صدي عباقرة الفساد أمال عباس ٭ نحن ضد الفساد ٭ سنشنها حرباً على الفساد ٭ سنتصدى للفساد بكل قوة وحسم ٭ هذه نماذج من تصريحات الحكومة في شأن ظاهرة الفساد التي يتصاعد الحديث عنها هذه الايام وفي كل المجالات نسمع الواناً من التجاوزات واساليب الاعتداء على المال العام. ذات ظاهرة الفساد التي اشار اليها الدكتور حسن الترابي عندما كان رئيساً للمجلس الوطني قبل سنوات واعلن عليها الحرب.. ذلك قبل انشطار المؤتمر الوطني الى مؤتمرين. ٭ تصريحات المسؤولين شديدة اللهجة يقابلها المخلصون الآملون بالارتياح والبهجة وتتهلل اساريرهم ويحسون ببعض الامان والامل في ان يعود للحياة السودانية النقاء والشرف والامانة ولكن هيهات. ٭ التصريحات تصبح عديمة القيمة.. عديمة المفعول ويسقط الجميع في بئر اليأس والاحباط.. وتتزايد التصريحات وتنعقد الندوات وتقام ورش العمل.. ويواصل الفساد تقدمه.. يتقدم الفساد تقدماً هائلاً وينتشر ويتمدد ويشمل الكثير من المرافق الحياتية وينهش لحم الوطن بالاسنان والانياب والمخالب. ٭ الفساد وحش قبيح لا يرحم وقد طال حياة الناس.. لا يرحم الاطفال ولا العجزة ولا الشباب يفترس ويفترس ويحتمي وراء عباقرة في تزييف الواقع وقلب الحقائق والعمل ضد مصالح الناس ورغباتهم وضد الاماني والاحلام الكامنة في الصدور من أجل ان تتضخم ثرواتهم وتشمخ عماراتهم وتتعدد زوجاتهم وتكثر ارصدتهم في البنوك الخارجية. ٭ هؤلاء العباقرة يعملون كالتيم المدرب جيداً على الكذب يقولون لنا ان المجتمع السوداني خال من الفساد وان الصحافة تضخم المسألة وان حياة الناس آمنة والاختلاسات ليست بالصورة المزعجة وان ما يدور من صراعات الادوية وانهيار العمارات مجرد حرب مصالح وتصفية حسابات يقودها الحسد والغيرة وان.. وان.. وان.. ٭ والمواطن السوداني المغلوب على امره يتابع كل هذا ويندهش.. دهشة لاقت حتفها من قتامة الواقع والوحش قد فرغ من اللحم وزحف الى العظم.. بينما الفساد يتبختر في خيلاء ويمد لسانه للجميع.. على رأسهم اصحاب التصريحات والنوايا الطيبة.. فاهل الفساد نوعية متميزة فهم ليسوا نشالين صغاراً او من النصابين الذين يتمركزون في وسط السوق.. لا انهم اصحاب مقامات رفيعة محصنة وان انكشف الامر فالضحايا هم الصغار الذين يكتفون بالفتات. ٭ الفساد داء عضال لحق بمفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وعلاجه يحتاج الى استئصال بعمليات جراحية طبيبها بكل حال من الاحوال ليس الحكومة الحاضرة ولا النظام الماثل. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة