(صواع الملك) المتهافتون لحظة (الغرغرة)! فيصل عبد اللطيف [email protected] باب التوبة مفتوح، صحيح، ولكن التوبة لا تفيد عند ( الغرغرة) .. ولا بعد طلوع الشمس من مغربها.. !! وكذلك الوحدة، لا تطال إذا أضاع الناس الفرص، وأشرقت شمس الانفصال. فأي وحدة تلك التي يتحدثون عنها الآن عبر ( الهيئة القومية لدعم خيار الوحدة) .. ؟ أما القول بأن \" السودان سيظل موحداً في الوجدان والعقول\" فذلك حلم لن يتحقق لأن الوجدان قد جرح ،والعقول شوشها التضارب والشقاق.. بالتأكيد (هيئة دعم خيار الوحدة) لها ميزانية مخصصة ومحددة، إن لم تكن مفتوحة، فهل ما يصرف على الهيئة، وما تصرفه الهيئة لها عائد ملموس باتجاه تغليب خيار الوحدة ؟ لا أظن!.. هذا داخل السودان، فالهيئة إذا كان يرجى منها خير يجب أن توصل رسالتها إلى المستهدفين مباشرة، بأساليب مؤثرة . وللعلم الهيئة القومية لدعم خيار الوحدة هي تحوير من ( الكيان) الذي أشرف على ترشيح الرئيس البشير لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الأخيرة. المستهدفون بأي نشاط عن الوحدة هم أبناء الجنوب، الذين يحق لهم الاقتراع .. فهم أصحاب القول الفصل في موضوع فصل الجنوب، بعد أن تهيأت كل الأسباب .. وأصبحت ( الكورة مقنطرة). ولذلك فالرسالة يجب أن تصل من بأيديهم مفتاح القضية، وتكون معدة بطريقة علمية، وبلغاتهم ولهجاتهم. معلوم أن الاستفتاء سيجري في السودان وفي ثماني دول يوجد فيها جنوبيون ( بكثافة) .. ولم نسمع أن السعودية ولا دول الخليج الأخرى من الدول التي ستكون فيها مراكز اقتراع.. .. ولذلك نستغرب ترويج الوحدة في السعودية وفي الخليج، وأن تعقد المحاضرات والندوات والحفلات الغنائية باسم الوحدة .. من المستهدفون بخطاب الهيئة في الخليج؟ هل هذه (الهوجة ) تخاطب أهل الخليج، وتعرفهم بتاريخ مشكلة الجنوب، وبفشل النخبة السودانية في حماية الوطن؟ أم تخاطب المغتربين السودانيين من أبناء الأقاليم الأخرى، وتزيد لوعتهم وحسرتهم، وتزيد شرخ وجدانهم ؟ ما الفائدة من كل ما تقوم به الهيئة في بلاد عدد الجنوبيين فيها محصور جداً .. في إحدى محاضرات الهيئة بالسعودية وصف البروفيسور بول شول ، دعاة الوحدة الآن ب \" الذي يتسوق للعيد ليلة الوقفة\".. والهيئة لا تتسوق في الوقت بدل الضياع ، فحسب، بل أيضاً تبحث عن البضاعة المقصودة في سوق خطأ. كأني بالهيئة \"تنفخ في قربة مقدودة\" .. أو تصرخ في البرية فيضيع صوتها ويتشتت في الفضاء، كما سيتشتت السودان. الهيئة، مثلما يقول القانونيون :\" تخاطب من ليس له صفة \" .. وإلا فليقنعنا القائمون على الهيئة في الخليج . من هم غالبية حضور ( فعالياتهم ) ؟ ما نسبة أبناء الجنوب في هذا الحضور؟ .. إذا كان الهدف هو التأثير الإيجابي على الاستفتاء ليختار أبناء الجنوب الوحدة ، فإن ما يقوم به ( أهل الهيئة ) في السعودية والخليج لن يخدم هذا الهدف... اللهم إلا إذا كان هنالك هدف آخر إعلامي، لتقول الحكومة، والمؤتمر الوطني الحاكم إنهم سعوا للوحدة سعيها، وبذلوا المال.. والجنوبيون هم من أبى. وهذه الأموال في النهاية أ مهدرة .. تصب في نهر لا يروى ماؤه المواطنين الذين جفت حلقوهم من صدمة الانفصال وتوابع نتيجة الاستفتاء.. هذا المال الذي قال عنه قائلهم لن يصرف منه ثمن حقنة للجنوبيين .. وهاهو الدكتور الترابي يبشر أو يحذر:\" السودان سيصبح ثمانية أجزاء حال انفصال الجنوب \" .. نغمة الانفصال هي الأعلى الآن، وهنالك من أهل الحكم من يرى أن الانفصال لن يكون نهاية الدنيا .. وليس آخر المطاف. .. ببساطة!! وآخر ( التطمينات) لقبول الانفصال بنفس رضية، ( تأكيدات) الرئيس البشير بأن الوحدة التي في الوجدان لن تمس .. وستظل باقية !! في ظل هذا الجو الانفصالي السائد ما معنى هيئة ضخمة بمخصصات وميزانية، لا ندري إن كانت تراجع. وإذا كان لا معنى للهيئة الأم في السودان.. ولا فائدة من نشاطاتها في الوقت الحرج.. فهذا الحكم الذي يقول به كثيرون مضاعف بشأن ( هيئة الخليج) ... وهو حكم واقعي . فهل بعد ذلك يحق للبعض أن ينتقصوا من وطنية من لا يدعمون هيئة الدعم ولا يرون لها جدوى؟ هل يحق تصنفيهم مع الانفصاليين ، أو يقال عنهم إنهم مغرضون ومعارضون غير موضوعيين؟ وقبل أن يتم تقويم ( الهيئة المحّورة أو المحولة)، وقبل معرفة جدواها وقياس نتائجها، تم مؤخراً تشكيل هيئة أخرى لا شك بميزانية ومخصصات وهي ( الهيئة العليا لدعم الوحدة والاستفتاء)، مكونة من مجموعة لجان.. وأكاد أجزم بأن ضيق الوقت، وتباين المواقف، وتأثير التصريحات المتضاربة، لن يتيح الفرص لمعظم لجان هذه الهيئة أن ترتب نفسها وتجتمع قبل أن (يصفّر الحكم). الأخبار [email protected]