تخطط حكومة ولاية جنوب دارفور لترحيل معسكر \"كلمة\" من مكانه إلى موقع جديد. ومن كثرة تردد اسم المعسكر في أجهزة الإعلام أكثر من مرة، لتعدد حوادثه، صار الناس يعلمون أن معسكر كلمة القابع في ضواحي جنوب شرق مدينة نيالا هو أكبر معسكر للنازحين في كل دارفور، ويمتد طوله لثماني كيلومترات ويأوي حوالي 95 ألف نازح.. آخر الحوادث كان مقتل عدد من النازحين في صدام بين مجموعات سياسية استخدمت فيه الأسلحة. وحسب تقارير السلطات فإن الهجوم استهدف قيادات النازحين التي شاركت في مفاوضات الدوحة. وتم اتهام حركة تحرير السودان- جناح عبد الواحد محمد نور بالقيام بالهجوم. وتعرض المعسكر لهجومين حكوميين في أغسطس من عامي 2007 و2008. وتقول تقارير كثيرة، بما فيها ملاحظات مبعوثي الأممالمتحدة والمنظمات الدولية، إن معسكر كلمة يعتبر أحد معاقل حركة عبد الواحد، بحكم أن أغلبية ساكنيه من الفور، بل إنهم يعتبرونه مصدر قوته الأساسية. ويتسبب تسييس سكان المعسكر على أسس قبلية في كثير من المصادمات والحوادث، وتقوم مجموعات قيادية فيه بعملية التعبئة والتحريض وسط النازحين. وقد سبق أن شهد المعسكر صراعات قبلية بين الفور والداجو، وبين المساليت والزغاوة، مما اضطر بعض المجموعات للفرار منه. وتتحدث التقارير المحلية والدولية عن انعدام الأمن داخله لعدم قدرة الشرطة على دخوله وكذلك قوات اليوناميد، وعن انتشار العصابات وعمليات السرقة والنهب، رغم وجود قيادات محلية تحاول ضبط الأمن فيه. كما سبق أن تعرض موظفون دوليون لحوادث عنف داخل المعسكر. وتشتكي المنظمات أحيانا من صعوبة الحركة في المعسكر وتعثر عمليات توزيع الإغاثة والمساعدات الإنسانية. إذا كان هذا هو الحال، فما المصلحة في بقاء المعسكر في حالته الراهنة، ترهل وامتداد جغرافي كبير يصعب السيطرة عليه وخدمته، مشاكل في الخدمات الأساسية والإمدادات، الضرورية، انفراط الأمن وانتشار العصابات، التسييس الإثني العنيف؟ ما المانع في ترحيل المعسكر وتقسيمه لوحدات أصغر؟، من الذي يتضرر من مثل هذه العملية، هل هم النازحون؛ أم المنظمات أم الأممالمتحدة أم الحكومة؟ أظن أن هذا الترحيل يمكن أن يصبح، وفق ضوابط معينة في مصلحة الجميع، النازحين والحكومة والمنظمات، ويمكن أن تصبح الأوضاع أكثر هدوءاً واستقرارا. وأعرف أن هناك مخاوف من أن تستغل الحكومة الوضع لفرض سيطرتها الأمنية والضغط على من تعتبرهم من المعارضين ومؤيدي الحركات، وهم مواطنون سودانيون لهم حق الوجود والحركة والتنظيم بشكل سلمي، لا شك في ذلك. ولكن معالجة هذا الأمر سهلة وذلك عبر تدخل قوات اليوناميد والتنسيق مع القيادات المحلية في المعسكر لتكوين وحدات حفظ الأمن بالتنسيق مع القوات الحكومية. الأخبار