تفاجأت النساء المدعوات لحفل رقيص تلك العروس بإحدى الصالات، بفتاتان احتلتا بوابة الدخول، وهما تجمعان جوالات النساء، بعد أن شدد العريس على منع التصوير نهائياً لتلك المراسم..وتظل قضية رقيص العروس تمثل نقطة خلاف متجددة بين كل اثنين مقبلين على الزواج بعد تعنت العريس بالرفض واصرار العروس غير المبرر على أن ترقص..وما بين هذا وذاك تبقى قصة رقيص العروس بحاجة ماسة لإلقاء الضوء عليها. (1) الحاجة زينب (ربة منزل) تحدثت عن طقوس العرس والرقيص وما يقام به قائلة : (ان الرقيص من اجمل العادات السودانية التي تقام في العرس السوداني وتبدأ بحبس العروس بعد سد مالها مباشرة وتبدأ من زيادة وزنها لكي تظهر بصورة جميلة ليلة العرس وتأتي ( العلامة ) وهي المرأة التي تعلمها الرقيص وتعمل لها شريطا لكي تتعلم به ثم تأتي قبل مواعيد الرقيص بيومين أو اكثر لكي ترى العروس اصبحت جاهزة ام لا، وتقوم العروس بقص فساتين الرقيص علي حسب رغبتها وتشتري الجدلة والذهب والشعر الإصطناعي وبعد ذلك يأتي يوم الرقيص والجرتق وترقص وسط الأقارب والأصدقاء وبعد ذلك تقام باقي طقوس العرس من جرتق وتلبس العروس فيه الثوب الأحمر وكما ذكرت لنا يسمى ب( قطع الرحط ) وهو عبارة عن حزام مصنوع من الجلد يربط في وسط العروس ويقوم بقطعه العريس وهذا يعد شيئا من التفاؤل للزواج. (2) منى سليمان( موظفة) قالت إن رقيص العروس من العادات القديمة التى ابتدعتها امهاتنا وحبوباتنا وكان يقام لها يوم كامل وله طقوس وبرتوكولات، ولكن الآن اصبحت هذه العادة تتلاشى شيئاً فشيئاَ بسبب غلاء المعيشة في الحياة بالإضافة الى انه اصبحت في المجتمع صحوة دينية عالية، بخلاف أن رقيص العروس اصبح شيئا من السفور وفوق ذلك فإنه مكلف للعرس، وانا اناشد الأسر السودانية أن تتفادى هذه العادة المكلفة لكي يستطيع الشباب الزواج، لأنه سبب من اسباب عزوف الشباب عن الزواج وكما قال الله تعالي (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا.. (286) ).سورة البقرة (3) ويعتبر عبدالله حمد استاذ مرحلة ثانوية أن سلبيات ذلك الرقص اكبر بكثير من ايجابياته، فهو يعرض العروس للحسد و(العين) بعد أن تخلع ملابسها وترقص امام مئات العيون، بجانب ذلك فإن الجوالات صارت تهدد تلك العادة بعد أن تقوم بعض النسوة بتصوير ذلك الرقص، ومن ثم ينتقل للعديد من الجوالات ويساهم في ازمة مجتمعية لا داعي لها من الاساس