بالمنطق الشياطين و(الكُوَش) ...!! صلاح عووضة ٭ كان في نيتنا اليوم أن نشير إلى إخفاقات الإنقاذ في المجالات كافة، ثم ننسب الإخفاقات هذه إلى عوامل «بشرية» ذات صلة بالعقليات الإسلاموية الحاكمة.. ٭ أقول إن ذلك ما كان في نيتنا ولكن تشاء الأقدار أن نكتشف خطأ ما كنا سننساق إليه في اللحظات الأخيرة قبل الشروع في الكتابة.. ٭ وربما تشاء الصدف كذلك أن يتزامن نشر تقرير دولي يخلص إلى عين الذي كنا سنخلص إليه ليكتشف أصحاب هذا التقرير - بدورهم - خطأهم الذي وقعوا فيه .. ٭ فالأخطاء الإنقاذية هذه ليست بفعل الطبيعة البشرية لأهل الإنقاذ، وانما (حاجات تانية) سنأتي لذكرها في سياق كلمتنا هذه.. ٭ وإذا كان التقرير الدولي ذاك قد اسند إلى (استقراءات) علمية للواقع السوداني فإن اشارتنا تستند إلى (قراءات) بصرية للواقع نفسه بما أن (الشوف) - في هذه الحالة - يكفي وزيادة.. ٭ وحجة الشوف - بالعين المجردة - هذه هي التي حاجّ بها ذاك الذي سيق إلى المحكمة القاضي بتهمة وصف آخر بأنه من الذين (يذرون ما خلق لهم ربهم!!!). ٭ فقد قال للقاضي وهو يشير إلى الآخر الشاكي هذا: (يا مولانا، كلامي خلّو، تراهو قدامك، شن قولك انت؟!!).. ٭ ونظر القاضي والحاجب والعسكري والحضور أجمعون نحو ذلك الذي أشار إليه المتهم .. ٭ وتعالت الهمهمات بين جنبات قاعة المحكمة قبل أن ينتبه الشاكي ويطلق سراح الشق الأيسر من جلبابه من تحت إبطه.. ٭ ونحن كذلك ما كنا في حاجة الى استقراءات مثل التي سهر من أجلها - ولا شك - الموظفون الأمميون في مجال التنمية البشرية.. ٭ يكفي أن نقول للقاضي - أي قاضي - إن واقع الصحة والتعليم والأخلاق والسياسة والفساد (تراهو قدامك، شن قولك؟!).. ٭ وما هي بمفاجأة كذلك أن يشير التقرير الأممي هذا إلى أن بلادنا احتلت المركز (الطيش)، عربيا ودوليا في المجال المشار إليه.. ٭ فبلادنا في عهد الإنقاذ (متعودة دائماً).. ٭ ففي إحصائية دولية - مثلاً - عن الشفافية (طلعنا الطيش) بجدارة.. ٭ وكذلك في احصائية دولية عن الأكثر فشلاً.. ٭ وأيضاً في إحصائية عن الفساد.. ٭ وقد كنا نظن - وبعض الظن إثم - أن الاخفاقات التي جعلت منّا (طيشاً على طول) هذه هي بفعل اخطاء بشرية من تلقاء أهل الانقاذ إلى أن اكتشفنا اليوم - بمحض الصدفة - أن الإنقاذيين بريئون منها براءة مجدي وجرجس واركنجالو من تهمة (تخريب الاقتصاد القومي!!!).. ٭ اللهم إلا إذا كانوا لا يزالون يخربون من قبورهم دون أن تشير اليهم تقارير المراجع العام.. ٭ فعلى ذمة بعض الصحف الاجتماعية ليوم أمس أماط معتمد محلية كرري اللثام عن (المتسبب الحقيقي!!) في إخفاقات تُنسب عادة إلى الانقاذ، زوراً وبهتاناً.. ٭إنه (الشيطان!!!).. ٭ أي نعم، الشيطان.. ٭ فذلك ما قاله معتمد كرري - والذي هو بالمناسبة (دكتور!!) - تبريراً للفشل الذي لزم عملية انشاء مسرح كرري المرة تلو الأخرى.. ٭ قال إنه أنشئ فوق مكب نفايات كان أصلاً بيتاً للشيطان.. ٭ فحلف الشيطان - من ثّم - رأسه وألف سيف أن لا يسمح ببناء مسرح على أنقاض بيته بمثلما حلف أخوان له من قبل بأن لا تقوم فوق (مطرحهم) العمارة (تلك!!) التي ظن الناس - حينها - أنها خرّت جاثمة بفعل البشر.. ٭ وبما أن (الدكتور!!) - جزاه الله خيراً - قد نبهنا إلى حقيقة كانت غائبة عنا، فإننا نفهم الآن لماذا فشلت ثورة التعليم العالي.. ٭ ولماذا فشلت الثورة الزراعية.. ٭ ولماذا فشل مشروع الجزيرة.. ٭ ولماذا فشلت مصانع النسيج.. ٭ ولقد بتنا نفهم الآن - باختصار - أسباب الفشل الإنقاذي في المجالات كافة لتصنّفنا - تبعاً لذلك - التقارير الأممية بأننا (الطيش).. ٭ فقد اتضح الآن أن (كوشة!!!) مسرح كرري ليست هي الوحيدة التي تجذب الشياطين.. ٭ فكل بقعة في بلادنا تحتاج الآن إلى من يقول فيها: (بسم الله). الصحافة