.. [email protected] ربما درج المراقبون والمحللون علي تصنيف أجنحة الحكم أو الحزب الواحد ..في البلاد التي يصطرع فيها سدنة السلطة او ذراعها السياسي الي صقور وحمائم..كأن يطلق ذلك علي جماعة الليكود اومجموعة مطبخ السياسة الأمريكية أو حتي علي الجماعات الاسلامية في تركيا..ويأتي ذلك قياسا الي تدرج المواقف تجاه قضية بعينها أو مجموعة قضايا ينقسم حيالها اصحاب العقد والحل ..ما بين ( رديكالي متشدد ) و( براجماتي يتسم بالمرونة )... بيد ان ذلك التصنيف لاينطبق بالضرورة علي جماعة المؤتمر الوطني التي تقود مركب السودان في مياه متلاطمة الامواج علي مدي عقدين من الزمان حتي انزلقت من يدها دفة القيادة وافتقدت بوصلة الريادة ..وأدخلت البلاد في دوامة تتسارع دوراتها نحو الغوص به الي مصير الغرق لا محالة..ولذا فانه يحق لنا ان نسميهم بالتماسيح التي خانتها سواعد الخرف السياسي في سباحتها وأعياها عدم الحكمة في تلمس المخرج الي الأماكن الآمنة للوطن ولذاتها..لذا فان التصنيف المنصف لهم انهم منقسمون بين تماسيح كبيرة يدفعها النهم لقضم اجزاء الوطن ..وتماسيح صغيرة تكتفي بهوام الماء من المخلوقات الضعيفة او تنتظر فتات ما تصطاده التماسيح الكبيرة المهيمنة علي مراكز القرار والتي تنتهج دائما اسلوب المهاجمة والمصادمة يملؤها الشعور بعلو الكعب العقائدي والعرقي والسياسي ونظرة احتقار للاخرين وتحت شعار كاذب بات مثل كلمات الحب في الافلام العربية وهو ( هي لله ..لا للسلطة ولا للجاه )..قلنا في البدء ان تصنيف الصقور والحمائم لا ينطبق عليهم ..لان ذلك التقسيم ليس معناه ان الصقر شرس وشرير فيما الحمامة وديعة ومسالمة..علي الأقل من زاوية التفسير العام ..والكناية المقصودة فيما أري ورأي ربما يكون صوابا يحتمل الخطأ ..هي ان الصقر له بصر حاد ورؤية ثاقبة يمكن ان يري السمكة في الماء وهو يحلق من علو شاهق ..ثم ينقض في سرعة مدهشة وبحركات فائقة الذكاء لالتقاط تلك السمكة لسد رمقه.. أما الحمامة فضلا عن وداعتها التي اهلتها لتكون رمزا للسلام فانها قد لاتنجو ايضا من غدر الصقور.. لذا فان جماعة المؤتمر علي اختلاف درجة تفكيرها وتشعب مساربها فانها تلتقي وتصب في مجرى واحد يجمعها كتماسيح فقط متفاوتة الأحجام.. ولعل موضة ذرف الدموع التي بدأها الغندور المراوغ ..ولن تنتهي بدموع التمساح النافع للبطش والتنكيل والسباب..هي من قبيل الدموع التي تسيل من تماسيح الانهار وهي تقضم فريستها بعنف وتقرمش عظامها كما ..فعل تماسيح المؤتمر في عظام أهل السودان ولن يهدأ لهم بال حتي يسلمونا جسد الوطن الي خمسة اجزاء ..فيما يتغني علينا الشمات من خلف ا لستار (..ضيعوك ودروك ..انت ما بتعرف صليحك..من عدوك..و استغلوا الطيبة في قلبك وباسم العقائد خدعوك ) كما قال شاعرنا الفحل اسماعيل حسن في رائعة وردي الخالدة مع الاعتذار عن بعض التحريف.. فيما تظل الأمة تقول لهم .. وهم يصلون صلاة المودع .. ويذرفون دموع الحسرة والندم ..مثلما جاء في بقية القصيدة ...اعتذارك ما بفيدك ودموعك ما بتعيدك والعملتو كان بايدك...بعد ايه.. بعد ايه...والله من وراء القصد...