بسم الله الرحمن الرحيم دولة ود عدلان... مصطفى عثمان نموذجاً أحمد عيسى محمود [email protected] لقد كشفت الأيام القناع عن المشروع المشئوم، فالعبرة بالنتائج فأهم شيء أنجزه المشروع الحضاري هو تفتيت السودان. ذلك البلد العريق الذي لم يعرف يوماً في حياته تفرقةً بين أبنائه. إلا بعد أن جاءت عصابة مافيا تجار الدين.. (تكبير.. تهليل).. والنتيجة للأسف ضياع وطن بحاله.. وليت الأمر يقتصر على انفصال الجنوب الحبيب فقط.. وخوفنا على بقية أنحاء السودان من السير على نفس المنوال.. وصدقوني أن هؤلاء القوم لا يهمهم شيء اللهم إلا الكرسي الوثير.. وليس حباً فيه فقط. بل الأمر عندهم تعدى ذلك بكثير فأصبح الكرسي بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت وقد نسوا أنهم{وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ}.. فالسند الخارجي حان حصاد ما زرعه النادي الإسلاموي في أيامه الأولى (أمريكا – روسيا قد دنا عذابها).. (والفهد المروض – وفرعون مصر. والمشاركة في جريمة صدام ضد الكويت).. أما السند الداخلي فواقع الحال يُغنِي عن السؤال.. وهنا أقف عند نقطة واحدة من تلك الأمطار النتنة التي نراها تهطل علينا كل يوم من سُحب أفواه النافذين والشيوخ في النادي المشئوم. فمن باب تقديم النصح وإزالة الغشاوة التي غطت ضمير وعقل هؤلاء القوم عندما أفاقوا على واقع مرير بأن الوطن يضيع من بين أيديهم وضياع الوطن يعني لعنة التاريخ تلاحقهم طيلة حياتهم وحتى بعد الممات وأيضاً لكي أكون قد عُزرت عند الله، أحاول تقديم النصح لهؤلاء القوم عسى ولعل تجد نصيحتي أذنٌ صاغيةٌ وقلبٌ متزنٌ يقيس الأمور بميزان الذهب وذلك لحساسية الأمر وخطورة المرحلة فمثلاً مثل حديث الدكتور مصطفى عثمان (اللاعب الأساسي منذ مجيء الإنقاذ ما بين وزير ومستشار) للشباب لكي يستعدوا للحرب. كلام غير مسئول. وخير ما فعل شباب النادي الكاثوليكي رغم حداثة التجربة والسن قد رأوا بعين البصر والبصيرة اللذينِ غابا عن فؤاد مستشارنا. بأن أيام العواطف قد ولت وحان وقت العقل ولكن وزيرنا الهمام مازال يحن لأيام التسعينات ورؤية الأشلاء والجرحى في قرى ومدن الجنوب الآمنة وصوالين العزاء في الشمال.. وعرس الشهيد. رغم وجود نيفاشا الاتفاقية الموقعة ما بين الحركة الشعبية والنادي الكاثوليكي والمشهودة من العالم. ولكن ما يحمله سعادة الوزير من عنصرية بغيضة أعمت بصره وبصيرته جعلته يهزئ ويفقد بوصلته الدبلوماسية التي كان على رأسها يوماً من الأيام .. وكان رد الشباب في حزب مستشارنا {إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}. فرد الشباب لم يأتي من قناعات بأن زمن الحرب قد ولىّ ولكن حباً في الدنيا من عمارات وأرصدة وزواج {مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ}. ولكي تغطي العصابة الحاكمة فشلها في جعل الوحدة جاذبة وضياع جزء عزيز من الوطن والبقية تأتي بلا شك من بعض مناطق السودان طالما أعضاء النادي في ضلالهم القديم سوف تحاول تغطية سوءتها ببوق الإعلام في الأيام التالية فتارةً تحّمل الحركة الشعبية النتيجة كاملة.. وتارة تضع العراقيل في منطقة أبيي.. وتارة تأتي بما هو أجبن من سلاح الأطفال مع بعضهم البعض وهو زرع الألغام في طريق الدولة الجديدة بدعم الأفكار المنادية بالوحدة.. ولكن نعامة النادي الكاثوليكي عندما فشلت في إقناع المجتمع السوداني والعالمي بأنها لا تملك رؤية واضحة لبناء دولة السودان تحاول الآن فعل شيء وكل شيء وارد من إنسان لم يعرف حرمة لأي إنسان كان شيخاً أو امرأةً، طفلاً كان أو شاباً اللهم إلا شيء واحد ألا وهو (أنا الآمر الناهي وأنت الخائن الباغي).. سيدي المستشار ما كان أجدر بك أن تجلس مع كبيرك الذي علمك القتل والسحل، موضحاً له كل كبيرة وصغيرة..