درجت وسائل الإعلام السودانية على وصف المسيرية بالرحل في منطقة أبيي، وهذا ينم عن الجهل التام بالمنطقة وتاريخها، حيث لاحظنا ما يكتب في صحفنا وما يذاع في وسائل إعلامنا المرئية والمسموعة إصرار محرريها على إضافة وصف الرحل كلما ورد ذكر المسيرية وأبيي. وهذا الحال ينم عن جهل مما يجعل محررينا ينقلون ما تردده وسائل الإعلام الأجنبية والتي حسب وجهة نظرنا تفعل ذلك عن دراية وخطة مرسومة تستهدف فيها تمرير أجندتها المعروفة فما بال وسائل إعلامنا تردد ما يقوله الآخرون دون تمحيص وتدقيق لتتحول إلى متلقي للمعلومات عن السودان من المصادر الأجنبية بينما يفترض بها أن تكون مصدر المعلومة لا متلقيها. فالمسيريون في منطقة أبيي التي حددت مساحتها محكمة لاهاي في تموز/ يوليو 2009م بخط العرض 10.10 شمالا وخطي الطول 27 و19 شرقا وغربا مواطنون وليسو رحلا، فهذه المنطقة تشمل قرى ثابتة ودائمة للمسيرية كقرى (مكينيس، العازة، أم خير، الدائري، الرضايا وقولي) وهي قرى يقطنها المسيرية خالصة وفيها مدارس ومزارع ومواطنون مقيمون طول العام، وهناك قرى يقيم فيها المسيرية تسعة أشهر في السنة وبها مدارس وأسواق خالصة للمسيرية كقرى (الدمبلوية، فول، سيدنا، بار، بربوج، أنقول وأم خرائط) ويشارك المسيرية الدينكا في كل من (أم بلايل، تاج اللي، اللو، النعام، ماكير،مربال الجاك) وفي أبيي المدينة يقيم المسيرية ولهم منازلهم التي يمتلكونها وتقدر الأسرالمقيمة بأبيي بأكثر من (500) أسرة لا تعرف غير أبيي وطنا إلى أن أجبرتها حرب ايار/مايو 2008م على النزوح والتوجه شمالا وحرمتهم الحركة الشعبية من العودة إلى منازلهم بعد أن آلت لها الأمور بعد تشكيل ما عرف بإدارة أبيي بعد إتفاق خارطة طريق أبيي في حزيران/يونيو 2008م، حيث احتلت منازلهم من قبل المجموعات التي جلبتها الحركة الشعبية لأبيي من خارج أبيي وبحماية حكومة الحركة في أبيي. فالمسيريون ليسوا رعاة ولا قبائل رحل في منطقة أبيي ونتمنى من القائمين على وسائل الإعلام أن يتحروا الدقة في نقل المعلومات لأن ما ينقل من وسائل الإعلام يأخذه المتلقون مسلمة وبالتالي نشر معلومات خاطئة سيشكل رأيا عاما مختلا ولا نريد لصناع الرأي العام عندنا أن يكونوا مجرد وسائط ناقلة بل نريدهم صناع رأي يتحرون الدقة وينقلون الحقائق كما هي على الأرض، ونأمل أن تتحققوا مما أوردنا من معلومات في مقالنا هذا فإن أصبنا صححتم ما كنتم مخطئين فيه وإن أخطأنا أعدتمونا إلى جادة الصواب. وأبيي ليست في أقاصي الدنيا بل هي في متناول الجميع ويمكن الوصول إليها في ساعات، ومهمة الصحافة والإعلام البحث عن الحقيقة والوصول إليها مهما بعدت الشقة وصعب المسير. مزمل حسن علي