(خم) الخيبة و(صر) الهزائم لا تلموا لاعبي الهلال تيسير حسن إدريس [email protected] خرج فريق الهلال بالأمس القريب من أضعف منافسة إفريقية لكرة القدم (كأس الكونفيدرالية) وهي الثانية التي يخرج منها على التوالي في هذا العام وسبقه في الخروج من قبل نده المريخ أيضا خالي الوفاض ، انهزم هلال السودان أمام فريق الصفا قسي التونسي بضربات الجزاء الترجيحية وخذل الملايين من محبيه ومناصريه وعشرات الملايين من محبي الوطن الذين عشموا النفس بواحة فرح يخضر بها عيد الفداء الذي عاد (وحالنا يغني عن السؤال) علها تنسيهم ولو لساعات أوجاعهم الوطنية التي تكالبت عليهم وأحاطت برقابهم إحاطة السوار بالمعصم وبات من المستحيل الفكاك منها في ظل سلطة غاشمة ليلها كموج البحر أرخى سدوله على الوطن بأنواع الهموم رافضا أن ينجلي ليعم الشارع السوداني حزن عميق من جراء نتيجة المباراة المخيبة للآمال وهو يستقبل العيد. ويبدو أن شعب السودان وهو يلهث (متقريف) خلف فرح مفقود قد أفرط في التفاؤل ونسى أن لاعبي الهلال ما هم إلا نفر من عامة أهل السودان الذين كسرت نفوسهم وخواطرهم وهم يكابدون لظى الهم الخاص المتمثل في توفير ضروريات الحياة لأسرهم ويكبتون شجون الهم العام لوطن بات على شفير الهاوية وينزلق في كل يوم أكثر في عتمة سرداب المجهول .. نعم تحت نير هذه السلطة الظالمة فقد لاعبي الهلال مثل كثيرين غيرهم الدافع والغيرة فهم ببساطة نتاج تربية هذه المرحلة الموغلة في الظلام والإسفاف وخير شاهد على مخرجات برنامج شيوخ الإنقاذ (ألاحتقاري) الذي ابتلوا الوطن بشره تحت مسمى (المشروع الحضاري). إن الهزيمة التي نعاني منها ليست رياضية بل هي نفسية وعميقة نتيجة للتراكمات السالبة لعهد البطش والاستبداد الإنقاذي الذي طال ليله وأضحى صبح الإنعتاق منه وهم كعنقاء الرماد وذلك نتيجة لتخاذلنا وحبل الصبر ألا محدود الذي تركناه على الغارب لأكثر من عشرون عاما عاث فيها المتأسلمة الجدد فسادا ومارسوا كافة أنواع المظالم والمنكرات بلا وازع من دين أو ضمير ودون معارض أو رادع (ضكران وشارب لبن أمه) يتصدى لهم و يقتلع غرسهم الفاسد من جذره النخر فاستمرؤوا صبر وحلم الشعب عليهم وامتهنوا عقول الشباب بتعميق روح الأنا وتضخيم الذات في معسكرات الخراب الإلزامية حتى هان وسهل الهوان عليهم فماتت القلوب وعميت البصائر وخارت الهمم فلا تستنكروا هزيمة أبناء الهلال فالمنطق أن يهزموا لان الهزيمة أصبحت قدر يسكن داخل كل فرد منا حين ارتضينا طيعين حكم سلطان جائر وتجرعنا في صمت القبور مرارات الهزائم الوطنية بدأ من الإخفاق في المحافظة على النظام الديمقراطي وانتهاء بمعركة إزالة دولة الزيف والنفاق الجاثمة على صدورنا لأكثر من عقدين ، وحتى الوطن الذي ورثناه موحدا لم نستطع الحفاظ عليه وها نحن نراه يتمزق أمام أنظارنا ولا نملك من أمرنا شيئا غير أن نبكي كما تبكي النساء دون أن نحرك ساكن ومن ثم نعود لممارسة الانصراف عن قضاياه الأساسية والنواح على منافسة هي في حكم المنافسات الأقل شانا. إن القضية أعمق من انهزام فرقة كرة قدم في منافسة خارجية القضية أضحت سيكولوجية شعب بأكمله تعرض في ظل هذا النظام لصنوف من الظلم لم يعهدها في تاريخه الحديث أثرت على جميع مناحي حياته فأصابته بعاهات نفسية عميقة أدت لفقدانه الإيمان بكل القيم وعلى رأسها الإحساس بالوطن وقيمة ترابه وكرامته فانكفاء الفرد نحو ذاته وتحوصل حول نفسه طلبا للنجاة من هول ما يرى من ظلم وعسف طال الجميع ولم يستثني غير الموالين ومن ظاهرهم من حارقي البخور وهم مخلوقات طفيلية تعيش على الفتات والفضلات في كل العصور ولا يهم من حطام هذه الفانية غير مصالحهم الدنيئة وليذهب الوطن بمن فيه للجحيم. إن كرة القدم رياضه جماعية ويجب على لاعبيها التحلي بتلك الروح التي يكمن سر الفوز بالبطولات فيها كما تستوجب التعاون والإحساس العميق بالآخر وهذه المشاعر الإنسانية السوية قد تم تدميرها على يد المشروع (ألاحتقاري) الذي طالت يده الغاشمة بالتشويه حتى إدارات الأندية الرياضية فتم تعيين الجهلة بضروبها وإبعاد من هم أدرى بشعابها فكيف بالله نطلب الفوز ونعشم في التتويج!! فهل يستقيم الظل والعود اعوج؟!! لقد أعطي الخبز لغير خبازه تماشيا مع سياسة التمكين الإنقاذية والتأصيل الإسلاموية فكان لابد أن (نخمّ) الخيبة تلو الآخرة (ونصرّ)) الهزائم أكوام. تيسير حسن إدريس 21/11/2010م