فيصل سليمان من العاملين على خير الوطن، ومن أقطاب نادي الزهرة الرياضي الأم درماني العتيق، والذي جرى تأسيسه بحي أبوروف، في القرن الماضي، والذي شب على الطوق فلاعب أقرانه من النوادي، بالذات ناديا الهلال والمريخ، دون تقديم أو تأخير، وهما يخرجان معاً، من البطولة الأفريقية الأخيرة، حمل الرجل لي نبأ وفاة عوض سعيد، قطب نادي الزهرة، وعوض سعيد من حاملي هم الوطن، وهموم الكرة السودانية، ونادي الزهرة الرياضي، قد أقام بالفعل يوم عزاء لرحيل الرجل، وتزامن العزاء باستعداد ناديي القمة لمباريتي يوم السبت، وطال انتظاري ليلة السبت، للفرح بعلو كعب الكرة السودانية، وعبر المدى عيني مشردة/ ترعى خيالك ربما جئت/ وتشوق الجمهور الحزين للقيا الحبيبة المستديرة، ليلة السبت، ليغني لها، وهي تستدير راجعة عن لقاء المحبوب، إمعاناً في الدلال، وفرح الجمهور وأشواقه للتتويج كانت تتهامس قبل اللقاء، تتهامس الأشواق آتية/ وتصيح بي الأوهام لن تأتي/ هل أسمعوك وشاية كذباً/ يا حلوتي عني فصدقت؟ أم أن مكروهاً ألم بكِ؟ والمكروه يفسر تخلف المستديرة عن الحضور، واستدامة أحزان الجمهور السوداني، وأمل الجمهور (كان) في أن يتجاوز المريخ مازيمبي الكنغولي، وخروج جماهير المريخ من الاستاد غاضبة بأم درمان، وبكى المسا الوردي وارتعشت/ كل النجوم عشية السبت، وخروج جماهير الهلال الغاضبة، وعبر القمر من فضاء الجزائر، وأرض الجميلة، جميلة بو حريد، حردانة بل غاضبة، من بعد تجاوز الشلفالجزائري للهلال، وكون الهزيمة بالهزيمة تلحق، وأنا المهموم بالكتابة عن مآتم الكرة، دعوني أتحدث، والحديث يعيدنا القهقرى للتاريخ القريب، وتعدد مآتم الكرة، وشغفنا بعبارة (كان)، وكان يا ما (كان)، وكان في لغتنا تشير إلى الفات، وفي لغة (الناس) تشير إلى الفعل، وكان مختصر مفيد للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس أفريقية، والتي أختتمت قبل شهور بلقاء زامبيا وساحل العاج، ففرحنا من بعد ما هرمنا، بدخول السودان لدور الثمانية، وضرورة تخطيه لزامبيا وساحل العاج، وتتويجه بالتاج، ويا فرحة ما تمت، والفرح في دربي عارفو، أصلو ما بطول كتير/ زي غمام في سمايا عدّ/ وسابني في عِز الهجير، وأخرجتنا زامبيا بثلاثية نظيفة، وجرى استقبال رسمي وشعبي للفريق القومي (وشر البلية ما يضحك)، فأدرت مؤشر القمر، لتجاوز الهم، والفرح بما عند الناس، فوقفتُ باستادهم الرياضي، من بعد إعلان الحكم ضربة البداية، من دائرة السنتر السياسية، وشاهدت تهديفة جميلة من خط المرمى، والمعروف عند الناس باالتعليم، وجرت أثناء المبارة رفع كرات ركنية جميلة، من جناحي الاقتصاد، واستطاع قلب الهجوم تسديد هدف جميل من التمريرة، وشن الفريق الآخر هجوماً كثيفاً على مرمى الخصم، واحتسب الحكم ضربة جزاء صحيحة، استطاع منها الخصم تعديل النتيجة، وعند إعلان الحكم لنهاية المبارة، صافح الجميع الجميع، من بعد مباراة تميزت باللعب النضيف، عدت لاستادنا، وأنا أجرجر أذيال الخيبة، وأشاهد (العك إياهو) في ليلة السبت، بهزيمة المريخ وتعادل الهلال في ناديه المقبرة، رغم المليارات المهدرة من إداريي الفريقين، والحال (ياهو) نفس الحال، (وياهو) تدعونا لاحتساب التسلل، وهو بلغة المساطب الشعبية (سرقة)، وضرورة أن يُحاسب كل الذين ساهموا، في سرقة أفراح الشعب من بعد تحرير هجليلج، وشغف الشعب اللامتناهي بالمستديرة، المحاسبة بدأ من نقط، وانتهاء بنقطتين فوق بعض، ووضع النقاط فوق حروف الجملة المفيدة، لنعود بالنقاط من بعد الأهداف لمنصات التتويج، ويعود الشعب كما (كان)، في عشقه اللا محدود للمستديرة، تركت الميدان المحلي، وقلبتُ في كتب التاريخ، لمعرفة أسباب العجز، وضرورة عدم إحتساب كل الفاولات وضربات الجزاء، وخشونة اللعب المتعمد، وغير المتعمد على الحكومة، والفيها مكفيها، فقلبتُ الدفاتر، وقرأت عن رغبة الخليفة عبد الله، في تزويج ملكة بريطانيا من أحد القواد، ومن قبل التسمية، والوصول لخط المرمى، وضرورة بناء الدولة، ومجاعة سنة ستة شاهد على العجز، وشر البلية ما يضحك، وسؤال يتبادر للأذهان: ألم نقرأ كتاب الله؟ وإنه من سليمان، وإنه بسم الله الرحمن الرحيم، عدتُ ثانية، وطرفي الساهم لاستادنا الحزين، وأن أقلب القمر، وسؤال يتبادر إلى الذهن: ماذا لو شاهد واحد من بلاد الناس، المباريات الأخيرة، ومآتم الكرة السودانية، والإجابة: سيظن المشاهد أن ما يشاهده عندنا، هو ضرب من لعبة جديدة، ليس لها علاقة بكرة القدم، أيها الشعب السوداني الفضل: لك تحلم بما ذكرنا أعلاه، ولكن بشرط: أن (تعمل) في المذكور من السياسة والاقتصاد، والرفاه الاجتماعي، ثم (تلعب) كرة القدم، وحتى ذلكم الحين، عليك إجادة القراءة، والنظر في كتاب الله، وسير الأنبياء، وأن تشاهد من حولك، وكيف وصل الناس إلى المرمى، وقاموا بتسجيل محصلة الأهداف الجميلة، وصبرت على (الهدف) سنوات/ وصبر أيوب علىّ قليل/ أشيد في الخيال آمال/ وأبني قصور في مجرى السيل/ وأرجع تاني من أول أشيد نفس البنيتو قبيل/ ويرجع من جديد السيل/ شديد بالحيل يهد ويشيل، أظن يا دنيا بختي قليل/ وسوء الحظ قصدني عديل... إنا لله وإنا إليه راجعون...