الأعمدة - مناظير زهير السراج فاشلان بدل واحد..!! أتفق مع مولانا أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطنى إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطنى في حديثه امام مجلس الصداقة ومن مشاكل خلال الفترة الانتقالية، أدت الى استفحال ازمة الثقة بين الشمال والجنوب التى ربما تقود غالبية الجنوبيين الى التصويت للانفصال..!! * ولكى اكون منصفا وعادلا، فالمؤتمر الوطنى ليس وحده المسؤول عن هذه المماحكات وانما تتقاسمها معه شريكته فى الحكم.. الحركة الشعبية لتحرير السودان، فهما من تسبب فى الازمة وهما من جعل الوحدة طاردة وليست جاذبة، بخلافاتهما وصراعاتهما ومماحكاتهما وسعيهما وراء المصالح الحزبية الضيقة وتغليبها على مصلحة البلد، وهو أمر فات اوان الحديث عنه ولن يجدى نفعا ان نثيره ونتجادل حوله الان..!! * المهم الآن.. كيف نتفادى تداعيات المستقبل الخطيرة التى ربما تنجم عن الانفصال (إذا حدث)..!!* كل المعطيات تقول اننا سنكون امام دولتين فاشلتين (اذا وقع الانفصال)، بدلا عن دولة فاشلة واحدة، وان الحرب بين الدولتين (وداخلهما) ربما تكون العنوان الابرز لهما خلال الفترة القادمة، لأسباب عديدة يعرفها الجميع.. اذا لم يتعامل الحزبان الحاكمان، المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية، بحكمة وعقلانية وتجرد مع هذه الاسباب، ويتخليا عن مماحكاتهما وممارساتهما سواء على مستوى التفاوض الدائر بينهما حول ترتيبات ومستحقات ما بعد الانفصال ، او على مستوى تعامل كل منهما مع البيئة الجغرافية السياسية التى يتحكم فيها (الشمال أوالجنوب) والمعطيات الموجودة عليها. * بمعنى ان كلا الحزبين بحاجة الى نظرة جديدة الى واقع الحال سواء فى الشمال او الجنوب أو فى (السودان) ككل .* القضية الآن سيدى، ليست هى من هو المتهم او المخطئ، بل هى كيف نتفادى المزيد من الاخطاء والصراعات والفشل، ونحقق الحد الادنى من التعايش بيننا او مع غيرنا داخل محيطنا او خارجه، وإلا فلن يكون هنالك.. لا سودان ولا شمال ولا جنوب، وانما دولتان فاشلتان غارقتان فى الفوضى والدماء..!! السوداني