مناظير زهير السراج لاحظت اليوم فقط ان مقالى بعنوان ( فاشلان بدل واحد ) المنقول عن صحيفة السودانى ليس هو المقال الذى كتبته وارسلته للصحيفة التى يبدو انها تصرفت فيه بدون علمى وهو امر مؤسف ومحزن جدا وسيكون لى ان شاء الله وقفة كبيرة مع الشخص الذى فعل ذلك..وليعرف القراء الأعزاء كيف يعانى أصحاب الرأى فى السودان من توصيل آرائهم للناس . فاشلان بدل واحد . .. ( المقال الأصلى الذى حرفته يد مجهولة فى صحيفة السودانى ) * أتفق مع مولانا احمد ابراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطنى فى حديثه امام مجلس الصداقة الشعبية بان كل القوى السياسية اقرت مبدأ تقرير المصير الذى كان أساس اتفاقية نيفاشا، وليس المؤتمر الوطنى وحده، ولا أحد يلوم المؤتمر الوطنى عليه، ولم يكن هنالك خيار غيره لايقاف نزيف الحرب فى الجنوب ..إلخ. * كل هذا متفق عليه ولا خلاف حوله البتة، حتى لا يشغل مولانا أو غيره وقته ووقت الناس بمثل هذه الاحاديث لتبرئة هذا او ذاك من الاحزاب السياسية او الاشخاص من تهمة اقرار مبدأ تقرير المصير الذى ربما يقود الى انفصال الجنوب ..!! * مبدأ تقرير المصير يا مولانا برئ من التهمة .. ومن وافق عليه او اقره برئ ايضا من التهمة ، هذه مسألة محسومة وليست محل جدل او خلاف ..!! * ولكن عندما يتحدث الناس عن ان المؤتمر الوطنى هو من قاد البلاد الى الواقع الحالى واحتمال انفصال السودان الى دولتين، فذلك ليس بسبب مبدأ تقرير المصير وانما بسبب المماحكات وما ترتب عنها من مشاكل خلال الفترة الانتقالية، أدت الى استفحال ازمة الثقة بين الشمال والجنوب التى ربما تقود غالبية الجنوبيين الى التصويت للانفصال ..!! * ولكى اكون منصفا وعادلا، فالمؤتمر الوطنى ليس وحده المسؤول عن هذه المماحكات وانما تتقاسمها معه شريكته فى الحكم .. الحركة الشعبية لتحرير السودان، فهما من تسبب فى الازمة وهما من جعل الوحدة طاردة وليست جاذبة، بخلافاتهما وصراعاتهما ومماحكاتهما وسعيهما وراء المصالح الحزبية الضيقة وتغليبها على مصلحة البلد، وهو أمر فات اوان الحديث عنه ولن يجدى نفعا ان نثيره ونتجادل حوله الان ..!! * المهم الآن .. كيف نتفادى تداعيات المستقبل الخطيرة التى ربما تنجم عن الانفصال (إذا حدث) ..!! * كل المعطيات تقول اننا سنكون امام دولتين فاشلتين ( اذا وقع الانفصال )، بدلا عن دولة فاشلة واحدة، وان الحرب بين الدولتين ( وداخلهما) ربما تكون العنوان الابرز لهما خلال الفترة القادمة، لأسباب عديدة يعرفها الجميع .. اذا لم يتعامل الحزبان الحاكمان، المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية، بحكمة وعقلانية وتجرد مع هذه الاسباب، ويتخليا عن مماحكاتهما وممارساتهما سواء على مستوى التفاوض الدائر بينهما حول ترتيبات ومستحقات ما بعد الانفصال ، او على مستوى تعامل كل منهما مع البيئة الجغرافية السياسية التى يتحكم فيها (الشمال أوالجنوب ) والمعطيات الموجودة عليها. * بمعنى ان كلا الحزبين بحاجة الى نظرة جديدة الى واقع الحال سواء فى الشمال او الجنوب أو فى ( السودان ) ككل . * القضية الآن سيدى، ليست هى من هو المتهم او المخطئ، بل هى كيف نتفادى المزيد من الاخطاء والصراعات والفشل، ونحقق الحد الادنى من التعايش بيننا او مع غيرنا داخل محيطنا او خارجه، وإلا فلن يكون هنالك .. لا سودان ولا شمال ولا جنوب، وانما دولتان فاشلتان غارقتان فى الفوضى والدماء ..!! المقال المحرف : http://www.alrakoba.net/articles-act...ow-id-1637.htm