أكد رئيس الهيئة القومية لدعم وحدة السودان بالسعودية البروفيسور عز الدين عمر موسى، أن السودان يمر بمرحلة خطيرة، وهي مرحلة مخاض، إما أن تتم فيها وحدة على أسس سليمة تقود الى التنمية والعدل وإشاعة الحريات، وإما أن يحدث تشظٍ، وإذا حدث هذا التشظي فسيدمر البلاد التي ستنقسم إلى عدة أجزاء، محذراً من مغبة المضي في طريق تقسيم السودان. وقال في حديث ل «الصحافة»: إن السودان يجب أن يكون «البوتقة» التي تنصهر فيها الإفرقانية والعروبية الإسلامية، وتتعايش فيه الأديان المختلفة، والمذاهب في الدين الواحد، وإذا حدث الانفصال سيضرب كل هذه الفضائل في «مقتل»، مؤكدا على ضرورة العمل الجاد من أجل الوحدة وسط الشماليين قبل الجنوبيين، وفي مناطق التمازج قبل الجنوب والشمال. وأضاف البروفيسور موسى قائلاً إننا في هيئة دعم الوحدة نعمل في إطار الأفكار والخدمات، عبر هيئتنا الجامعة التي تمثل كل أطياف أهل السودان، وتبتعد تماما عن العمل الحزبي، وهي مفتوحة أمام جميع أبناء السودان، مبيناً أن الهيئة نظمت خلال الفترة الماضية عدداً من الندوات والمحاضرات من بينها ندوة «الجذور التاريخية للهوية السودانية»، وندوة «المصطلحات وتأثيرها على المفاهيم»، وندوة حول «الوحدة وتقرير المصير»، إلى جانب تنظيم برامج رياضية ودورات للبراعم ومنتخب الجالية، وسوف تتواصل هذه الندوات والمناشط خلال المرحلة المقبلة. وأعلن عن قيام قافلة ثقافية وصحية ورياضية تتحرك من العاصمة الرياض الى جنوب السودان، ومناطق التمازج عقب عيد الأضحى المبارك، حيث تم التنسيق مع مجموعة من الأطباء ليقدموا خدماتهم الطبية في هذه المناطق، حيث يتم الكشف وتوزيع الدواء مجانا للسكان، الى جانب ذلك نعمل بالتعاون مع جمعية الهلال الاحمر السعودي على تقديم المزيد من الخدمات لمواطنينا بالجنوب، حيث تم التبرع بست سيَّارات لتعمل في المناطق المستهدفة. وأوضح البروفيسور موسى أن مجموعة من أبناء الجنوب بالعاصمة الرياض تعمل ضمن الهيئة القومية لدعم الوحدة، فيما آثر فريق آخر مناصرة توجهات الحركة الشعبية التي تميل نحو الانفصال، كما تعمل ضمن الهيئة بقية القوى السياسية الأخرى عدا الحركة الشعبية وحزب الأمة القومي، مشيراً إلى أنه التقى بالسيد الصادق المهدي في الخرطوم، وتحدث معه عن ضرورة وقوف الحزب بقوة مع وحدة السودان، وقد تجاوب السيد الصادق المهدي مع ما تم طرحه بهذا الشأن من أفكار. وأشار إلى أن جميع الحادبين على مصلحة السودان سيعملون حتى آخر لحظة من أجل الوحدة، في وقت يصعب التنبؤ بما ستؤول إليه الأحداث، حيث تبقى الخيارات كلها مفتوحة امام الوحدة والانفصال، وعبر عن مخاوفه من عدم إجراء الاستفتاء بحرية، وهو أمر خطير، فإن لم تتح الحريات كاملة سيؤدي ذلك لعدم الاعتراف بنتيجة الاستفتاء، وهو ما سيدخل البلاد في مشكلات هي في غنى عنها. وعبر عن دهشته لعدم موافقة الحركة الشعبية على مشاركة أبناء المسيرية في الاستفتاء، وتساءل كيف لسكان يسكنون المنطقة يمنعون من ممارسة حقهم الذي كفله لهم الدستور، مشيراً إلى أن اتفاق نيفاشا أغفل مبدأ أن يصوت أبناء الجنوب في أية منطقة يقطنون بها بالشمال أو الجنوب، وألا يتم ترحيلهم من أجل التصويت لتقرير المصير. وقال إن رحيل د. جون قرنق أتاح الفرصة أمام الانفصاليين داخل الحركة ليعلو صوتهم الذي لم يسمعه الناس أبَّان حياة د. قرنق، الذي كان يمثل دعامة وضمانة لوحدة السودان، فقد كان قادراً على كتم أي صوت انفصالي، وأصبح الراحل قرنق مقبولاً، بل ومحبوباً من أهل الشمال. وأضاف قائلاً إن أمر الوحدة ليس مقدساً، وإنما هو لمصلحة أهل الشمال والجنوب معاً، وينبغي أن يعمل الجميع من أجله لخير البلاد وأهلها.