السيد خال البشير صار فوق القانون . يشتم من يشاء , و يرفع من يشاء, و يطبل لمن يشاء . و يتصرف في السودان , و كأنه كجريب في تقنت ابوه . و لا يستطيع أي انسان أن يقف امامه , حتى صقور الانقاذ . لألآف السنين كان الخال في المجتمع السوداني هو من يحل و يربط , لأن أبن اخته الذي يكون قد تربى في كنفه يصير الملك . و عندما طلب الد...ا نجوك من الراحل جون قرنق , ان يذودهم بالسلاح حتى يحاربوا المراحيل , قال لهم دكتور قرنق : ( نحن الد...ا ممكن نحارب اولاد عمنا. لكن اصلاً ما بنحارب اولاد اختنا . و المسيرية ديل اولاد اخواتكم ). أذكر انني سمعت من الكبار قديماً و قرأت من كتب التاريخ , وعلق بذهني قصة ام بوسة . و كانت من قبيلة البيقا , و صار ابنها سلطاناً على دارفور . و العادة قديماً في دارفور أنه بعد موت السلطان , يتصارع الابناء على الملك . و قد يقتل أو ينفى من يستلم السلطة اخوته , حتى يصفى له الجو . و الأمير خميس أبن سلطان دارفور , هرب الى سنار حتى يتجنب القتل . و خدم في بلاط سلطان سنار . و هو الذي انقذ السلطنة الزرقاء عندما اراد ملك سنار ان يفر امام الجيوش الحبشية الغازية . و بدلاً عن الهروب , تراجع , و حصر الجيش الاثيوبي و ظهره الى النيل . و أوقع بهم هزيمة نكراء . و لكن كأحد المحن السودانية لا نذكر هذه المحمدة للفور . عندما علم خال السلطان بأن ابن اخته قد صار سلطاناً , كان يملأ الحوض بالماء لشرب الانعام , و عندما اتاه الخبر . رفس الحوض الذي هو من التراب و انكسر الماء . و أخرج عنقريبه و رقد عليه , و طلب من الناس ان يحملوه الى الفاشر , التى كانت بعيده . فلقد كان لخال السلطان وظيفة رسمية في البلاط . المحنة السودانية , ان خال البشير الآن يتصرف بنفس الطريقة . فلقد صدر أمر من السلطان بأن لا يؤخذ العبيد من البيقا , قبيلة والدته, ابداً بعد ذلك , و هذا يعني انه يكمن استعباد القبائل الآخرى . السلطة عندما لا تأتي متدرجة و تحدث بسرعة , هي مثل الثروة التي تأتي بسرعة . و لهذا كان الكلام اثرياء الحرب , الذين ( تخلعهم ) الثروة , فيتصرفون كالأطفال , و بعدم معقولية . و لكن من تعود على الثروة و عنده خلفية يستطيع ان ينمي الثروة , و يستخدمها فيما يفيد نفسه و الآخرين . و من يتعود على السطلة , يتصرف بمعقولية . و ما يحدث الآن بواسطة أهل الانقاذ هو عدم المعقولية في التصرفات , لأنهم لم يتعودوا على الثورة و لم يعرفوا ما هي السلطة . في أيام الخليفة عبد الله التعايشي , حصلت تجاوزات و اساءة للمال و السلطة . و الخليفة عبد الله التعايشي كان في بداية حياته كاتب حجبات . و كان يكتب الحجبات للرزيقات في حربهم ضد الزبير باشا . و لقد أسرة الزبير باشا و أمر بقتله . إلا أن القضاة و رجال الدين في حكومة الزبير باشا رفضوا قتل ( فكي ) . الخليفة عبد الله التعايشي لم يكن حتى حضرياً . و أدارة الدولة تحتاج لمقومات و ثقافة و دراية بالعالم الخارجي , و النشاط الاقتصادي و الاداري . و عندما يسمع الناس المثل السوداني ( يحلنا الحلّ بله ) لا يعرف الأغلبية ان بله كان فكي و رجل دين محبوب جداً , لخفة ظله و حلو معشرة . فطلب منه أن يفاتح الخليفة في موضوع اطلاق سراح الخليفة شريف بن عم المهدي من سجن السائر , الذي كان قاسياً , و هذا بعد أن فتك الخليفة بأغلب .... المهدي الأوائل و قتل ( الاشراف ) أهل