغالية بأبشع أنواع الدعاء.. (يا ربي اجعلو حيط.. والنساء خيط.. وحشمو مع كل مرا).. وهل أنكى من هوان وخجل هكذا رجل في حضرة امرأة؟! أما السودانية الهدية الرضية فهي تفضل تفريغ شحنات السخط في الدعاء على صغارها.. بينما لا تتجاوز في مواجهتك صيغ الدعاء المستحيلة.. المضمنة في (الطنطنة) و(النقة) الغاضبة ليس إلا.. (يقلقلك في الحر).. (تطلع روحك).. (نعامة تزوزي بيك).. (عمى يلايسك).. حتى إذا ما مسك سوء بكت عليك.. ودعت على نفسها بالثبور.. ونذرت على نفسها إنفاق كل عزيز! ما زلت أذكر يوماً من أيام طفولتي.. عندما أرسلتني أمي إلى بيت إحدى الجارات لسببٍ ما.. دخلت عليها فسمعت نداءها المبتور على زوجها الذي أجابها ب (نعم) باهتة.. فردت هي عليه ب -أغرب جملة سمعتها في حياتي (النعامة ال ترفسك) ..! وقد بقيت تلك الجملة قابعة في خلايا مخي الرمادية دونما تفكير في معناها أو مدى الأضرار الناجمة من تحقق فكرتها إذا ما استجاب الله لدعاء السائلة إلى أن قرأت ذات يوم خبراً طريفاً في إحدى الصحف عن ذات المعنى! يقول بأن إحدى المحاكم الأمريكية قد أصدرت حكماً بالسجن خمسة أشهر على شاب قتل نعامة داجنة اسمها (جيلوورد) رمياً بالرصاص انتقاماً لكرامته الجريحة.. وذلك بعد أن ركلته النعامة/ المرحومة .. شر ركلة .. وعلى مرأى من مجموعة شابات كان يسير بمحاذاتهن طامعاً في طلب القرب! ويبدو أن الشاب قد اقتحم مزرعة النعام مبتختراً فشعرت النعامة بالفزع وركلته في أضلاعه وأسقطته.. وأصابته بخدوش ورضوض.. وعوضاً من التعاطف مع جراحه.. ضحكت الشابات على منظره! بعد أن (حرقته) رفسة النعامة بذات القدر الذي (أوجعته) به ضحكات النساء قرر الانتقام لكرامته المهدرة بإعدام النعامة المعتدية رمياً بالرصاص! بعد التأمل في حادثة الشاب/ موضوع الخبر.. لم أجد أكثر خصوبة.. ولا سادية.. من خيال امرأة تدعو على رجل ب (رفسة نعامة)! التيار