مناظير زهير السراج الرحمة يا وزير الكهرباء..!! فرحنا عندما قرأنا قبل عدة ايام في صحف الخرطوم تعهد وزير الكهرباء الجديد المهندس أسامة عبدالله بخدمة كهربائية مستديمة للمواطنين خلال الشهر الكريم..!! وهو تعهد يدعو بالفعل (للفرح والتفاؤل والاطمئنان)، فلقد تخوفنا من تزامن شهر رمضان مع فيضان النيل هذا العام وحكاية ام ضبيبينة (العيكورة والأطماء والملوحة والفسيخ) التي نسمعها كل عام تبريرا لانقطاع الماء والكهرباء حتى دخلتنا (خوفة شديدة) من الفيضان مع أن المفروض هو أن نفرح به، ولكن هكذا تعودنا فى السودان.. ألا نفرح لشيء، بل نتوجس حتى من الخير الذي يأتينا من السماء!! ولقد كانت فرحتنا كصحفيين اكثر من فرحتنا كمواطنين، ودعونا بطول البقاء على المنصب الرفيع لسيادة (المتعهد الكريم) عفوا (الوزير الكريم) الذى سيريحنا من الشكاوى الكثيرة من المواطنين عن مشاكل الكهرباء التى تغرقنا خلال هذا الوقت من كل عام، فما بالك إذا تزامن هذا الوقت مع رمضان؟! المهم فرحنا خاصة مع ضم الهيئة القومية للكهرباء الى الهيئة القومية للسدود فى وزارة واحدة وتحت اشراف وزير واحد، ولم يعد هنالك مجال لتبرير الفشل او توجيه الاتهام لهذه او تلك من الهيئات بأنها السبب في انقطاع الكهرباء..!! * ولكن.. (يا فرحة ما تمت) كما يقول حبايبنا فلقد جاءتني قبل أن ينقضي الأسبوع الأول من الشهر الكريم رسالة حارة وغاضبة وساخطة من مواطني قرية (جادين) التى تقع بالريف الجنوبي لأم درمان (غرب منطقة صالحة) تلقي بحمم النيران على الصحافة التي لا تهتم إلا بأخبار (الداون تاون) والمسئولين وتهمل حتى الذين يعيشون فى أطراف العاصمة فما بالك بأهل الاقاليم البعيدين؟! ثم تصب الرسالة جام غضبها على وزارة الكهرباء التى جعلت اهل القرية يعيشون فى الجحيم المقيم، اذ تقطع الكهرباء (الله يقطعها كما جاء فى الشكوى) أكثر من (50) مرة في الساعة الواحدة (ليس من باب المبالغة وانما بالحساب العديل). وتتسبب لهم في (بوظان الأعصاب وبوظان الأجهزة.. وبوظان...)..!! * ويقول اهل القرية في رسالتهم الغاضبة بأنهم لم يتركوا بابا او شباكا فى المكاتب الفرعية او الرئاسة او الوزارة إلا وطرقوه او اقتحموه ولكن.. (لا حياة لمن تنادي)..!! * (يا سيادة الوزير إذا كانت باقية على كهربتنا تعالوا أقطعوها وريحونا منها نهائي وشيلوا عواميدكم وسلوكم ومحولكم الخربان، لكين الحقارة ما بنرضاها، والشكوى لغير الله مذلة).. هكذا يختم اهل القرية رسالتهم، وما على الرسول الا البلاغ والحمدلله من قبل ومن بعد..!! السوداني