فعلى سبيل المثال لا الحصر بأن جماجم الناس في بقاع السودان المختلفة في الجنوب ودارفور وسد مروي والشرق والنيل الأبيض وجنوب كردفان تلاحقنا وأقلقت مضاجعنا وحان وقت القصاص الذي عجزنا عن تحقيقه بالعدالة الوطنية فها هي العدالة الدولية أصبحت قاب قوسين أو أدنى من وضعك تحت طاولتها. وكذلك وضعية حال مجلس الوزراء بشكله الجديد.. فتقول له بأنك قد أخطأت في تعيين دوسة الدارفوري وزيراً للعدل بدلاً من سبدرات الذي رجع لأحضان البلابل رجوع القمرة لوطن القماري.. سبدرات وما يمتلكه من خبرة جعلتني أنا أصدق بأن السرطان محمد يوسف كبير رجلاً أميناً على المال العام وليس له أدنى علاقة بسوق المواسير في الفاشر.. وها هم الجنوبيون الذين كانوا بالأمس أعضاءً في نادينا الذي نأتي فيه المنكر من حدبٍ وصوب قد عادوا أدراجهم وركلوا العوضية ورموا بها في مزبلة التاريخ حتى لا يوصفوا بأنهم خانوا الله ورسوله لأنهم شعروا بأننا نقتل أبناء بني جلدتهم ليس من أجل شيء اللهم إلا أنهم (عبيد وأبناء عبيد) سيدي الرئيس مجلس الوزراء وما فيه من مئة وزير يجب أن ينتشروا في بقاع السودان المختلفة مبشرين بالوحدة حتى ولو في الزمن الضائع.. فيجب علينا سيدي الرئيس أن نستحي من الشعب المسكين المراقب بعين واعية بأنك قد مسحت السودان شرقاً غرباً شمالاً جنوباً أيام الانتخابات المحسومة أصلاً لنا.. داعياً الجميع للتصويت لنا.. فما كان الأجدر بك سيدي الرئيس أن تغبر قدميك في سبيل الله جلباً للوحدة؟؟؟.. سيدي الرئيس ما يسمى بالأحزاب المؤتلفة معنا نحن لم نرَ منها أي دعم فهذه فرصة سانحة يجب علينا أن نستثمرها جيداً فبدلاً من بسط ذراعيهم بالوسيط بيننا يأكلون ما تجود به إيصالات أورينك (15) المغصوب من حليب الأطفال وأواني بائعات الكسرة في الرواكيب وكبابي الشاي من بائعات الشاي في شوارع وأزقة الحواري، وماسحي الأحذية لتغطية نفقاتهم التي فاقت الخيال بالإضافة لفاتورتنا المفتوحة أصلاً نحن أصحاب المشروع الرسالي.. فيجب عليهم أن ينتشروا في الأرض مبشرين برؤية جديدة من أجل وحدة هذا البلد.. ولكن أخي المصطفى خوفي الشديد بأن نعامة المؤتمرجية كما عودتنا أنهاتدفن رأسها في الرمال راكبة مركب الظن بأن المراقب الداخلي والخارجي لا يراها مكشوفة السوءة بأن دولة النادي المشئوم أصبحت مثل دولة سنار (السلطنة الزرقاء) في أيامها الأخيرة.. وجيش إسماعيل باشا على الأبواب فالوزير الهمام وقتها محمد ود عدلان يرسل في رسائله التي سجلها التاريخ ومازالت لعنة التاريخ تصب جام الغضب على قبره حين فشل في تحصين دولته بقوة العدل حتى تصمد أمام العدو الغاشم فمما حفظه له التاريخ قولته المشهورة الموجهة لإسماعيل باشا (لا يغرنك انتصارك على الجعليين والشايقية، فنحن الملوك وهم الرعية). ودخل إسماعيل باشا سنار ولم يجد شيء من العنتريات الفارغة. والتاريخ قد أعاد نفسه كما شاهدنا الصحاف يكذب ويتحرى الكذب والفضائيات تنقل لنا الدبابات في شوارع بغداد هو يردد (العلوج) فخوفي من علجٍ آخر في وطننا الحبيب. وحينها تضيع دولة السودان بفعل أعمال صبيانية وعقول عمياء.. فيا أصحاب النادي أجلسوا مع أنفسكم قليلاً وحاولوا بقدر المستطاع المحافظة على بقية السودان واستمعوا للناصحين ولا يكون حالكم وحال الناصحين مثل نوح عليه السلام وقومه:{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً}.