كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    الديوان الملكي السعودي: خادم الحرمين الشريفين يغادر المستشفى بعد استكمال الفحوصات الروتينية    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص تقرير لجنة تقصيّ الحقائق : الصحافيون العرب : لا إبادة جماعية في دارفور

تنفيذا لأحد بنود توصيات وقرارات المؤتمر العام العاشر للاتحاد العام للصحفيين العرب والذي عقد في القاهرة في الفترة من 2-5 اكتوبر / تشرين اول 2004 ، وبتوجيه من رئيس الاتحاد الاستاذ ابراهيم نافع وأمينه العام الأستاذ صلاح الدين حافظ ، تم تشكيل وفد صحفي لزيارة جمهورية السودان ، وقد تشكل الوفد من الاساتذة: سيف الشريف - رئيس اللجنة الدائمة للحريات والأمين المساعد بالاتحاد - رئيسا للوفد ، والهاشمي نويره الأمين المساعد بالاتحاد ، ومحمد خراجه عضو مجلس نقابة الصحفيين في جمهورية مصر العربية. وقد استغرقت رحلة الوفد خمسة أيام كاملة من صباح الثلاثاء 11/1/2005 حتى مساءالسبت 15/1/2005 قضى منها يومين كاملين في ولايات دارفور الثلاث لتقصي الحقائق حول احداث دارفور وصدر عنه التقرير التالي . ففي صبيحة اليوم الأول الثلاثاء 11/1 زار الوفد مدينة جياد الصناعية والتي تبعد عن الخرطوم مسافة 80 كيلومترا باتجاه الشرق ، وفي المساء تم الالتقاء مع اللواء عبدالرحيم محمدحسين ، وزير الداخلية السوداني - ممثل رئيس الجمهورية في ولايات دارفور الثلاث ، والذي قدم شرحا مستفيضا عن الأزمة ،اسبابها ، تسلسل الأحداث ، اجراءات الدولة لاحتواء الانفلات الأمني. الخ. وفي اليومين الثاني والثالث - الأربعاء والخميس 12/1 و 13/1 خصصت الحكومة السودانية مشكورة طائرة خاصة صغيرة للوفد لزيارة ولايات دارفور الكبرى الشمالية والجنوبية والغربية وسنأتي علي تفاصيل ذلك لاحقا. وفي اليوم الرابع الجمعة 14/1 وهو يوم عطلة رسمية في السودان فقد توجه الوفدمبكرا الي منطقة مروي في شمال السودان وقريبا من الحدود مع مصر حيث تم الاطلاع علي سد مروي الذي يجري إنشاؤه هناك بخبرة صينية/ سودانية مشتركة. وفي اليوم الاخير السبت 15/1 اعدت صحيفة الصحافة السودانية لمؤتمر صحفي كبير تم تسجيله بالكامل لينقل بعد ذلك في الفضائية السودانية وقد حضره عدد من الصحفيين والاعلاميين السودانيين بالإضافة إلى وفد اتحاد الصحفيين العرب وفي نفس اليوم تمت زيارة الأمانة العامة للمؤتمر الوطني ، حيث استقبل الوفد الدكتور مجذوب الخليفة احمد الأمين السياسي للحزب الحاكم وزير الزراعة حيث قدم شرحا مستفيضا عن مشكلة دارفور واسهب بشكل خاص في الشرح عن اتفاقية ابوجا الموقعة في 8/4/2004 مع المتمردين ، حيث كان هو رئيس وفد السودان في هذه الاتفاقية وفي المساء تمت زيارة وكالة السودان للانباء حيث التقى الوفد مع مدير عام الوكالة والجهاز التنفيذي فيها. سيتم تقسيم هذا التقرير الي ثلاثة اقسام هى:- 1- لمحة عامة عن دارفور 2- الواقع في دارفور ، كما اطلع عليه الوفد مشاهدات وشهادات 3- الانطباعات الشخصية والتوصيات. القسم الأول: لمحة عامة عن دارفور الكبرى تتكون دارفور الكبرى: من ثلاث ولايات هي ولاية شمال دارفوروعاصمتها مدينة الفاشر ، وولاية جنوب دارفور وعاصمتها نيالا ، واخيرا ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة. وتحكم كل ولاية بواسطة الوالي وهو بمثابة رئيس حكومة الولاية ومجلس وزراء مصغر مكون من ست وزارات ومجلس تشريعي يقوم بمهمة التشريع والرقابة في كل ولاية ويوجد في كل اقليم عدة محافظات تسمى محليات وتشكل ولايات دارفور الثلاث (دارفور الكبرى) خمس مساحة السودان وهو ما يعادل 200 الف ميل مربع تقريبا ، وهو ما يعادل مساحة فرنسا تقريبا ونصف مساحة مصر ، ويسكن دارفور الكبرى حوالي خمسة ملايين نسمة وهوآخر إقليم ينضم الي الاتحاد السوداني حيث تم ذلك في العام 1916 بعد مقتل سلطان إقليم دارفور (علي دينار) علي ايدى القوات البريطانية وكان قبل ذلك مملكة اوسلطنةمستقلة. الموقع الجغرافي: يقع إقليم دارفور بولاياته الثلاث في اقصى غرب السودان. ويمتد بين خطي عرض9-20شمالا وخطى طول 16-3 ، 27 شرقاً ويحده من الشرق الولاية الشمالية وولايتا شمال وغرب كردفان ، ومن الجنوب ولايتا شمال وغرب بحر الغزال ومن الشمال الغربي الجماهيرية العربية الليبية ومن الغرب جمهورية تشاد ومن الجنوب الغربي جمهورية افريقيا الوسطى. القبائل. ..