الجوس بالكلمات سماسرة إعمارالشرق محمد كامل من الواضح أن ملف التنمية في شرق السودان يتعرض لهزات واضحة وتتخلله بعض التناقضات ففي الوقت الذي يفيد فيه القائمون على أمر صندوق تنمية وإعمار شرق السودان بأن الحكومة خصصت ستمائة مليون دولار لصالح تعمير وتنمية مناطق الشرق وإحياء القرى التي دمرتها الحرب ثم يضيف القائمون على أمر الصندوق العجيب أنهم استلموا أجزاء كبيرة من المال الحكومي المخصص للتنمية والإعمار وأنهم قطعوا شوطاً كبيراً في تنفيذ المشروعات في مختلف محليات الولاياتالشرقية ، حينما تحصل هذه الإفادات ثم يظهر لنا من يحدثنا عن ضرورة البحث عن تمويل لمشروعات التنمية والإعمار من الدول العربية الشقيقة والدول المانحة فإن الأمور تختلط على سكان الشرق البسطاء ولا يستطيعون تفهم هذا التناقض المربك . إن صندوق تنمية واعمار الشرق الذي مطالب بكشف الحقائق حول ما تم انجازه فعلياً من مشروعات تستهدف تغيير واقع الإنسان في تلك المناطق البائسة وإن لم يفعل فمعنى هذا أن الصندوق يحتاج إلى مراجعة ومن حق المنظمات ورجال المال والأعمال وكل من هب ودب ان يعلن عن فكرة جديدة لاستجلاب الأموال من الخارج باسم البسطاء من سكان ولايات الشرق وساعتها لن نستغرب حينما نسمع عن بعضهم ممن نعرفهم بسيماهم أنهم يعدون لخطة لتنمية الشرق . كما أن الصندوق هو الجهة الوحيدة التي كانت تستلم المال من وزارة المالية وبالتالي يقع عليها عبء توضيح كمية المال المستلم وحجم الانجازات التي تمت ولماذا يتكاثر عدد الجهات المتبرعة من تلقاء نفسها بالبحث عن تمويلات خارجية للصندوق حتى ظن البعض وحق لهم الظن ان قضايا شرق السودان تتعرض لعمليات سمسرة واسعة غير واضحة النوايا . إن صور وأشكال التكسب باسم العمل الخيري والإنساني تتعدد بتعدد الأساليب والجهات ولكن في اغلب الأحيان يتم الاسترزاق باسم الغلابة تحت ستار البحث عن تمويلات للشرائح الضعيفة مثل كفالة الأيتام و مشروعات مساعدة الفقراء وحفر آبار في الصحراء وما شابه ذلك ،ومع ذلل فإن المراقبين يعتبرون عملية البحث عن تمويلات لمشروعات تنمية سبق وان مولتها الحكومة هي أساليب جديدة تستحق الاهتمام والرصد الدقيق . إن المناطق التي تحتاج إلى مشروعات تنمية عاجلة تتكاثر أعدادها في محليات شرق السودان كل عام وقد كشفت السيول التي ضربت بعض مناطق ولاية كسلا أن يد الحكومة ويد التنمية المفترى عليها لم تصلها منذ أن حمل بعض أبناء الشرق السلاح وخرجوا قبل أن يوقعوا اتفاق سلام الشرق ذا البنود التنموية رغم وجود الحكومات والآليات الولائية ورغم تكوين صندوق تنمية واعمار الشرق وتكليفه بتنفيذ مشروعات تنمية متوازنة تغطي كافة أنحاء الولاياتالشرقية ،ولكن يبدو أن أمورا غامضة حدثت وحالت دون ذلك وبموجبها هرع البعض إلى الحديث عن مؤتمرات بالداخل والخارج لبحث تمويلات مشروعات التنمية بالشرق.... ولنا عودة . الصحافة