بعد الأستفتاء..أنفصال..عقب حديث على عثمان طه!! عبد الغفار المهدى [email protected] ربما كنت حالما قبل المؤتمر الصحفى للأستاذ (على عثمان طه) نائب رئيس الجمهورية، والرجل الوحيد الذى يفكر فى هذه الحكومة ، والسياسى الوحيد فى كل تلك المنظومة،التى أدمن مسئوليها الغير مسئولين أطلاق التصريحات فى الهواء الطلق دون حتى أدنى تفكير،لأهمية ما يقوله وما يشغله من موقع فى الدولة كما ورد على لسان وزير الاعلام فى تصريحاته الأخيرة والتى أوضحت الصورة للكثيرين عن نوعية هؤلاء المسئولين وكيفية الطريقة التى تقلدوا بها مناصبهم ،حتى لو بلغ بهم الولاء حد العصبية ، كان وجب على موزعى السلطات و الوزارات مرأعاة فروق الأهمية والحساسية للموقع الذى يشغله الموالى عند قبضه ثمن ولائه..فعلى عثمان طه هو الوحيد الذى يكون صادقا فيما يقول وطبيعى أن يكون قوله دائما يصب فى مصلحة حزبه والدفاع عن نظامه ،وهو رجل النظام الحقيقى والأب الروحى للمنظومة الحالية،رغم ما يعانيه حزبه من صراعات برزت للساحة عقب الانتخابات الأخيرة حين تخطت مواقع المكافأت الانتخابية الكثيرين ممن كانوا يأملون فى مواقع نتيجة جهودهم وأدوارهم فى المسرحية الانتخابية. كنت أعتقد وأحلم بأن الأستفتاء سينتصر للوحدة بنسبة 70% فى مفأجاة كانت ستكون مفخرة للشعب السودانى وتاريخ ناصع على صفحة هذا النظام الذى قبل أن يكون السودان فى عهده دولتين لاصراره على أنفاذ مشروعه الفاشل،وكانت هذه الخطوة ستكون له بمثابة المغفرة والتوبة النصوحة، وكنت حالما بأن تلى عملية الأستفتاء بعد أنتهائه على ما كنت أمل جلسة سودانية جامعة تكون أول أولوياتها حل قضية دارفور وبنوايا خالصة أعادة ترتيب البيت السودانى وتقويته من خلال تنوعه الثقافى والبشرى الهائل وتكوين أحزاب ولائية تدافع عن كيانات وليس مجموعات ويتم تداول السلطة فيه بين ولاياته بالتساوى وتقوم فيه التنمية على قدم المساواة بين جميع الولايات...ربما هذا كان حلمى الذى رسمته فى خيالى للسودان الجديد والذى أعتقد أن الشهيد (جون قرنق) لو كان حيا لما قبل بتقسيم السودان الى جنوب وشمال فلا أظن أن هذا كان هو مشروع حلمه (السودان الجديد) وليس جنوب السودان الجديد...لكن ماذا نفعل فى ظل نظام فرض نفسه بالسطوة والعنترية والفهلوة وقبل أن يشهد السودان فى ظل سنوات حكمه أسوأكوابيسه الأجتماعية والأقتصادية والسياسية...ولكن عندما ظهر على عثمان طه من خلال مؤتمره الصحفى والذى جاء عقب تصريح النائب الأول لرئيس الجمهورية سلفاكير بتصويته للانفصال ، أيقنت تماما لماذا كان الجميع يؤجل أى مشروع له ويقول لك (بعد الأستفتاء) وأضحت هذا الجملة هى مفتاح بوابة أنفصال جنوب السودان وحمل حديث على عثمان طه رسالة واضحة وعميقة أثمرت فى مجملها عن واقع الانفصال الحتمى ونفاذ أى أمل فى الوحدة اللهم ألا أن نأمل فى معجزة من السماء تنقذ السودان من واقع التقسيم...والذى أراد السيد على عثمان طه أن يكون أعلانه فى وقت مبكر والتعامل معه من خلال حكمته وهدوئه الذى لااعتقد أن الكثيرين يتمتعون بصفاته تلك.. ربما لم يخطر على بال دعاة الوحدة والأنفصال أن هناك أجيال كاملة من الجنوبيين والشماليين جمعت بينهم أطراف دول الملاجىء بعد أن لفظتهم جدران الوطن خارجها، هؤلاء تصاهروا وتكاثروا ،وربما تعجب اذا رزت مدرسة أطفال السودان فى احدى ضواحى الجيزة وهى تجمع (يويو بعائشة وسيف اليزل بجيمس ) وامثلة رائعة ولوحة تجسد وحدة هذا الشعب الاجتماعية والتى حرمته منها السياسية ,,هذه الأجيال ما مصيرها وكنت أتحدث الى أم جنوبية من لها ثلاثة أطفال من أب محسى وهى تقول لى :وكيف بعدين أنا مع عيالى ،فعجزت عن أجابتها وأحول سؤالها للسادة البشير وسلفاكير وأموم وطه...وأدعوهم الى نظر الأمر من زوايا أجتماعية حينها أعتقد يجدون الف مليون سبب للوحدة.....وربما رقت قلوبهم لمصير ضحايا الحرب الأهلية الحقيقيين فى السودان فهم فى الملاجىء تناسوا جنوبيتهم وشماليتهم وغربيتهم وشرقيتهم....وأجتمعوا من أنفسهم فهل حرام عليهم أن يتمتعوا بانسجامهم؟؟؟؟