والسكان ... اللغة.. الثقافة يسكن في هذا الإقليم عدة قبائل ذات أصول عربية وأخرى ذات أصول افريقية ، ولكن معظم القبائل الآن هى من أصول مختلفة نتيجة الزواج والتداخل القبلي ، ويصعب التفريق بين القبائل من حيث الشكل في الاستدلال علي أصل الفرد في كل ولايات دارفورالثلاث حتى ان كولن بول وزير خارجية أمريكا لم يستطع الاستدلال على ذلك ، فما حسبه من أصول افريقية واذا به عربي ، وما حسبه عربياً خرج أفريقيا أصيلا. وبشكل عام يسكن هذه البلاد مواطنون سودانيون ينتمون الي قبائل الفور ، البني هلبه ، التنجر، البرتي ، الهبانية ، الزغاوة ، الزيادية ، الرزيقات ، المساليت ، المعالية ، التعايشة، البرتو ، الداجو ، بنى حسين ، وغير ذلك يدين سكان دارفور الكبرى بالإسلام جميعا (100%) ولا توجد في كل أصقاع دارفور بولاياتها الثلاث اي كنيسة فالجميع مسلمون حتى إن مذهبهم الديني واحد علي الطريقة التيجانية. واللغة العربية هى لغة التفاهم الوحيدة بين كل القبائل فالكل يتكلم العربية - لغة القرآن وإن وجدت احيانا بعض اللهجات المحلية. فقد توحد أهل دارفور علي الإسلام والعروبة معا مهما تعددت اصولهم اومنابتهم فعندما امتزج الدم العربي مع الدم الافريقي نتج عن ذلك طبقة جديدة اسمها (الكنجاره) وهى الطبقة التي حكمت دارفور منذ اكثر من خمسة قرون ولازالت هى الطبقة السائدة حتى الآن حتى إن الإقليم كله سمى ب (دار الكنجارة) بدلا من دارفورفي أوقات عديدة من الماضي ، واصبحت لغة الكنجارة هى اللغة السائدة بدلا من لغة الفور الافريقية اما الآن فالعربية هى لسان اهل دارفور. ويعمل 80% من أهل دارفور في مهنتي الزراعة والرعي ومعظم الرعاة من القبائل العربية ، بينما تعمل معظم القبائل ذات الأصول الإفريقية في الزراعة. وهناك صراعات قبلية تقليدية بين الرعاة والمزارعين ، لكن المشكلة بين الطرفين تفاقمت بسبب الجفاف والتصحروشح الموارد المتناقصة منذ بدايات الثمانينات من القرن الماضي، وكانت مثل هذه المشاكل تحل إما عن طريق العرف العشائري والقبلي الملزم لكل الأطراف، أو عن طريق الدولة المركزية لكن هذه المشاكل تفاقمت مع انتشار ظواهر النهب المسلح وانتشارالسلاح والتعصب القبلي المغذي من القبائل التي لها امتدادات خارج حدود الوطن، حيث تم استغلالهم لأغراض سياسية وإقليمية وزادت حدة التوتر في بداية التسعينات بين القبائل كلها بشكل عام وساعد علي ذلك الشعورالعام لدى أبناء القبائل بأن الإقليم كله لا يحظى بدعم الدولة في الخطط والبرامج التنموية ، وكذلك في المناصب الرئيسية في الدولة والجيش.وتولد لديهم شعوربأنهم يمكن أن يحلوا مشاكلهم بعيدا عن سلطة الدولة المركزية ، فاستعان كل فريق بما استطاع أن يحتويه من تناقضات الأحزاب المتصارعة علي السلطة وممن يمكن أن يوفرله الحماية من الخارج ومع توفرالسلاح الرخيص الناتج عن الفوضى خارج حدود الاقليم وخصوصا في تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى ازداد الوضع تعقيدا. وقد عقدت الدولة عدة اتفاقيات صلح بين القبائل وبأعلى المستويات ، إلا إن التدخلات الخارجية وانتشار ظاهرتي النهب المسلح ووفرة السلاح، جعلت الأمور تتطور من سئ إلى أسوأ، وكل ذلك في ظل أوضاع اقتصادية طبيعية خانقة نتيجة الجفاف والتصحر أدى إلى قلة المراعي وشح الموارد الزراعية. لقد شهد الإقليم العديد من الصراعات الدموية منذ الستينات، وكان في كل مرة تدفع الديات المناسبة بتدخل زعماء القبائل ( الأجاويد) ويحل الصراع. لكن المشكلة الحالية والتي ادت الي ما نحن عليه الان من تدويل وتسييس للقضية، بدأت في أوائل العام 2000 في منطقة جبل مرة بحادث اغتيال لاحد زعماء القبائل العربية، مما أدى الي عمليات انتقام واخذ بالثأر من تلك القبائل ضد قبائل الزغاوه والفور وهما اهم قبيلتين ذاتى اصول افريقية وقد ادى ذلك الصراع إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً من الزغاوه علي يد أولاد زيد العرب في العام1002م، ومنذ ذلك الحين خرجت قضية ومشكلة دارفور للعلن وتحديدا في ابريل من العام 2002 خصوصاً عندما أعلن جيش تحرير دارفور التمرد ضد الحكومة، وهو تنظيم مسلح يضم في غالبتيه متمردين من القبائل الافريقية وقد سمى نفسه بعد ذلك جيش تحرير السودان بزعامة عبدالواحد محمد نور وتحالف مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق ثم اعلن تنظيم آخر تمرده علي الحكومة وهو حركة العدل والمساواة بزعامةد.خليل ابراهيم، والذي له علاقات وارتباطات مع قيادات المؤتمر الشعبي برئاسة د.