المهدي . في مجلس الخليفة عبد الله التعايشي , الذي كان يجلس الجميع فيه على الأرض , و يكون الخليفة على العنقريب , طلب الفكي بله من الخليفة ان يطلق سراح الخليفة شريف . و جلس الخليفة بعد ان كان متكئاً و قال : ( قلت شنو ؟) , فقال بله : ( قلت ليك يا خليفة المهدي امي بتسلم عليك ) . فضحك الخليفة و ضحك الجميع . و في لحظة كان بله في موقع تهلكة , و لكنه حلّ نفسه بالدعابة و خفة الظل . المشكلة ان دولة الخليفة لم تكن دولة المؤسسات , بل دولة الفرد . و الآن صار السودان دولة الفرد . بعد أن غير وردي أغنيته يا حارسنا يا فارسنا الى لا حارسنا لا فارسنا , و بعد انقلاب هاشم عطا , وضع الفنان وردي في السجن لفترة طويلة . و كان النميري حاقداً عليه بشكل خاص . و لم يجرؤ اي انسان على مراجعته . و الجميع كانوا يحبون غناء ابو داوود , و كفشاته , و نكاته . فطلب من ابو داوود ان يفاتح نميري في أمر اطلاق سراح وردي . فقال ابو داوود لنميري بعد الغناء و نكات اضحكت النميري : ( يا ريس ياخي وردي .... ) . فقال النميري و هو في أشد حالة الغضب : ( مالو ؟؟؟ ) , فقال ابو داوود بسرعة : ( ياخي ما تعدمو و تريحنا منو , مضايفنا في حفلاتنا ) . فضحك النميري و ضحك الآخرون . و بعد فترة اطلق سراح وردي . مشكلة مايو كذلك انها كانت حكم الفرد . ميرغني المامون و احمد حسن جمعة سمكرو أغنية بسرعة جداً , و الاغنية تقول : هاشم العطا صلح الخطأ . و بعد يوم من سقوط هاشم العطا , تغيرت الاغنية الى هاشم العطا لخبط الوطى . سلاطين دارفور كانوا مهابين جداً و كان لأحدهم نعامة . و للنعام ركلة قوية قد تقتل الانسان . كما أنها تبتلع أي شئ امامها , حتى مصاغ النساء اذا وجدته . و أتعبت النعامة أهل الفاشر . فأتفقوا مع أحد شيوخهم ان يقول للسلطان , النعامة . و عندما يسأل النعامة مالها , يرد الجميع بصوت واحد ( جننتنا ... جننتنا ) . و لكن عندما رد السلطان غاضباً لم يجرؤ أي انسان ان يرد . فرد الشيخ بسرعة : ( بتدورلها اخت ) , فأتى السلطان بنعامة جديدة و زاد البلاء . نحن زمان كان عندنا الانقاذ , و ناس الانقاذ طالعين في راس الناس ياكلوا و ينهبوا . دلوقت نعامة الانقاذ جابوا ليها اخت , و التي هي العسكرية الاسلامية . أي وظيفة تفضى أو منصب , العساكر يدخلوا فيهو لواء أو عميد بالمعاش و الخ ... المحنة دلوقت انه العسكر بقو راكبين الشعب السوداني و الأنقاذ . أذكر انه عندما استلم الصادق المهدي السطلة بعد نميري , أن قال أحد أهلنا في امدرمان . حكايتنا بقت زي حكاية الولد الامه ماتت. و زوجة ابيه ضوقته الويل . و كان يتمنى بعد وفاة والده ان ينتقم منها ( دق ) . و لكن بعد وفاة والده تزوجت زوجة ابيه , و قال أن الزوج الجديد ( بقا يدقني و يدق مرة ابوي ) . و ممكن الدق دا يكون حاجة تانية . لأن ناس حزب الامة جو عطشانين و عندهم احساس انو البلد بلدهم و هم اسيادها . سفوا و قلعوا و اتسلطوا على الناس اكثر من نميري . اها و اخيراً هسي العسكر بقوا يدقوا الشعب السوداني و أهل الأنقاذ . و العسكر صاروا اقوياء . و حالهم مع الانقاذ و مع الشعب السوداني ينطبق عليها المثل السوداني البيقول : ( دق نسابته و قلع مرحاكته ) . و المرحاكة للجيل الجديد عبارة عن حجر افطح , حوالي متر في طوله . يسحن فيه دريش العيش حتى يصير عجيناً لصنع الكسرى و العصيدة . و قلع