حديث المدينة جلداً.. ما جلدك .. جُرْ فيهو الشوك.. عثمان ميرغني سُعدت أيما سعادة.. أمس.. بما فعلته الزميلة (الوطن) ورئيس تحريرها الأخ الصديق عادل سيد أحمد.. فحسب ما جاء في العنوان الرئيس للزميلة (الوطن ترفض إعلاناً بملايين الجنيهات من شركة الأقطان) .. وأوردت في التفاصيل أن شركة السودان للأقطان أرسلت خبراً (تحريرياً) للنشر في الصفحة الأولى ليبرئ ساحتها من جريمة المبيدات الفاسدة.. وبالطبع من أرسل الخبر والرشوة كان يظن أن صحيفة الوطن تأكل من ثدييها.. وأنها ستقبل رضاعة السحُت مقابل نشر الخبر.. وبصراحة.. لا يظنن القارئ أن الشركة خائفة على نفسها من الرأي العام .. وصورتها أمام المجتمع .. بل خائفة من القرار الأعلى.. الخوف على الكرسي والصولجان.. في تقديري.. أخونا عادل سيد أحمد أطلق رصاصة الرحمة على الحجج التي كانت تتستر خلفها الشركة.. مجرد تفكير الشركة في مثل هذا المسلك المُعوج يعني أنها تخوض قضية خاسرة تماماً.. إذن ماذا تنتظر الحكومة ؟؟ ملايين الدولارات طارت هباءً منثوراً في هذه المبيدات الفاسدة.. هذه المبيدات استوردت من حر مال فقر شعبنا المسكين.. ملايين من أبناء شعبنا لا يجدون قوت يومهم.. وأطفالهم لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة للتعليم.. لأن الأسرة تعتمد على الأطفال في قوتها أو على أقل تقدير لأنها لا تجد رسوم المدرسة.. وإذا وجدت الرسوم فهي لا تجد قيمة وجبة الفطور.. رسوم وجبايات تؤخذ أخذاً من المواطن الفقير.. فتصبح مالاً في قارعة الطريق لمن استطاع إلى تبديده سبيلاً.. أليس في بلادنا (سيستم) يصد مثل هذه الهجمات؟.. لو كانت القضية مطوية في أدراج الحكومة.. لوجدنا عذراً لمن لم يسمع بها أن لا يتخذ قرار المحاسبة.. لكنها الآن في العراء مكشوفة.. فأين لجان التحقيق؟؟ الرأي العام السوداني يتابع كله الآن تفاصيل قضية المبيدات الفاسدة.. ولا يستغرب الحكاية ولا تفاصيلها... لكنه ينتظر ليرى النهاية .. على سياق (النشوف آخرتا).. فالمال المُبدد تبدد في براميل المبيد الفاسد.. لكن هل تتبدد الثقة في المحاسبة؟ .. نحن الآن أمام سيرك دميمUgly Circus .. شركة يفترض أنها مملوكة للمزارعين.. وتشرف على جميع عمليات زراعة القطن من تمويل وتوريد المبيدات.. وغيرها من إجراءات.. فإذا بها تمارس الغش في أقسى أنواعه برشها لمحصول القطن بمبيد انتهت صلاحيته من حوالى ثلاث سنوات.. وبكل جرأة وبعد النشر بدلاً من التوقف تستمر في المراوغة والأكروبات.. للدرجة التي تصل لحد رشوة صحيفة الوطن للتدليس على القارئ بخبر مصنوع من أجل إبعاد التهمة.. المسلك الذي اتبعته الزميلة الوطن ورئيس تحريرها الأستاذ عادل سيد أحمد سيكون نموذجاً يُحتذى لصحافتنا الوطنية.. أن تدرك أنها حارسة للشعب وماله ومصالحه.. وليست خادمة لمن يدفع أكثر.. ويا ليت مجلس الصحافة .. يحيي الزميلة الوطن ورئيس تحريرها على مسلكها.. حتى لا يقال إن لجنة الرصد لا ترصد إلا ما يفقأ عين القارئ.. التيار