أطياف لحوم فاسدة أم نية فاسدة صباح محمد الحسن لاشك أن بعض الصحف المصرية تسعى لتشويه الصورة السودانية الخاصة بالضرب الكلامي والعبارات التي ربما لا تتجاوز (مانشيت) في الصحيفة، ولكن يكون لها أثرها الواضح وردود فعلها السالبة فعندما تخرج صحيفة (اليوم السابع) المصرية بخبر مفاده أن السلطات ومباحث التموين المصرية صادرت بالقاهرة 12 طناً من اللحوم السودانية لأنها فاسدة قبل ترويجها في عيد الفطر كانت استوردتها من السودان الشركة الإيطالية المصرية للتنمية العمرانية في السابع والعشرين من أغسطس المنصرم تنتهي صلاحيتها بعد 14 يوما أي في يوم الخميس المقبل وهذا يعني أن اللحوم صودرت قبل انتهاء مدة صلاحيتها ما يعني أن هنالك أيادي خفية وراء محاربة تسويق اللحوم السودانية خصوصا أن الصحف السودانية الناقلة للخبر أوردت حسب مصادرها أن كافة عمليات تصدير اللحوم تمت بمراقبة فريق بيطري مصري ويشرف على عمليات الذبيح في كل مراحلها وقبل الذبح وأثناء وبعد الذبح ولا يتم رفع اللحوم المذبوحة إلى القاهرة إلا بعد توقيع هذه اللجنة المصرية على صلاحيتها وان سلطات مطار القاهرة لا تسمح أصلا بدخول اللحوم إلا بعد التأكد من صلاحيتها وهذا أيضا أدلة وإثباتات دامغة على أن ما حدث من مصادرة للحوم السودانية من سوق القاهرة هو تصرف يجب أن لا تتجاوزه الجهات المسئولة لأنه يضر بالصادر ويجب أن لا نسكت على كل فعل يقوم به الآخرون في حقنا ولا ننطق بكلمة سوى السماح السماح المستمر الذي يجعلنا دائما نخسر الكثير عكس ما نتوقع. وفي مثل هذه الأمور لابد أن نفصل ما بين علاقاتنا مع الدول وعن ما يمس كرامتنا وسمعة اقتصادنا ومصادرة هذه اللحوم هي حدث يجب أن نطالب فيه تلك الصحيفة بالاعتذار لأنها تسببت لنا في خسارة كبيرة فبدلا أن توضح ما حدث في الواقعة وان تكون صادقة بأن اللحوم مازالت تحت تاريخ الصلاحية خرجت بخطها العريض لتنفر المواطن المصري من اللحوم السودانية. فنحن (أخوات) نعم وأبناء النيل نعم ولكن أخشى أن تكون النوايا هي الفاسدة وليس اللحوم السودانية واخشى أيضا إلى أن ما نكنه من طيبة وما نتعامل به من عفوية تجاه البعض يفسرونه تخلفا ورجعية وعوز وحاجة، وللأسف أننا بعد أن نعرف وندرك تهم لنا نقابلها بالابتسامة التي (تزيد الطين بلة) علما بأنه ولو حدث مثل هذا في السودان وتمت مصادرة أي منتج مصري لبدأ الإعلام المصري (الملسن) وخصص الحلقات للدفاع عن سمعة بلده هذا إن سلمنا من السخرية والاستهتار لذلك لا بد أن ترجع للحوم السودانية سمعتها في الأسواق المصرية وإلا فإن الآتي اكبر. الرائد