المرحاكة هو اقصى مرحلة الخصام . و العسكر سيأخذون اكثر و اكثر من الشعب السوداني المسكين . لأنهم احسوا بأن الكيزان خمو كل حاجة و هم الذين كانوا يموتون , و هذه محنة سودانية جديدة . قالوا البتكرهو خاف فيهو الله . لقد كرهنا فساد أهل الانقاذ و فساد وزير المالية المثبت بالوثائق اغضب الجميع . و لكن الحق يقال أن مرتب مدير الاسواق المالية في الخرطوم يجب ان تكون أعلى كثيراً , و تكون له مخصصات اعلى من أي وزير سيادي . و هذا هو المعمول به عالمياً . ففي بداية الثمانينات هاجم الامريكيون اليابانيين عندما اكتسحوا الاسواق الامريكية , خاصة في مجال السيارات . و بدأ الامريكيون الذين كانوا يتشدقون و يدينون الاتحاد السوفيتي و الصين لعدم تعاملهم بالتجارة الحرة , يشتكون بالمفتوح من اليابانيين . و صاروا يطالبون بوضع كوابح للتغول الياباني . رد اليابانيين كان أن مدراء الشركات اليابانية , التي تعاني من مشاكل مالية , يتوقفون عن تقاضي مرتباتهم . و أن بعض المدراء عندما تفلس شركته , يقومون بالانتحار , لأنهم قد فشلوا في الوقت الذي يتلقى مدراء فورد , كرايلستر , جنرال موتورز مرتبات عبارة نصف مليون دولار في الشهر زائداً مخصصات و حوافز. قديماً في السودان كان مرتب رئيس الوزراء لا يتعدى المائة و خمسين جنيه . و أذكر ان بعض البسطاء عندما قالوا له ان الرئيس الازهري يتلقى مائة جنيه شهرياً قال : ( لا حولة , لو كل يوم اشتري وقه لحمة , و قزازة زيت كاملة , الباقي بوديه وين ) . و الوقه مقياس قديم عبارة عن اثنين و ثلاثة ارباع رطل . و الكيلو يساوي اثنين و ربع رطل . و ربع الوقه كان ما تشتريه الاسرة لعمل الحلة . فالمسكين وقتها كان يفتكر أن كل متلطبات الحياة هي لحمة و زيت . العم خلف الله خالد وزير الدفاع في الديمقراطية الأولى , عندما اعطوه مرتب الوزير غضب و قال : ( دا لعب عيال . كيف آخذ مرتب و انا عندي معاش من الجيش ) . و بعد تعب رضى ان يقبل بالمعاش زائد الفرق بين المرتب و المعاش و كان يسكن في منزله الخاص خلف سوق الموردة . قبل اسبوعين كانت في زيارتنا ابنة الخال فايزة محمد الفضل . و محمد الفضل هو خال المناضلة فاطمة احمد ابراهيم . و كنت اذكر الاخت فايزة بالعز و النظام القديم في السودان فوالدها كان أول مدير سوداني للسكة حديد . و السكك الحديدية و مركزها عطبرة كانت تخرج المهندسين و الفنيين و منهم الشفيع احمد الشيخ و قاسم امين و سلام . و تخرج النجارين و العضشجية و البرادين و الحدادين . و هؤلاء انطلقوا في كل السودان و دربوا الآخرين . و كان موظفي السكة حديد عشرات الآلاف , و في ايام محمد الفضل وصلت السكك الحديدية الى واو . و كان مرتب مدير السكة حديد يماثل مرتب محافظ الجزيرة و هو 485 جنيه سودني زائداً المنزل و حق الضيافة و السيارة و السائق و الجنايني و السائس و الخيل . لأن التفتيش يحصل من ظهر الخيل في الخريف . و كان لمدير السكة حديد صالون خاص بغرف نوم و س...