حسن الترابي وهكذا دخلت الاجندات السياسية علي الوضع في دارفور ثم جرى تدويل القضية لاحقا حيث اصدرت الامم المتحدة عدة قرارات اتهمت فيها السودان بإتباع سياسات ترمي الي التطهير العرقي والابادة الجماعية والاغتصاب. وهذا ما سيتحدث عنه التقرير لاحقاً. وبعد تدويل القضية دخلت لأرض دارفور العديد من المنظمات الاممية ذات الطابع الانساني والتي في ظاهرها تقدم المعونات والاغاثة بكل انواعها لكن ما سمعه الوفد من العديد من المسئولين السودانيين في دارفور يشير الي الأهداف الاخرى لمثل هذه المنظمات حيث انه بالاضافة للوضع الانساني تقوم هذه المنظمات بدور تجسس واضح وتخدم حركات التمرد في احيان كثيرة وتستولى علي اكثر من 90% من الدعم والأموال المخصصة للسودان لغاياتها واغراضها وموظفيها انفسهم وسنأتي علي ذلك بالتفصيل لاحقا. القسم الثاني: الواقع في دارفور.. مشاهدات وشهادات مدينة الفاشر - عاصمة ولاية شمال دارفور:الاربعاء 12/1/2005 استقبل الوفد نائب الوالي، وزير التربية والتعليم في ولاية شمال دارفور، الشرتاي (وهو لقب محلي) إبراهيم عبد الله محمد وهومسلم من قبيلة الزغاوة ويتبع الطريقة التيجانية كمذهب له وكان معه في اللقاء معتمد مدينة الفاشر. تحدث عن الصراعات القبيلة وكيفية حل مثل تلك الصراعات علي ايدي زعماء القبائل او مجالس الاجاويد وقال : لقد حدث 26 صراعا قبليا خلال الثلاثين سنة الماضية وآخرها صراع الرزيقات والمعاليه في جنوب دارفور.واكد ان الصراعات القبلية التقليدية قد تفاقمت في السنوات العشر الاخيرة وغلبت عليها طبائع العنف والأخذ بالثأر بعد موجات الجفاف وانتشار السلاح الرخيص بكثرة بين ايدي القبائل ورفض وجود اي ظاهرة من ظواهر التطهيرالعرقي او الابادة الجماعية او قضايا الاغتصاب مدللا علي ذلك ان المجتمع الدارفوري يرفض مثل هذه الظواهر لانه مجتمع مسلم ومتماسك عشائريا وقبلياً. وقال:لقد حصل نزوح لحوالي300 الف نسمة من القرى لمدينة الفاشر وان الحكومة قد اعدت لهم العديد من المخيمات اهمها مخيم ابو شوك ومخيم زمزم ولقد عاد الي قراهم حوالي 167 ألف نازح طوعاً بعد ان قامت الحكومة بتأمين مساكنهم من غارات المتمردين ومعظم العائدين هم من مدن طويلة وكتم. وقال هناك 43 منظمة انسانية تعمل في هذه الولاية منها 30 منظمة دولية و13 منظمة سودانية وقال ان من المنظمات الدولية عددا لا بأس به من المنظمات العربية منها الهلال الاحمر السعودي والبعثة المصرية وغير ذلك. وناشد المجتمع الدولي بضرورة تقديم الدعم للسودان لان اعادة توطين اللاجئين والنازحين تتطلب اموالا وكلفا باهظة لا يقوى عليها السودان وحده. وقال: انه قد حدثت تجاوزات من المتمردين في هذه الولاية وحدها عددها 113 خرقا بعد توقيع اتفاقية ابوجا معهم في 8/4/2004 وان الولاية استقبلت 116 وفدا من يوليو/تموز 2004 وحتى اليوم (وفد اتحاد الصحفيين العرب هو الوفد رقم 116). وقال:لدينا برنامج للاعمار اسمه (إعمار الدار) ونرجو أن تساهم فيه كل الدول وخصوصاً الدول العربية. وقال: أن الوضع الأمني معقول حاليا وإن الوضع الإنساني ممتاز وعندما سئل عن ميلشيات الجنجويد، وهل هم فقط من القبائل العربية ، قال إن الجنجويد ليسوا عربا ووصفهم بأنهم ميليشيات من الحرامية والنشالين وقطاع الطرق وقال إن هؤلاء نحاربهم بلا هوادة وانهم يختلفون عن قوات الشرطة الشعبية المؤسسة بقانون. وقال ان الحكومة لا تدعم الجنجويد بل تلاحقهم الدولة بلاهوادة وان آخر عملياتهم كانت في 26/2/2004 وفي معرض حديثه عن جمع السلاح غير المرخص قال ان ذلك هدف لا يمكن تحقيقه ابدا حيث ان ذلك غير عملي علي ارض الواقع بالاضافة الي ان ذلك مكلف جدا وقال ان الناس تحل مشاكلهم عادة عن طريق
القضاء الشعبي ومجالس الاجاويد وهذا ملزم للجميع. معسكر ابوشوك ويقطن في هذا المعسكر الذي أنشئ في 20/4/2004 حوالي 50آلاف نازح بينما يسكن في معسكر زمزم حوالي 20 ألف ومساحة هذا المعسكر 2كلم في 3 كلم ، ومعظم النازحين من بلدات وقرى كتم (67 كم) وكورما (50 كم) وطويله (60 كم) وجبل مرة (100 كم) ومعظمهم خليط من قبائل الدنجر والزغاوة والبرتي والداجو واسمه الرسمي معسكر السلام للنازحين وتقدم الخدمات في هذا المعسكر من الحكومة ومنظمات المجتمع المدني ، وتقدم منظمة اليونسيف الماء وبمعدل 6-8 لترات للنازح يوميا. كذلك تقدم اليونيسيف خدمات التعليم حيث يوجد 200 فصل دراسي للتعليم الاساسي وحتى سن 8سنوات ويوجد حوالي عشرة آلاف طالب وطالبة كما يوجد فيه 6 مراكز صحية تشرف عليها منظمات مصرية وسعودية ومؤسسة الزبير الخيرية. اما الغذاء فتقدمه منظمة الغذاء العالمية WFP) )وبحدود 700 طن متري شهريا حيث يحصل النازح الواحد علي 15 كيلو غراما شهريا من مواد القمح والذرة والبازيلاء والفاصوليا والملح وغير ذلك اما الشرطةفتقدم خدمات الامن وقد تجول الوفد الصحفي العربي في ارجاء المعسكر والتقى العديد من النازحين وقد اعتقد البعض اننا اجانب