د. مزمل حسن علي درجت وسائل الإعلام السودانية على وصف المسيرية بالرحل في منطقة أبيي في تمادي ينم عن الجهل التام بالمنطقة و تاريخها ، حيث لاحظنا ما يكتب في صحفنا و ما يذاع في وسائل إعلامنا المرئية و المسموعة إصرار محرروها على إضافة وصف الرحل كلما ورد ذكر المسيرية و أبيي ، و هذا الحال ينم عن جهل مما يجعل محررينا ينقلون ما تردده وسائل الإعلام الأجنبية و التي حسب وجهة نظرنا تفعل ذلك عن دراية و خطة مرسومة تستهدف فيها تمرير أجندتها المعروفة فما بال وسائل إعلامنا تردد ما يقوله الآخرون دون تمحيص و تدقيق لتتحول إلى متلقي للمعلومات عن السودان من المصادر الأجنبية بينما يفترض بها أن تكون مصدر المعلومة لا متلقيها . فالمسيرية في منطقة أبيي التي حددت مساحتها محكمة لاهاي في يوليو 2009م بخط العرض 10,10 شمالا و خطي الطول 27 و 19 شرقا و غربا مواطنون وليسو رحلا ، فهذه المنطقة تشمل قرى ثابتة و دائمة للمسيرية كقرى ( مكينيس ، العازة ، أم خير، الدائري ، الرضايا وقولي) و هي قرى يقطنها المسيرية خالصة و فيها مدارس و مزارع و مواطنون مقيمون طول العام ، و هناك قرى يقيم فيها المسيرية تسعة أشهر في السنة و بها مدارس و أسواق خالصة للمسيرية كقرى ( الدمبلوية ، فول ، سيدنا ، بار ، بربوج، أنقول و أم خرائط) و يشارك المسيرية الدينكا في كل من ( أم بلايل ، تاج اللي، اللو، النعام ، ماكير،مربال الجاك ) و في أبيي المدينة يقيم المسيرية و لهم منازلهم التي يمتلكونها و تقدر الأسرالمقيمة بأبيي بأكثر من (500) أسرة لا تعرف غير أبيي وطنا إلى أن أجبرتها حرب مايو 2008م على النزوح و التوجه شمالا و حرمتهم الحركة الشعبية من العودة إلى منازلهم بعد أن آلت لها الأمور بعد تشكيل ما عرف بإدارة أبيي بعد إتفاق خارطة طريق أبيي في يونيو 2008م ، حيث أحتلت منازلهم من قبل المجموعات التي جلبتها الحركة الشعبية لأبيي من خارج أبيي و بحماية حكومة الحركة في أبيي . فالمسيرية ليسو رعاة ولا قبائل رحل في منطقة أبيي و نتمنى من القائمين على وسائل الإعلام أن يتحروا الدقة في نقل المعلومات لأن ما ينقل من وسائل الإعلام يأخذه المتلقون مسلمة و بالتالي تمليك معلومات خاطئة سيشكل رأى عام مختل و لا نريد لصناع الرأي العام عندنا أن يكونوا مجرد وسائط ناقلة بل نريدهم صناع رأي يتحرون الدقة و ينقلون الحقائق كما هي على الأرض ، و نأمل أن تتحققوا مما أوردنا من معلومات في مقالنا هذا فإن أصبنا صححتم ما كنتم مخطئون فيه و إن أخطأنا أعدتمونا إلى جادة الصواب و أبيي ليست في أقاصي الدنيا بل هي في متناول الجميع و يمكن الوصول إليها في ساعات ، و مهمة الصحافة و الإعلام البحث عن الحقيقة و الوصول إليها مهما بعدت الشقة و صعب المسير . و الله و الحقيقة من وراء القصد ..