ي . و لمدير السكة حديد ذهبية في النيل و هو مركب بماكينة في شكل مسكن صغير . لأن النقل النهري يتبع له كذلك . الأخت فايزة محمد الفضل كانت تذكر لي كيف ان صالون المدير يقف داخل منزلهم حتى يجهز استعداداً لسفر مدير السكة حديد . فالعم محمد الفضل و العم مكي عباس مدير الجزيرة كانوا يديرون أكبر منشآت اقتصادية في داخل الدولة . و هذه المؤسسأت , كانت تدفع العلاج و التعليم و المرتبات و الدفاع ... الخ . و لهذا يجب ان يكون المسئول ( عينه مليانة ) حتى لا يكون له عذر لأن يستغل نفوذه . و كانوا يحاسبون محاسبة لصيقة . احدى السيدات السودانيات ارادت ان تركب القطار . و اخبروها بأنه قطر بضاعة لا يأخذ الركاب . فأشارات الى مدير السكة حديد الذي كان يجلس في صالونه . و كيف ( ينجعص ) الخواجة لوحدة في الصالون الكبير . و أثارت شمطة . فقال الخواجة خلوها تركب . فركبت و قدم لها الس...ي الشاي و البسكويت . ثم وقف لها القطار في سندة صغيرة و هي وجهتها . و أعجبها الزير الذي كان يصنع خصيصاً للسكة حديد . فطلب الانجليزي ان يعطوها الزير و الحمالة . و عندما سألها اهلها : ( دا شنو دا ؟ ) . قالت لهم : ( جبت ليكم زير الخواجة عشان ترتاحوا من شراب القرب ) . و قبل سنتين وضع ريس البنطون و ابنه في السجن لانه ادخل بعض المسافرين مع المحافظ الانقاذي . و كانت هنالك محافظ البحر الأحمر . و مرتبه يقل قليلاً عن هؤلاء الاثنين و كان حوالي 375 جنيه . وهذا مرتب مديري المديريات و قاضي المديرية . و لهم مساكن و مخصصات . و كان للصرافين مرتبات عالية , و حوافز و سكن منفصل عن بقية الموظفين . و لا يسمح لهم بالسكن في ميز الموظفين . و لهم وضع خاص . و قديماً كان المحافظ هو جعفر حسن عبد النور , ابن شقيق الاستاذ عبيد عبد النور . و كان له منزل حدادي مدادي و حديقة و خدم و مخصصات . الازهري كان يسكن في منزله الحالي و هو ورثة . و اذكره جيداً . كان منزلاً عادياً مبنى من الطوب الاحمر و هنالك نخلة طويلة في الجزء الغربي المواجه لجامع الضرير . و يشاركه في المنزل اخوه على و الآخرون , لأن المنزل ورثة . و لقد نشرت من قبل وثيقة تحوى لسته بأسماء عشرة تجار في ملكال . على رأسهم محمد البشير و اخيه مبارك و فزع و نميري و الماحي و آخرين . و دفع كل منهم خمسين جنيهاً كدين للزعيم الازهري لأصلاحات في المنزل لأن المنزل ككل منازل امدرمان قديماً لم يكن حتى يتمتع بالصرف الصحي . كما ذكرت قديماُ في مدينتنا مالمو في السويد , ان لعمدة المدينة منزل من أربعة طوابق , في أكبر ميدان في المدينة و يجاور المجلس البلدي الذي بنى في القرن الرابع عشر . و للعمدة مخصصات و خدم و حشم و سكرتيريين و طباخ و سائق و بدلات . و مرتب خيالي , بالمقارنة مع مرتب ريئس الوزراء الذي يسكن في نفس المدينة . والذي يصل مرتبه الى العشرة الف دولار , و تأخذ الضرائب نصفها . و عندما أرتفع مرتبه بألف دولار تأخذ الضرائب نصفها . قامت القيامة و وجد الهجوم نقابات الموظفين , ومن الصحف . و مرتبات الوزراء زادت 800 دولار و يستلمون بعد الضرائب زيادة 400 دولار . مديري شركات مثل ساس او اسيا التي استوردنا منها المولدات للسدود , و اسكانيا و الفولفو يتقاضون بلاوي . و رئيس الوزراء السابق يوران بيرسون كان يسكن في شقة تفصلها عمارة واحدة من اولاده . و تحت العمارة دكانين أحدهم للزهور و الثاني لماكينات الخياطة . و جمع أهل العمارة توقيعات في سنة 1994 مطالبين بطرده . ( لأن ضيوفه كتار ) . و قال في الصحف و التلفزيون انه لا يمكن ان يرحل لأنه لا يمكنه ان يبتاع منزلاً . أبني جاك عمل قبل 12 سنة كمتدرب في قصر مدير الفولفو السابق خارج استوكهولم . أبني جاك تخرج من معهد للبيئة و متخصص في الصيد و هو صياد برخصة . و كان