لذلك كانت تحيتهم لنا بالإشارة او بعبارات التحية الاجنبية هالو حيث ان معظم الزوار للمخيم هم من الاجانب مع ان لغتهم الاصلية هى العربية وقد فرحوا جدا بعد ان عرفوا اننا من الجنسيات العربية ونمثل اتحاد الصحفيين العرب وقد طلب العديد منهم نسخا من القرآن الكريم. وعندما طلبنا منهم العودة الي قراهم بدلا من السكن في مخيمات النازحين قال بعضهم انهم يخافون علي انفسهم من الجنجويد وهم في الغالب لا يعرفون الفرق بين الجنجويد والمتمردين او ان المتمردين كانوا يقولون لهم انهم من ميلشيا الجنجويد بل ان بعضهم قد قال لنا ان الجنجويد هم الذين اخرجوهم من ديارهم !! تعمل المنظمات الغربية الانسانية دون كلل او ملل في هذا الاقليم وقد لاحظنا سياراتهم التي تسير بقوة الدفع الرباعي تعمل في كل الاتجاهات داخل المخيمات وخارجها. أما المنظمات العربية فلم نلحظ لها اثراً رغم وجود البعض منها. مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور: الأربعاء 12/1/2005 استقبلنا الوالي المهندس الحاج عطا المنان ليلا في مقر اقامته، في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. وعلمنا أنه تم اختياره في هذا المنصب كوال بعد أن نجح في السابق كمحافظ لنفس المدينة (نيالا) قبل ثورة الانقاذ وهو ليس من اهل دارفور حيث أنه من القبائل العربية في مدينة الخرطوم. وقدم لنا شرحا مفصلا عن اقليم دارفور وعن النسيج القبلي الذي يتواجد في هذا الاقليم بشكل عام وقال بأن أهم القبائل العربية هى قبائل الرزيقات والمعالية والهبانية اما اهم القبائل الافرقية فهى قبيلة الداجو وقال بان القبائل متداخلة بشكل كبير وهم كلهم مسلمون بنسبة 100%. وقال ان هناك 3 مهددات تهدد الوحدة الوطنية في الاقليم وعددها علي الشكل التالي: 1- الحرب القبيلة 2- النهب المسلح والذي بدأ في عام 1979 من خارج السودان 3- التمرد وذكر بالاسم السيداحمد ابراهيم دريج وحركات العدل والمساواة وحركة تحرير دارفور التي اصبح اسمها حركة تحرير السودان التي تبناها جون قرنق بشكل رسمي وقال بان الغبن السياسي لاحدى القبائل كان هو بداية الازمة حيث تم استغلال ذلك سياسيا من قبل جون قرنق بسرعة وقال انه عين واليا في 7/7/2004. وقال بأن ولايته (جنوب دارفور) تتكون من تسع محافظات وان ستا منها لم تتأثر اطلاقا بالاحداث وان محافظة واحدة يوجد بها احتكار قبلي من قبيلة الرزيقات والمعالية وان المشاكل بالاضافة لتلك المحافظة تقع في محافظتين اخرتين هما برام والشعيرية وان 80% من المشاكل قبلية وان الوضع الامني الان مستقر تماما الا من بعض الخروقات القليلة. وقال ان النازحين لاسباب قبلية يبلغ عددهم 130 الفا فقط اما لاسباب سياسية فيصل العدد الي 350 الفا.وقال انه يوجد في ولاية جنوب دارفور اربعة معسكرات ثلاثة منها عشوائية ومعسكرواحد منظم اقامته الحكومة وتشرف عليه واسمه (معسكر السريف). ووجدالوالي الحاج عطا المنان الحل في الأمور التالية:- 1- توفيرالأمن عبر الشرطة 2- العودة الطوعية عبرالإعمار وإعادة الإعمار 3- التصالح الفعلي بين القبائل برعاية الدولة وذكر بأن هناك 250 ألف قطعة سلاح بيد الناس وقال بأن السلاح متوفر وميسور خصوصاً عبر المتمردين وقال ان هذه الاوضاع اضعفت دور الدولة وأنتهت وجودها في بعض المناطق. وتحدث الحاج عطا عن نظام الدية في الاسلام وقال ان الدية في الشريعة الإسلامية للشخص المقتول تصل الي حدود 4000 دولار وان نظام الدولة يحدد ذلك بحدود عشرة آلاف دولار وقال أن قضية ومشكلة الرزيقات والمعالية قد حلت عن طريق زعماء القبائل / الاجاويد. ونفى وجود انتهاك لحقوق الانسان او تطهير عرقي او ابادة جماعية مدللا علي ذلك بان المعسكرات التي ترعاها الدولة وتحافظ علي الامن فيها هى اكثر النقاط امنا فكيف اذا كان هؤلاء يخافون من الدولة يلجأون اليها والي حضنها في اوقات الازمات والشدة. وقد وجدنا في كلامه كثيرا من ا لمنطق خصوصاً عندما تحدث عن قضايا الاغتصاب حيث اورد أن هذه المجتمعات هى مجتمعات قبلية وقال كلنا مسلمون ولا يمكن ان تحدث مثل هذه الامور في النسيج الواحد خصوصا بعد ان اختلطت الدماء وهناك صعوبة في التفريق بين من هو عربي ومن هو افريقي. وعندما سئل عن الجنجويد قال انهم قطاع طرق ولصوص وهم ينهبون الحكومة قبل الافراد وقال نحن نحارب هذه العصابات ويمكن ان نوفر لكم غدا مقابلات مع بعض عصابات الجنجويد التي وقعت في ايدى السلطة. وتحدث بمرارة وتهكم عن الدور الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني الانسانية القادمة من الدول الغربية فقال انه علم بان هذه المنظمات قدمت 800 