[email protected] بعد تحول العالم بفضل العولمة وسهولة انتقال المعلومة، إلى قرية صغيرة غارقة في النميمة وشمارات أسرار البيوت، أوردت وكالات الأنباء خبر زوج صيني أصابه الحَر ففضّل مغادرة البيت والنوم مع طفله الصغير في برد الشارع، (كيتاً) في زوجته واحتجاجاً على طول لسانها السليط، وقبل خبر الحردان بفترة قليلة سمعنا عن بلدياته الذي فَاضَ به الكيل وغلبو الصبر، فقرر أن يقوم بتنظيم عملية (الكسر النضيف) الذي يقع عليه من زوجته، فأبرم معها إتفاقاً يحد به من طول يدها ويلزمها بضربه مرة واحدة في الأسبوع.. الغريب في الحكاية دي إن عقوبتها إذا أخلت بالاتفاق أن تذهب لبيت أبيها وتقضي فيه ثلاثة أيام.. طيِّب الجابرو على الهم شنو؟ ما يخليها في بيت أبوها ب وشّها!! ثم كان أن دخلت قناة الجزيرة سباق شمارات كسر الأزواج، فقد تابعت على شاشتها تقريرا عن ملجأ للأزواج الذين يفرون من بطش الزوجات في أوكرانيا! حيث يوفر الملجأ ملاذاً لهؤلاء الأزواج وشيئاً من الحنان والتفهم - الخلا على أمهاتهم - حتى يتمكنوا من الوقوف على أرجلهم واستعادة هيبتهم المفقودة، والأغرب - برضو - حديث الأزواج المتواجدين في الملجأ عن عدم إحساسهم بالأمان حتى وهم داخل الملجأ، وذلك للهجمات المتكررة التي يتعرض لها الملجأ من الزوجات، فعندما تعلم الزوجة أن زوجها موجود في الملجأ فإنها تقوم باقتحامه و(أخذ) زوجها منه عنوةً واقتداراً!! شر العنف الذي يتعرّض له الرجل من المرأة في أنحاء العالم، بره ( بعيد وغادي) عن بلدنا وثقافتنا وعاداتنا التي تَربينا عليها.. فنحن نعتبر عنف الزوجة ضد الزوج وضعاً شاذاً وغير مألوفٍ في المجتمع، ولكن ما لا نستطيع أن ننكر وجوده فهو العنف المعنوي والنفسي، وهو عنف تمارسه النساء العندينا ضد الرجال، ويأخذ صوراً مُتعدِّدة تتراوح ما بين (النهّير) والتعذيب ب (النقة) والقتل البطئ بالغَتَاتة وضرب غماتي تحت الحزام، الذي يؤدي بدوره لورم فشفاش الزوج ثم وفاته بفقعة المرارة.. ومن الآليات الشائعة التي تمارسها المرأة السودانية - جكسة وخطيبة وزوجة - ضد الرجل بكثافة هي آلية الشعوذة وضروب السحر من كتابة وعروق، التي تسعى من خلالها المرأة للسيطرة على الرجل و(جلب) محبته أو تطويعه بتحويله ل خاتم أو غنماية.. على كيف كيفها!! كذلك نجد أن المرأة المتسلطة غالباً ما تتزوّج من رجل ضعيف الشخصية، وبالتالي فهي تَتَحَكمّ فيه عن طريق حملها لمسؤولية البيت والأولاد، قد تدفعها هذه المسؤولية إلى الطغيان واستعمال العنف اللفظي أو البدني - حسب التساهيل - ضده، كما أنّ للمرأة سلاحاً فعّالاً ضد الرجل، له القدرة على جعل قفص الرجل الصدري ينطبق على رئتيه ويقد قلبه، ألا وهو سلاح (السكات)، فكما تبرّع النساء في استعمال سلاح الكلام والنقة ضد الرجل، فإنها تبرع أيضاً في استعمال سلاح الامتناع عنه.. عموماً لم يظهر على سطح الأحداث عندينا، ما يوحي بأيِّ تغيير - ظاهري - في ميزان القوى داخل الأسر السودانية، ولا يزال ما يطفح على السطح من حوادث عنف مختصرة على كسر الرجال للنساء تأديباً كالعادة، وبعض الغمت والسحل والرش بموية النار وذلك - نحمد اللّه - نادر وقليل. من المؤكد أن ممارسة العنف سواء كان من قبل المرأة أو الرجل أيهما يمارس العنف على الطرف الآخر، فهذا التصرف تكون له جذور وأسباب نفسية أهمها التربية، فإذا نشأ الشخص وهو يرى العنف أمامه متمثلاً في تعامل والديه مع بعضهم فسيتعامل بنفس الأسلوب في المستقبل والعكس بالعكس، كما أن هناك أسباباً عدة تقف حائلاً دون إمكانية الحصول على إحصائيات دقيقة لعدد الرجال الذين يَتعرّضون ل (اللبع) من زوجاتهم - إن وجدوا من الأساس - وذلك لأن الرجل السوداني بعزة نفسه والمواريث المغروسة في دواخله، يستحيل أن يصرّح بتعرضه لأيِّ عنف من زوجته ويفضّل أن يموت به كَمَدَاً، وعلى كل حال إن كان الفن يعتبر مرآة للمجتمع، فظهور ثقافة كسر الأزواج في العديد من التمثيليات والاسكتشات أخيراً، تدعوا الأزواج السودانيين ل (بَل) رؤوسهم وانتظار الراجيهم، ومحاولة الاستفادة من نصائح (أبكّرونا) في جلب الهدايا لتجنبهم الدق: مرة وردة هدية .. ومرة كيس طعمية وبعد ده كلوا إذا ضربوكم أو كتلوكم المشكلة وين؟!! الرأي العام