مناظير زهير السراج [email protected] تصحيح تاريخى..!! * اعطى المجال اليوم للخبيرة المحترمة فى تاريخ وحضارة السودان القديم والاستاذة بجامعة السودان المفتوحة الدكتورة الجليلة سامية بشير دفع الله لتصحيح معلومات تاريخية خاطئة تداولتها بعض المواقع الالكترونية نقلا عن مقال قديم ( 26 مارس 2010 ) نشر فى صحيفتنا، واطلعت عليه الدكتورة منذ وقت وجيز. الأستاذ زهير السراج، هذا تعقيب على مقال للكاتب تاج السر عطية نشر في صفحة 6 بصحيفة السوداني الصادرة صباح اليوم الجمعة 26/ مارس تحت عنوان \" كيف.. ومتى يستعيد السودان كنوز الملكة أماني شخيتو؟؟ \". أأسف لاضطراري إرسال التعقيب عن طريقك حيث أن تاج السر لم يذكر عنوانه البريدي. أبدأ بالقول إن المعلومة التاريخية الصحيحة والدقيقة مطلوبة في كل الأحوال بما في ذلك في الكتابة الصحفية.وقد لاحظت أن مقال تاج السر عطية احتوى على كثير من الأخطاء التاريخية والمعلومات التى تنقصها الدقة. أذكر منها: 1- القاريء للمقال سيفهم أن المؤرخ (استرابو) ذكر الكنداكة أماني ريناس بالاسم، وذلك يظهر من خلال قول تاج السر \" \" إذ يوضح إسترابو أن الكنداكة أماني ريناس قد اشتبكت جيوشها مع الجيوش الرومانية...\". الواقع والصحيح أن إسترابو- او أي مؤرخ غيره - لم يذكر الكنداكة أماني ريناس بالاسم. بل ذكر الكنداكة العوراء المسترجلة. لكن المؤرخين المحدثين هم الذين ربطوا بين كنداكة سترابو وبين أماني ريناس المذكورة في بعض النصوص المروية ، وذلك لأسباب منطقية مثل التقارب الزمني وأمور أخرى. لكن هناك فريق من الباحثين يعتقد أن كنداكة استرابو هي أماني شخيتو ( بالرغم من أنها تبدو سليمة العينين في التصاوير). 2- ذكر تاج السر أن الملكة السودانية قامت بصد الجيوش الرومانية حتى مدينة أسوان.هذا الكلام غير دقيق. الصحيح تاريخياً أن جيش الكنداكة هو الذي بدأ الهجوم على الحاميات الرومانية المتعسكرة في أسوان ورجع أدراجه محملاً بالغنائم والأسلاب. بعد فترة جاء الرومان للانتقام. 3- في فقرة متقدمة من المقال ذكر تاج السر الكنداكة أماني تاري ( بل أماني توري) جاعلاً عهدها بين 40-15 ق.م. ثم ذكر أماني شخيتو باعتبارها تالية لها لأنه جعلها تحكم بين السنوات 15 ق.م.- 1 ق.م. هذه المعلومات غير صحيحة من ناحيتين؛ الأولى أن أماني توري تالية لأماني شخيتو وليس سابقة لها. الناحية الثانية انه حتى لوتم استبدال الاسمين بعضهما ببعض فالتواريخ ليست صحيحة، فالأحرى أن يكون التاريخ 40-15 ق.م. هو عهد الملكة التي حاربت الرومان لأن الاشتباك مع الرومان وقع خلال السنوات 24-22 ق.م. أما أماني توري فحكمت في بداية الحقبة الميلادية. 4- الحديث عن وصف استرابو أماني ريناس \" بأنها كانت جوهرة ..\" ليس له وجود في تاريخ استرابو، وربما كان هنا خطأ طباعيا أو شيئا من هذا القبيل. ربما يقول الكاتب أنه أراد بهذه الفذلكة التاريخية أن تكون ممهدة للموضوع الرئيس وهو استعادة كنوز الملكة السودانية من متاحف برلين وميونيخ ، وهي ليست مقصودة لذاتها. ونحن نقول له ان التاريخ يكتب صحيحاً ولو كان فذلكة.