مليون دولار للسودان فقال اين هى هذه الاموال التي لم نرها اطلاقا وتطرق الي ان معظم قيادات هذه المنظمات رفعت ايجار البيوت من 200 دولار الي 2000دولار وتحدث مطولا عن الدور المشبوه الذي تقوم به المنظمات الانسانية في مساعدة المتمردين وتقديم جزء من العون والمساعدة لهم وتحدث تحديدا عن تقديم نفط وبرامج كمبيوتر وافلام من بعض هذه المنظمات للمتمردين وقال ان بعض مسئولي هذه المنظمات قد اعترف بذلك. وذكر بالاسم منظمة العون النرويجي ومنظمة هولندية ومنظمة ويرلدفيجن وتحدث عن الدور الاسرائيلي مذكرا ان معظم قيادات المتمردين زارت اسرائيل مشددا علي الدورالتخريبي الذي تقوم به ارتيريا في علاقاتها المشبوهة حيث تلعب دور الوسيط بين المتمردين والاسرائيليين حيث تتم معظم اللقاءات في اسمرة. وتحدث ايضا عن العودة الطوعية وان الحكومة قد اعدت 40 قرية نموذجية للعودة الطوعية وان القرية الواحدة تتكلف حوالي نصف مليون دولار وقد عاد 83 الف نازح لكن المنظمات الانسانية لا تشجعهم علي العودة لان لها مصلحة حقيقية في استدامة الصراع وذكر مثلا صارخا لهدر الاموال والمصاريف الباهظة التي تحملها المنظمات الانسانية للسودان. فقال: أنهم يحملون سياراتهم بالطائرات لقد احضروا 500 سيارة لاندكروزر بالطائرات علي حسابنا ثم تحمل الطائرات بعض مواد المؤونة مثل الطحين وبكلف عالية ولسنا بحاجة الي هذا الطحين يوجد عندنا الكثير من الطحين. معسكر السريف. مدينة نيالا .جنوب دارفور:الخميس 13/1/2005 زار وفداتحاد الصحفيين العرب معسكرالسريف في ولاية جنوب دارفور، والذي يبعد عن قلب مدينة نيالا (العاصمة) حوالي عشرة كيلومترات وقبل ان يلتقي الوفد مع النازحين تم ترتيب لقاء مع مديرالمعسكر السيد احمد علي عبدالله والذي ذكر ان هذا المخيم هو من المخيمات النموذجية ويحتوي علي 2000 خيمة بمعدل متوسط حوالي 6 أشخاص في الخيمة الواحدة اي انه يتسع ل 12 ألف شخص ولكن به الأن 9714 نازحاً وان معظم النازحين من الافارقة غير العرب ومعظمهم من قبائل الداجو والفور والدنجو والبرتي والقمر جاءوا من قرى ياسين وبجاليه وام كساره وعريضه وكشالنجو ودى غرين وقد تم احضارهم من المعسكرات العشوائية في غطاش والجير. وتوجد مدرستان في المعسكر واحدة تشرف عليها المانيا والثانية تتبع لمنظمة المشكاة السودانية وهاتان المدرستان للصفوف الالزامية كما يوجد حضانتان للاطفال. وذكر أن المنظمات العاملة هنا هي هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية وهى سعودية وتقدم الطعام والمياه ومنظمة الرؤيا العالمية وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة هيوميدكا الالمانية وان الطعام يوزع علي مدى اسبوعين وان المعسكر مفتوح للمنظمات الطوعية السودانية واية منظمة اخرى تريد ان تعمل في مجال الاغاثة والرعاية الصحية. كما توجد عيادتان طبيتان واحدة تشرف عليها منظمة هيوميدكا الالمانية والاخرى تشرف عليها هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية كما توجد دائرة للشرطة حيث يتواجد بها 80 شرطيا للاشراف علي الامن في المعسكر وذكر المسئول الامني لنا بأنه لا توجد مشاكل امنية منذ فترة طويلة. وقد التقى الوفد بالسيد عاطف عمر محمد علي المنسق العام لمعسكر السريف التابع لهيئة الاغاثة الاسلامية والذي قدم شرحا موجزا عن الخدمات التي تقدمها الهيئة للنازحين في هذا المعسكر الذي تم انشاؤه في ايلول الماضي وقد اطلع الوفد علي نوعية الطعام والوجبات التي تقدم وهى من النوع الجيد والذي يكفي للجميع وقد شاهد الوفد الوجبات الخاصة التي تقدم للاطفال. لقاء مع النائب العام السيد بابكر عبد اللطيف علي التقى الوفد مع رئيس النيابة العامة في يوم الخميس 13/1/2005 في أحد مراكز الشرطة في مدينة نيالا. وهوحقوقي خريج جامعة القاهرة. وذكر لنا أنه يتبع السلطة القضائية، وهو يعتبر نفسه مستقلا عن تأثيرات السلطة السياسية قائلا بأن القضاء فعلا مستقل عن الجهاز التنفيذي في الدولة. وذكر بأن الحرب في جنوب دارفور شاملة، وان القوات المتمردة تحارب سلطة الدولة العامة وقال بأن النيابة العامة ليس لديها تصنيف للقوات الخارجة علي النظام والقانون. وذكر بأن محاور عمليات النيابة العامة هى علي الشكل التالي:- 1- كسر الحاجز النفسي بين النيابة العامة والمواطنين. 2- كسر الحاجز القانوني بين النيابة العامة والسلطة العامة. 3- التعامل مع منظمات المجتمع المدني بشفافية وصدق. 4- التعامل مع قانون الإجراءات الجنائية لسنة 91، وهو من أقوى القوانين من الناحية الإجرائية، حيث أنه يتضمن كل الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الانسان والتي وقع عليها السودان واعترف بها. وقد اسهب النائب العام في كشف دور المنظمات الانسانية الغربية العاملة في السودان وخصوصا في منطقته في جنوب دارفور.