من المفروض ان يتدرب بدون أجر . و كان هذا في قصر أو قلعة قديمة تحيط بها غابات لمئات الهكتارات و بحيرات و حياة برية من كغزلان و وعول و ثعالب . اشتراها مدير الفولفو بعد أن تقاعد . و كان له ابن وحيد بالتبني و هو افريقي الاصل . و الغريبة انه لم يكن لطيفاً مع جاك . و ربما لأنه كان مدللاً . فيا سادتي ليس من الخطأ أن يكون لمدير سوق الأوراق المالية مرتب ضخم و مخصصات ضخمة . و لكن هذه الاسواق عادة لا تكون تحت سيطرة الدولة . و لا يتلقى هؤلاء أي مرتبات من الدولة في الأحوال العادية . و هؤلاء يحاسبون حساباً عسيراً . و في حالة أي تلاعب قد تكون العقوبة تأبيدة . فليأخذ هؤلاء المسئولون الذين يتعاملون بالمال المرتبات العالية . و لكن يجب ان يدفعوا ضرائب كالآخرين . و الضرائب تصاعدية . و في السويد قد تصل الى 85 بالمائة من دخل الانسان . ويجب ان تكون هنالك شفافية و وضوح تام . المحنة السودانية أننا نركز على مرتب مدير سوق الاوراق المالية . الغلط هنا ما أورده وزير المالية , و العصر بتاع الدايات البمارسو البشير . فزمان الداية كانت مفروض تكون مجاني , لأنها بتاخد مرتب من الدولة , لكن كانوا بعصروا ليها . و عندها كراع خروف السماية . و يمكن فتيل ريحة و جالون سمن .... الخ . قبل ايام كتبت عن ود الفتير العملاق , جارنا الذي كان يضبح كيري و يبيع البنقو . و في العيد ينطلق له اطفال الحي ليعطيهم العيدية . المحنة انه هسا مافي فرق بين ود الفتير و البشير . المحنة السودانية الكبرى انو ناس الانقاذ ديل , يشوفوا زول يعمل أي حاجة لوجه الله بتجيهم شيزوفرينا ام برد . جامعة الاحفاد عندها مركز للأمومة و رعاية الطفولة . بشتغلوا فيه خواجات و في بروفيسرات في الطب سودانيين بقدموا خدماتهم . و دا مجآني . و دا البجنن بوبي . و بالنسبة لأهل الانقاذ هذا يقارب الشرك بالله . و مال مستشفياتهم و عياداتهم دي تشتغل كيف ؟ . و فجأة اتى من شمع المركز بالشمع الاحمر و الاختام . و هذا كان بعد غزوة ذات الاصنام . و هذا بعد أن هجم مقاتلي الانقاذ الاشاوس بأسلحتهم بعد منتصف الليل و انتزعوا تمثال بابكر بدري . و اختفوا به مثل هبل و اللات و العزى . لمدة شهرين كان قاسم بدري يحاول ان يصل الى الانسان الذي اغلق المركز . الذي كان يمارس فاحشة مساعدة نساء امبده و خارج امبده و الأطفال المهمشين بالمجان , بدون نهب فلوسهم . و حفى قاسم . و لم يجد أي رد . فطلب من الموظفين ان يكسروا الاختام و قال لهم : (خلي يجي زول يقول لينا ليه علمتوا كدا ؟ عشان نعرف هو منو) . و بعدها كانت غزوة عقال البعير . فلقد قال سيدنا ابوبكر الصديق رضى الله عنه : ( و الله لو منعوني عقال بعير لقاتلتهم عليه ) . و هاجمت قوة مدججة بالسلاح و اقتحمت جامعة الاحفاد و طالبت أعتقال مسيلمة الكذاب الذي ارتد عن الاسلام و لم يدفع الزكاه . و كان العميد قاسم بدري في اجتماع مع ممثلي الاممالمتحدة . لكي تقوم الاحفاد بتدريب الكوادر الطبية للأمم المتحدة في منطقة الشرق الاوسط من ايران الى المغرب . و هذا مكسب و مفخرة للسودان . و يعطي الفرص لشباب سودانيين للعمل . و كأنه يوم اليمامة حضروا لأخذ قاسم بالقوة لأنه لم يدفع الزكاة . و عندما سألوا عن العميد قال لهم اشرف محمد بدري : ( انا العميد ) . تجنباً للفضيحة و الاحراج امام ممثلي الاممالمتحدة . و عندما اعتقلوه تحت السلاح المشهر و أخذوه خارج الجامعة قال لهم الظابط العظيم الذي كان في انتظارهم : ( لا دا ما قاسم .. قاسم طويل ) . ...