مناظير زهير السراج [email protected] لا عنصرية .. ولا طالبية ..!! * قرأت ما دار فى ندوة جمعت بين الاستاذين أتيم قرنق القيادى بالحركة الشعبية ونائب رئيس المجلس الوطنى السابق وغازى سليمان المحامى المعروف وعضو الحركة الشعبية السابق وممثلها فى المجلس الوطنى السابق حول أوضاع الجنوبيين فى الشمال بعد الانفصال إذا حدث وما يمكن ان يتعرضوا له من اعمال عنف او اضهاد او على اقل تقدير الحرمان أو الانتقاص من حقوق المواطنة او الاقامة، وعلى سبيل المثال ما قاله الاستاذ غازى بأن الشمال سيتحول الى دولة دينية متطرفة قد لا يستطيع المواطن فيها ان يشرب كوب ماء بدون ان يقول ( بسم الله)، أو ما قاله الاستاذ أتيم ان الشمال سيتحول الى دولة عنصرية مثل اسرائيل .. إلخ. * كل هذه المزاعم والادعاءات كما قلت من قبل لا تخرج عن كونها إما مجرد تهديدات من شاكلة حديث ( الحقنة الشهيرة ) بغرض دفع الجنوبيين المقيمين بالشمال للادلاء باصواتهم لصالح الوحدة فى الاستفتاء المرتقب باعتبار ان الانفصال سيعرض حياتهم او مصالحهم فى الشمال للخطر، أو انها تقديرات مبالغ فيها عن نوع المعاملة التى سيجدها الجنوبيون فى الشمال فى حالة انفصال الجنوب، ولكن لن يجروء أحد أن يعتدى على مواطن جنوبى فى الشمال أو يمسه بأذى، كما أن الحكومة لن تسمح بذلك وليس من مصلحتها ان تسمح بذلك او تغض البصر عنه اذا حدث والا وجدت نفسها فى دوامة من المشاكل والمواجهات الجديدة، هى فى غنى عنها تماما مع المشاكل والمواجهات الغارقة فيها ..!! * صحيح ان النظرة للمواطن الجنوبى فى الشمال ستختلف كثيرا وكذلك بالنسبة للمواطن الشمالى فى الجنوب باعتباره لم يعد مواطنا كما كان فى السابق ( من الناحية الشعبية وليس الرسمية)، وربما تعرض لكثير من المضايقات بالحديث او غيره، ولكنها ستكون حوادث فردية معزولة ولن تشكل سلوكا جماعيا الا فى حالة وقوع حادث يؤدى لاثارة السلوك الجماعى وبالطبع ليس مستبعدا أن يحدث ذلك كما حدث فى الماضى خاصة مع وجود بعض العنصريين المتربصين سواء فى الشمال او فى الجنوب ولكن يجب هنا أن يبرز دور السلطة بكل وضوح وصرامة فى توفير الحماية المطلوبة لمن يحتاج اليها ومنع الاعتداء، وأى تقصير فى ذلك سيكون له ضرر بالغ بالسلطة قبل غيرها خاصة مع الأنظار الكثيفة التى ستكون موجهة نحو السودان بشماله وجنوبه فى الفترة القادمة ..!! * فضلا عن ذلك فان ما عرفت به الاغلبية الساحقة من السودانيين بالتسامح، إضافة الى وجود مصلحة او حاجة تقتضى وجود شماليين فى الجنوب وجنوبيين فى الشمال، لن تسمح بوجود صراع عرقى بالشكل الذى يتحدث عنه البعض، أما قيام دولة دينية متطرفة فى الشمال بالطريقة التى تحدث عنها الاستاذ غازى سليمان، فلا العقيدة السودانية الوسطية ولا العوامل المحلية والاقليمية والدولية الاخرى تسمح بذلك ..!!