تفيد متابعات الراكوبة أن "أبو كروشولا " ليست هي معركة كسر العظم كما تحاول حكومة البشير إيهام الرأي العام بذلك.. فوصول القوات الحكومية لقلب البلدة الصغيرة لن يستغرق دقائق معدودة إذا كان نظام الخرطوم يريد دخولها حقاً. ونظام البشير يستغل الحدث من أجل التعبئة وتأمين الجبهة الداخلية حسب رؤيته بحيث تصبح أبو كرشولا هي الحدث الرئيس، وتخفت بذلك الأصوات التي تدين جرائم النظام وفساد الحكومة وبيعها للأراضي والممتلكات الوطنية ومنها وليس آخرها مصنع سكر سنار والتململ المستمر من الوضع الاقتصادي المنهار .. ثم في الوقت المناسب تقوم بدخول المدينة لتتحدث بعد ذلك عن الملحمة الكبيرة والنصر المؤذر الذي حققته في أبي كرشولا. سلوك الثوار معروف فهم لا يمكن أن يحتفظوا بمكان يشكل الأحتفاظ به تهديداً على وجودهم المستقبلي، وأفادت مصادر الراكوبة أن هنالك عدد قليل جداَ من قوات الجبهة الثورية حول منطقة أبو كرشولا لا يتجاوز العشرات ويمكنهم الأنسحاب التكتيكي في دقائق معدودة، فالحركات المسلحة تعلم أن معركتها الأخيرة لن تكون في أبي كرشولا ولا حتى الأبيض، بل في الخرطوم. نظام البشير لا يحترم وعي الجماهير السودانية، فالآن " أبو كرشولا " لا يوجد بها ما يمنع دخولها ثم خروج وزير الدفاع بالنظر عبد الرحيم محمد حسين ليقرأ بيانا يلهب به الحماس بتحرير ابي كرشولا مثلما فعل عقب انسحاب قوات جنوب السودان من هجليج.