وقال انه استجوب عددا من العاملين في هذه المنظمات الذين اعترفوا بتجاوزاتهم وقدموا تعهدات خطية بعدم تكرار ذلك واعطى الأمثلة التالية: منظمة كير العالمية، وهى منظمة امريكية هذه المنظمة تعرف الصراعات بين القبائل وتقوم بتأجيج تلك الصراعات عمدا حيث قامت بالطلب من احد افراد قبيلة الداجو لعمل دورات مياه داخل معسكر يقطنه غالبية من قبيلة الفور وتم الاعتداء علي العامل وفارق الحياة مما زاد حدة الصراعات وقد اعترف احد الشباب الكينيين والذي يعمل مع منظمة كير بانه قام بذلك العمل عمدا. منظمة الرؤيا الألمانية WORLD VISION)) اعتدت هذه المنظمةعلي أرض تملكها الدولة في حي الوحدة جنوب نيالا، واقامت عليها معسكرا عشوائيا وقامت باستقطاب النازحين إليه، مما سبب صراعات بينها وبين الدولة في محاولة لإظهار الدولة السودانية علي أنها لا تقدم مساعدات للنازحين وكررت هذه المنظمة ذلك العمل اربع مرات في مناطق مختلفة. منظمة IRC/ منظمة الاغاثة العالمية) وهى منظمةامريكية ايضا حيث قام افراد من هذه المنظمة بتاريخ 13/12/2004 وعددهم ستة اشخاص من الجنسية الهولندية بتصوير معسكر للنازحين من جهة التمرد وبه فبركة اعلامية مزورة تظهر عمليات قتل جماعي وهمية وابادة جماعية وقبور صورية مفبركة وقاموا باخذ عينات من التربة بدون اذن وقد تمت مصادرة 13 شريطا تم تصويرها بدون اذن وقد تم احضار السكرتير الثاني بالسفارة الهولندية والذي قدم اعتذارا نيابة عن الافراد الهولنديين رغم اقفال القضية. منظمة العون الكنسي النرويجي حيث قام أفراد من هذه المنظمة بالتصوير في أحد معسكرات المتمردين علي أنه معسكر نازحين تحت إشراف الحكومة ، في حادثة مثبتة واصبحت تدعي (حالة فاطمة)
حيث صورت هذه الفتاة في حالة اغتصاب وادعت بانها تعرضت للاغتصاب من ميليشيا الجنجويد التي تشرف عليها الحكومة. وقال انه تم القبض علي المتهمين وهم كيني وبريطاني ومترجم سوداني واعترفوا بالفعل امامه بالحادثة وقال ان القضية مازالت منظورة امام المحكمة. منظمة التآخي الفرنسية حيث ضبط افراد من هذه المنظمة ينقلون براميل نفط للمتمردين حيث ادعوا بانهم سينقلون براميل فارغة لاغراضهم الشخصية وعندما تم تفتيش البراميل وجد انها مليئة بمادة النفط واعترفوا بانهم كانوا ينوون نقلها للتمرد. وذكر حالات اخرى كثيرة تثبت بالوقائع الدامغة الدور المشبوه الذي تقوم به هذه المنظمات، وقد اطلعنا علي صورة لأفراد بعض المنظمات يزورون مواقع المتمردين ويلتقطون معهم (اي مع المتمردين) صورا تذكارية. لقاء والي ولاية غرب دارفور.. مدينة الجنينة :الخميس 13/1/2005 انتقل الوفد الي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور حيث التقى بالوالي، وهو لواء في الجيش وقد استقبل الوفد في منزله ، وشرح للوفد ان بداية التمرد كانت في منطقة جبل مرة في ولاية غرب دارفور حيث لجأت مجموعات من المتمردين من قبائل الزغاوة الي قمة الجبل، وكان وقتها يعمل محافظا في جبل مرة، وكان ذلك في يوليو من العام 2002 وقال إن أفراد التمرد كانوا يتبعون تنظيم جيش تحرير دارفور الذي تحول الي جيش تحرير السودان حيث كان القائد العسكري لهم هو عبدالله بابكر الذي قتل في ا حدى المعارك ثم ظهرت جماعة العدل والمساواة التي يتزعمها خليل ابراهيم وقد اشرف شخصيا علي بعض الاجتماعات التصالحية لكنها كانت في كل مرة تفشل نتيجة تعنت المتمردين وقال ان المتمردين هاجموا مركز الولاية وكانت النتيجة هروب المواطنين ونزوحهم من ارض المعارك وقال بانه يوجد معسكران في مدينة الجنينة بالاضافة الي 5 معسكرات اخرى في المحليات وان عدد النازحين حوالي 180 الفا لكن عاد منهم حوالي 60 الفا مما ابقى لديه في المعسكرات حوالي 120 الفا الان وقال ان الوضع هادئ الان لان النسيج الاجتماعي متجانس قائلا بان شعارنا هو ادانة صريحة للتمرد ولكل من يحمل السلاح من اجل زعزعة الأمن وترويع المواطنين. واشاد الوالي بالمؤتمر الجامع الذي ترعاه ليبيا حيث يجتمع في طرابلس شيوخ معظم العشائر وخصوصا قبيلتي الفور والزغاوة وقال بان الأمن مستتب الان بوجود حوالي 12 الف شرطي في الولايات يسيطرون علي الوضع وكشف للوفد ايضا بعض الادوار المشبوهة التي تقوم بها بعض منظمات العون الانساني بينما اشاد بالدور الذي يقوم به برنامج الغذاء العالميWFP والهلال الاحمر السعودي والهيئة الخيرية القطرية وصندوق العون الكويتي والهيئة الخيرية الهاشمية الاردنية والتي انشأت مستشفى في مدينة كاس. وبسبب حلول الظلام لم يتمكن الوفد من زيارة اي من المعسكرات في مدينة الجنينةمع ملاحظة ان مدينة الجنينة ليس بها طرق معبدة وان مطارها يغلق عندمغيب الشمس بسبب عدم وجود إنارة في المنطقة مما اضطر الوفد للمغادرة والعودة الي الخرطوم قبل حلول الظلام. القسم الثالث الانطباعات الشخصية.. والتوصيات لقد خرج الوفد الصحفي العربي الذي زار السودان وخصوصا منطقة دارفور بعدة انطباعات شخصية يمكن تلخيصها علي النحو التالي:- 1- ان الصراع في الإقليم هو صراع سياسي حالياً بدأ الصراع قبلياً ثم جرى تسييسه وتدويله للضغط على الحكومة المركزية ومن اجل التدخل في شؤونه لاتخاذ قرارات ومواقف سياسية اخرى في قضايا محلية (اتفاقية السلام في الجنوب) وقضايا اقليمية (الصراع العربي الاسرائيلي). 2- إن الأطراف السياسية التي دخلت علي الخط القبلي والعشائري لها ارتباطات مشبوهة مع دوائر غربية تعمل ضد السودان علنا. 3- إن المكاسب الأمنية التي يمكن أن تحققها تلك الأطراف على المستوى السياسي لا يمكن مقارنتها بالخسائر التي يمكن ان يدفعها السودان من وحدة شعبه الوطنية وربما تقسيمه لصالح تلك الدوائر الغربية. 4- إن بعض المنظمات الإنسانية وخصوصا الغربية منها والتي تقدم العون والمساعدة للنازحين لا تقوم فقط بالدور الانساني لوجه الله وانما معظمها يقوم بدور اقل ما يمكن وصفه بانه مشبوه ويصب في صالح الدوائرالغربية التي تعمل ضد السودان. 5- وأن هذه المنظمات تتمنى ان يطول امد الازمة لتتمكن من تنفيذ برامجها لصالح تلك الحكومات والدوائر الغربية ولذلك هى تعارض العودة الطوعية للنازحين وبشكل مبطن. 6- إن اسرائيل تعبث في دارفور بطريقة بشعة وتقدم المساعدات للمتمردين وكذلك تقدم لهم السلاح والخبرات لإدامة الصراع وتقوم بهذا الدور اما بشكل مباشر او عن طريق اطراف اخرى تناصب السودان العداء المعلن. 7- لا توجد إبادة جماعية في السودان وكذلك لا يوجد تطهير عرقي او حالات اغتصاب منظمة ولم يتمكن الوفد من اثبات حتى ولوحالة واحدة علي ارض الواقع. 8- إن الوضع الإنساني في المخيمات والمعسكرات التي شاهدها الوفد، جيد لكن يجب مساعدة السودان بشتى الوسائل لاعادة توطين النازحين في قراهم ومدنهم بسرعة حتى لا تصبح هذه المعسكرات دائمة ويصبح التدخل في شئون السودان حقيقة واقعة. 9- إن التآمر علي السودان يعود لعدة أسباب اهمها الصراعات السياسية بين الأحزاب الطامحة إلى السلطة في الجنوب والشمال ودارفور وغيرها (المؤتمر الشعبي والحركة الشعبية وغير ذلك) وكذلك بسبب موارد السودان الكثيرة سواء ماهو علي سطح الارض او في باطن الارض. فالسودان يملك أكبر ثروة مائية في المنطقة وكذلك ظهر النفط بكميات تجارية، بالإضافة إلى وجود النحاس واليورانيوم واكبرثروة حيوانية في المنطقة فالسودان يمكن ان يكتفي ذاتيا وليس بحاجة لاستيراد اي مادة من الخارج فهو دولة علي شكل قارة ويكفي ان يعلم المطلع علي هذا التقرير ان المساحات القابلة للزراعة في السودان هى 250 الف فدان ولا يستغل منها حاليا الا نسبة 20% فقط وقد قال لنا مدير وكالة السودان للانباء (سونا) انه قد تم اكتشاف كميات من المياه تحت النيل تعادل عشرة اضعاف النيل نفسه وكما هو معلوم فان الصراعات القادمة في المنطقة ستكون من اجل المياه وان اسرائيل التي تحتاج الي الماء هي الأكثر تعطشا لتركيع السودان واستغلال ثرواته. 10- إن الإعلام السوداني - بشكل عام- ضعيف وغير مؤثر عالميا رغم وجوأعداد كبيرة من المثقفين ولكن نظرا لانشغال العديد منهم في القضايا السياسية والحزبية بقى الاعلام السوداني بحاجة الي تطوير في الاساليب والجودة والانتشار فمعظم السودانيين منشغلون بالقضايا السياسية والحزبية وقد سمعنا في اكثر من مرة من بعض المسئولين عبارات تؤكد هذا المعنى فبعضهم قال اننا شعب غير منتج والآخر قال مثلا: (سلطة للساق ولا مال حتى الاعناق) وآخر قال:مشكلة السودان في السودانيين انفسهم وآخرقال (إن الذي يريد أن يحكم السودان يجب ان يستيقظ قبل غيره مبكرا!!)