* الأحد الماضي انعقدت ورشة عمل “عجيبة" نظمها برلمان الحكومة والذي سار على درب ورشات العمل، والمؤتمرات والندوات المنتشرة في بلادنا هذه الأيام. * لا يهمنا ما كان يدور حول الورشة البرلمانية من مأكولات ومشروبات على حساب الغلابة والغلبانات، ولا إهدار الوقت الذي كان يمكن أن يستفاد منه في ترسيم الحدود أو زيادة الناتج القومي لوطن الجدود. * ولا يهم أيضاً أنواع البشر الذين كانوا ضيوفاً على ورشة العمل، أو متحدثين فيها أو فضوليين وناس شمارات، فهنالك من الناس من صاروا مقاولين ومتعهدين لأي ورشة عمل ولو كانت عن برنامج كوريا النووي أو الفشل الكلوي، المهم في نهاية الأمر تلك المبالغ “المهولة" التي ستدفع لقاء هذا الورق “الهايف". * موضوع الورشة البرلمانية كان عن المفاهيم التأصيلية للمناهج التعليمية، ولا يخفى على أحد ما لحق بالتعليم من دمار وخراب من خلال ما سميت بثورة التعليم العالي وهي التي قصدت زرع الجهل والتخلف في عقول الطلاب والطالبات. * فإننا إن نقول أن الورشة تم تنظيمها من قبل لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بالبرلمان الذي تكون بعد الانتخابات “المضروبة". * من ضمن توصيات الورشة تشجيع الزواج المبكر حيث طالب المشاركون الدولة بوضع إستراتيجية ورصد ميزانية للزواج. * ومضت الورشة لأبعد من هذا فطالبت بضرورة نشر ثقافة تعدد الزوجات ثنائيات أو أربعات. * لله در هذا البرلمان فقد عرف أين تكمن مشكلة الشعب السوداني وكيفية علاج أزمات البلد الشاملة. * وبالطبع فقد توصل خبراء البرلمان إلى أن العطش في الشرق والغرب لا يسبب أي مشكلة طالما كان أهل دارفور وكردفان يشربون المياه المخزونة في التبلدي، وطالما كان أوهاج في حلايب يشرب مياه الصحة المصرية. * وتوصلوا أيضاً إلى أن مشكلة الفقر والغلاء في السودان ليست مهمة طالما كان رمضان على الأبواب ولا حاجة للأكل بالنهار في هذا الصيف الحار. * وعرفوا بفطنتهم أن انفصال الجنوب لا يسبب هاجساً للسدنة والتنابلة، فقد تحول بتروله منذ زمن بعيد إلى دولارات وشيكات سياحية في بنوك بعيدة لا ترى بالعين المجردة. * على ذلك فإن مشكلة الشعب السوداني هي الزواج المبكر بأي طريقة على نظام الأغنية الشهيرة “عشة صغيرة كفايا علينا". * وعلى طالب الزواج من الجنسين ألا يقلقوا على مصاريف الزواج فالبرلمان قد طالب الحكومة برصد ميزانية للزواج ستضمن في مشروع الموازنة القادمة، حيث سيكون هنالك بند ثابت للشيلة والريحة ودق المحلب وقطع الرحط أو رقيص العروس. * ولن تنسى الحكومة مسألة عشاء الفنانين وتكاليف الصالة المغلقة وعشاء المدعوين والمدعوات من ذوات الضفائر أو ذوي الأشناب. * ولن يغيب على بال حكومة مسرح العرائس أن تدفع تكاليف الكوافير بما فيه إيجار فستان الزفاف وتكلفة الفندق أو اللوكاندة لزوم شهر العسل وحكاوي الشرف والعفاف. * بالطبع لا تهتم لجنة الزواج المبكر بأمر سكن الزوجين التعيسين، ولا بكيفية “العيشة" بعد الزواج الحكومي ولا بمصاريف تعليم العيال بعد ذلك ولا بطبيعة شغل الزوجين وغير ذلك من الأمور التي تعتبرها اللجنة دون مستوى الاهتمام. * فات على اللجنة البرلمانية المختصة أن تنصح الزوجات باللجوء للمحاكم الشرعية إن اختفى أزواجهن أو “شردوا" بسبب ضيق ذات اليد، حيث يمكنهن بعد دفع الرسوم المقررة الحصول على طلقة “بائنة" تحررهن من زواج الورشة البرلمانية “الشائنة". الميدان