عوا و اقتحموا قاعة الاجتماع , و أخذوا المجرم قاسم بدري . و عندما ارادوا ادخاله في السيارة بالقوة رفض قاسم ان يركب بالرغم من الاسلحة المصوبة نحوه . و هجم بنات الاحفاد و بالطوب و الحجارة و على رأسهن الجنوبيات . و هن يصرخن : ( يدفع ليكم زكاة من وين , انحن بندرس بالمجاني ) . و الحقيقة أن نصف بنات الأحفاد يدرسن بالمجاني . المحنة الكبرى أن السودانيين يحسبون ان الاحفاد ملك لقاسم بدري . الاحفاد يا أهلي مسجلة منذ أول يوم في الثلاثينات بأسم الشعب السودان .. أعيد الشعب السوداني . هنالك مجلس امناء . و قديما كان هنالك مسئول مالي هو رجل التعليم و أول ناظر مدرسة ثانوية ثانوية , الرجل الاسطورة النصري حمزة . الذي كان يقرع يوسف بدري و يتعامل مع محمد بدري بأسلوب يا ولد . و ينصاعون لأوامره . و الآن يستلم هذا المنصب أبنه عبد القادر النصري حمزة , جزآهم الله خيرا لما قدموه لهذا الوطن . بعد فترة استدعى الوزير الولائي لوزارة الصحة قاسم بدري لأجتماع كان عبارة عن استفزاز في البداية . المحنة انه كان يسأل قاسم لماذا هنالك منظمات اوربية تدعمهم . و كيف تأتي هذه الأموال . فأفهمه قاسم بأن الأموال تأتي عن طريق وزارة المالية و وزارة التعليم العالي . فأسقط في يد الرجل و قال : ( و لماذا لا اعرف انا ؟ ) . فأفحمه قاسم قائلاً : ( دي حكومتك .. فاذا عندك مشكلة معاهم انا ما دخلي ) . فنهض الوزير غاضباً ثم اخذ لفة و رجع قائلاً : ( بناتكم بتدربوا في مستشفياتنا , و نحن المستشفيات دي بتكلفنا فلوس , انتوا لازم تدفعوا على كدا , و إلا ما حا نقبل بناتكم يتدربوا في مستشفياتنا ) . فقال قاسم : ( طيب حددوا لينا اسعاركم و نحن بندفع ) . و كما عرفت من قاسم عندما كان في زيارتي هنا من قبل ثلاثة سنوات , أنهم حددوا سعر معين و صارت الاحفاد تدفع . حاجة تمحن جامعة تدفع زكاة . يعني كل سنة 30 بنت لبون و 500 حاشي . قاسم زاته يستاهل , شغال ليل و نهار و بمرتب , ابوه الله يرحمه كان شغال لحدي عمره 85 سنة . مات و هوبشتغل و ما بنى مزيرة . و لحدي ما مات ما فتح حساب في بنك و ما كان بمسك قروش في ايده . بفتكر انه القروش بتخلي الزول يبقى كعب . و هدومه كلها ما بتملأ بقجة . في ايام حروب الردة الانقاذية كانت شقيقتي لمياء بدري تعمل محاضرة بستمائة جنية في الاحفاد ( بالقديم ) . و زوجها اشرف بدري بياخذ تسعمائة جنية . و شغالين ليل و نهار . عندهم شغالة بتمسك الاولاد و البيت . بتاخد 300 جنية و ماكلة و شاربة و ساكنة و ما بتدفع كهرباء ولا موية . لمياء بدري استقالت من الاحفاد . قاسم بدري عاين لأستقالتها و رماها ليها لانه هي ما جات من مكتب العمل و قال ليها تقعد تتعب زي الناس الباقين مافي استقالة و كلام فاضي . بعد سنين من التعب في الاحفاد اشتغلت في الاممالمتحدة . دلوقت عرفت انها اشترت شقة و عربية و عاشت بدون فلس شديد . المحنة انه مافي شئ بقوم نفس ناس الانقاذ ديل زي الزول الما بياكل . لانه الزول البلبع دا هم بعرفوا دواهو . و بختوا لهو السم القدر غداهو . و ناس الدين ديل نحن زمان شفناهم هم أهل الصوفية ملكوا الناس بالكلمة الهينة و الكسرة اللوينة . لكن ناس الانقاذ يمحنوا . التحية ع . س . شوقي بدري