كل هذه العبارات سمعناها في السودان اما علي شكل امثال او علي شكل تصريحات من مسئولين او اناس عاديين التقيناهم لذلك فان الاعلام جزء من المشكلة بدلا من ان يكون جزءا من الحل. نقول هذا ، رغم وجود قانون مطبوعات جيد في السودان ورغم وجود اتحاد عام فاعل للصحفيين ومجلس قومي للصحافة فمازالت الحريات الصحفية ضعيفة وهناك اغلاق للعديد من الصحف بين الحين والآخر واعتقال إداري لبعض الصحفيين ويجب أن يتطور هذا الوضع ليساعد السودان في الوصول إلى اسماع العالم كله ويطرح مشاكل وقضايا السودان بكل شفافية فالسودان قضاياه واضحة لكن محاميه وهم مجموعة الاعلاميين والصحفيين يلزمهم الكثير من التدريب علي طرح قضايا السودان العادلة في المحافل الدولية ومحافل صنع القرارالعالمية فالقطرية والمحلية السودانية تكاد تطغي علي كل شئ كما أن الإعلام العربي مقصر بحق السودان ولا ينشر قضاياه العادلة باستمرار بل ان بعض القنوات الفضائية العربية تتفنن في ايذاء السودن احيانا سواء بقصد او بدون قصد فان كان ذلك بقصد فتلك مصيبة وان كان بدون قصد فالمصيبة اعظم. هذه أهم عشرة انطباعات شخصية خرج بها الوفد الصحفي العربي الزائر للسودان. التوصيات: 1- ضرورة عقد اجتماع الأمانة العامة القادم للاتحاد العام للصحفيين العرب في الخرطوم في شهر نيسان القادم للتضامن مع السودان وللوقوف عن كثب علي المشاكل والصعوبات التي يعاني منها هذا البلد علي ارض الواقع. 2- ضرورة دعم جهود اتحاد الصحفيين السودانيين من قبل اتحاد الصحفيين العرب والمنظمات والنقابات والهيئات الصحفية العربية في محاولة لكشف كل التدخلات الخارجية علي هذا البلد العربي المستهدف في ارضه وثرواته وشعبه ومن الضروري مناشدة الرئيس البشير عدم اللجوء الي التشدد مع الصحفيين وعدم السماح بتوقيفهم اداريا والسماح بهامش اكبرمن الحريات الصحفية علي ارض الواقع. 3- مناشدة الرئيس البشير لرفع حالة الطوارئ بسرعة حيث ان من شأن ذلك أن يؤدي إلى اكبر مصالحة تاريخية بين السلطة والأحزاب ويزيل اية احتقانات كانت موجودة بسبب تلك الحالة وسيؤدي رفع تلك الاحكام الي الافراج عن قيادات الاحزاب وانفراج الوضع الداخلي بشكل يسمح لتماسك الجبهة الداخلية السودانية بمواجهة كل الأخطار الخارجية فالسودان احوج مايكون الآن لتوحيد جبهته الداخلية بالأفعال وليس بالأقوال فقط خصوصا بعد توقيع اتفاقية السلام مع الجنوبيين في مطلع هذا العام. 4- يوصي الفريق الصحفي العربي الذي زار السودان بضرورة تعميم هذا التقرير علي كافة المنظمات الصحفية العربية والأجنبية وترجمة التقرير الي اكثر من لغة حتى يعلم الجميع الحقائق كما هى علي الأرض في دارفور تحديدا حيث ان الاعلام الاجنبي اما انه لا يعلم بالحقائق او انه اعتمد علي مصادر مزورة او لها غرض في تشويه صورة السودان دوليا وعلي كل الاحوال يجب ان يجري تحرك ما مع الاتحاد الدولي للصحفيين في هذا الشأن ويمكن لهذا الغرض ان يعقد الاستاذ رئيس الاتحاد مؤتمرا صحفيا في الخرطوم ابان عقد الامانة العامة اجتماعها القادم في نيسان لاطلاع الصحافة الدولية ووسائل الاعلام والفضائيات علي محتوى التقرير وحبذا ان يدعى لهذه الغاية السكرتيرالعام للاتحاد الدولي للصحفين حتى يكتسب الوضع زخما اكبر امام الصحافة العالمية. 5- مناشدة كل الدول العربية ومنظمات العون والغوث العربية ومنظمات المجتمع المدني بما في ذلك النقابات المهنية العربية تقديم المساعدات ومواد الاغاثة للنازحين حيث ان اقتصار هذا الدورعلي المنظمات الغربية يشكل اختراقا لسيادة السودان ويعرض النازحين من اهله لامور ونتائج وخلاصات ومشاكل هم في غنى عنها فنحن اولى من غيرنا بهم. وكذلك يجب تقديم كل العون للسودان لمساعدته في مشاريع اعادة اعمار دافور ومشاريع التنمية بشكل عام وخصوصا مشروعات اعادة تعمير وتوطين النازحين من قراهم التي دمرت بفعل المعارك بين الحكومة والمتمردين او دمرها المتمردون اصلا لخلق مشاكل للحكومة السودانية. يجب ان تساعد الجامعة العربية بكل قوة في هذا الاطار حيث ان بعثة الجامعة زارت المنطقة في الصيف الماضي ووقفت علي حجم الاخطار التي تتهدد السودان من هذا الجانب وتعلم كيف تساعد السودان من خلال اجهزتها الخاصة وعلاقاتها الكبيرة بالدول العربية ويجب ان يساعد السودان نفسه في هذا الإطار بأن يقدم مخططات إعادة الإعمار للجامعة وتقوم الجامعة بتعميم ذلك علي الدول العربية ومن ثم يجري التنفيذ بسرعة لبناء ما تم تدميره في المعارك لان اعادة التوطين لهؤلاء النازحين ستساعد علي حل المشكلة من جذورها والأكثر أهمية ايضا هو عودة اللاجئين الذين فروا الي دول مجاورة أهمها تشاد وافريقيا الوسطى لكن الوفد العربي لا يعلم عن حجم هذه المشكلة الا بما سمعه من الاخوة السودانيين او ما تتناقله وسائل الإعلام. لكن من المؤكد أن أعداد هؤلاء اللاجئين كبيرة وأمرهم يحتاج الي معالجة لا تقل عن معالجة مشكلة النازحين داخل الوطن وخصوصاً في ولايات دارفور الثلاث. إعداد بعثة الاتحاد العام للصحفيين العرب سيف الشريف الهاشمي نويره محمد خراجه . نقلاًً عن صحيفة الأنباء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.