تراسيم فرصة اخيرة للمشير !! عبدالباقى الظافر [email protected] كان الرئيس الموريتانى سيدى ولد عبدالله الشيخ فى مثل هذا الشهر من العام 2007 ..يتناول طعام عشائه فى قصره ..عندما وقف امامه بعض صغارالعسكر يسألونه فى صرامة ان يكف عن الطعام ..ويخبرونه ان حكمه قد ولى ..وان على البلاد سيد جديد ..اسمه الجنرال محمد عبدالعزيز ..الحاكم الجديد كان الرئيس المخلوع قد اعفاه من مهامه قبل ساعات معدودات . ربما كانت فى مخلية اهل السودان سهولة صناعة الانقلابات فى بلاد الشنقيط وهم يرفضون فى غضب استنكار الرئيس الموريتانى الاسبق الجنرال على ولد فال تشبيهه بسوار الذهب السودانى ..واعتبروا ذلك من باب الغرور والتعالى العروبى ..وحسبوا ان سوارهم عملة ذهبية لا يمكن تكرارها فى واقعنا الاقليمى . سوار الذهب السودانى وشقيقه الموريتانى يتشابهان فى مسائل ويختلفان على قضايا ..عبدالرحمن سوار الدهب لم يصنع انقلابا فى السودان ..بل عبر عن ارادة شعب تواق للتغيير..ولم يكن بامكانه سوى ان يختار ان يذهب الى السجن حبيسا ..او الى القصر رئيسا ..وذلك لأن ارادة الجماهير السودانية فى ذلك الوقت لم يكن بالامكان قهرها او تجييرها. العقيدعلى ولد فال شق عصا الطاعة على قائده الرئيس معاوية ولد طايع فى انقلاب عسكرى صريح ..وتحمل فى جلد وشجاعة كافة احتمالات الفشل ..والتى اقلها قطع الاعناق ..و سجن المؤيدين ..وتغريب الأهل والولد . كلاهما اوفى بوعده وسلم الحكم الى سلطة مدنية ..عظمة سوار الذهب السودانى ان نفسه لم تحدثه بالعودة الى قصر السلطان ..فيما حاول ذلك الجنرال ولد فال فى انتخابات 2008 ..والتى اعادت الرئيس محمد عبدالعزيز الى الحكم لذى فارقه لوقت وجيز . غير ان سورالذهب السودانى ارتكب خطأ لم يسايره فيه ابن الشنقيط على ولد فال ..انخرط المشيرعبدالرحمن سوار الذهب فى تأييد حكم الرئيس البشير الذى خرب البيت الديموقراطى و قوض البناء المدنى الذى ارساه فى العام 1985 المشير سوار الذهب نفسه . ولم يكتفى المشير سوار الذهب بالتأييد من منازلهم ..بل تقلد رئاسة الجنة القومية لترشيح المشير البشير رئيسا للجمهورية ..واللجنة وان لبست لبوس القومية ..الا انها دعمت رئيسا يعتمر قبعة عسكرية و قدمه حزب سياسى لرئاسة السودان . قبل يومين اختارت جائزة دبى لخدمة القرأن الكريم المشير سوار الدهب شخصية للعام ..واستندت الجائزة فى اختيارها المشير سوار الذهب نشاطه الدؤب فى العمل الخيرى عبر منظمة الدعوة الاسلامية ..كما لم تنسى لجنة التحكيم ان الرجل تنازل طواعية عن الحكم قبل سنوات خلت فى بلده السودان . المجد الذى اكتسبه سوار الدهب والزخم الذى لازمه ..لم يكن ابدا بوصفه رجل دين ..بقدرما انه قدم نموذجا نادرا وزاهدا فى التعاطى مع كرسى السلطان . عليه اقترح على المشير سوار الدهب ان يقتتطع جزءا من جائزته المليونية ..ويؤسس منظمة مجتمع مدنى تعنى بتثبيت اركان الحكم الراشد فى بلده السودان .