[email protected] قال استاذ التاريخ البروفسير مهدي ساتي ان انفصام عرى الوحدة بين السودان ومصر حدث اكبر بكثير من انفصام عرى الوحدة بين شمال السودان وجنوبه فما يجمع شمال السودان بمصر كان كبيرا وكثيرا فالدين واللغة وكل مكونات الثقافة مشتركة لابل ما هو التوجه السياسي الذي ظهر في السودان ولم ياتي من مصر؟ الحركة الشيوعية , حركة الاخوان المسلمون , الانقلابات العسكرية , المدارس الفكرية . كلها من مصر الحركة الاتحادية التي ظهرت قبل الاستقلال كانت جادة ومخلصة في توجهها نحو مصر ولكن عندما تعثرت بمبدا تقرير المصير سالت لعابها للاستقلال لابل سبقت دعاة السودان للسودانيين نحو الاستقلال فجاءت من داخل البرلمان بدلا من ان يكون استفتاء شعبيا واراحت البلاد من عناء مفوضية وتسجيل وطعون واقتراع وشكوك ماذكره بروف مهدي والذي استطردنا عليه اعلاه قاله ومن (زمااااااان ) الاستاذ المناضل الصلب احمد خير قائد الخريجين ووزير خارجية حكومة عبود وهو من دعاة الوحدة مع مصر قال مخاطبا الاستقلاليين ان من يرفض الوحدة مع مصر بحجة ان عاداتنا السودانية وتركيبتنا النفسية وثقافتنا مختلفة عن تلك المصرية ليس من حقه ان يرفض طلب الجنوبيين بالاستقلال عن عن الشمال بحجة ان عاداتهم وتقاليدهم مختلفة عن الشمال الدكتور التيجاني عبد القادر كتب في جريدة الاحداث الغراء ما خلاصته انه يرى شبح كونفدرالية بين مصر والسودان . وفي نفس الاتجاه ذهب الاستاذ عادل ابراهيم حمد في هذة الصحيفة اذ قال بامكانية الاتحاد بين الكيانين السودان الشمالي ومصر اتحاد على اسس مصلحية جديدة وقال عادل ان الدعوة الاتحادية الجديدة تختلف عن الدعوى الاتحادية التي كانت قبل الاستقلال لان تلك القديمة كانت فوقية واحيانا عاطفية اما الجديدة فسوف تكون شعبية عقلانية قائمة على المصالح الاقتصادية البحتة الاستاذ الطاهر ساتي كتب في هذة الصحيفة منتقدا ما نسب للمشير عبد الرحمن سوار الدهب من انه دعا للوحدة مع مصر مثمنا الدعوى القديمة (وحدة التاج المصري) التقط القفاز الاستاذ مصطفى البطل واصفا دعوة سوار الدهب بانها دعوة وحدة وادي النيل السوداني القديمة اي ان سوار الدهب لم ياتي كفرا وعلى هذا (دبج ) البطل مقالا طويلا بعنوان(مرحبا برئيسنا الجديد جمال مبارك) مدشنا به وظيفته الجديدة كخبير سوداني في الشئون المصرية تلك الوظيفة التي (نجرها ) لنفسه بحجة ان هناك مصريون خبراء في الشئون السودانية يسدون عيون الفضائيات ومايكرفونات الاذاعات العالمية يبدو لي ان فكرة العودة الي مصرالحالية ناجمة من الصدمة التي احدثها انفصال الجنوب بالطبع لن ننكر ان للجنوب دور كبير في عدم الاتحاد مصر فالشماليين الذين دعوا للتباعد عن مصركانوا يدعمون حجتهم بان الجنوب سوف ينفصل لابل النميري خرج من ميثاق طرابلس(مصر ليبيا السودان) بحجة ان يريد حل مشكلة الجنوب ولعل هذا ماحدث بالفعل اذ بمجرد خروجه كانت اتفاقية اديس اببا . اها ياجماعة الخير ماتقدم كوم فهناك كوم اخر يتمثل في حزمة الاسئلة , هل مصر لديها استعداد للاقتراب او (التصوير ) مع السودان ؟ هل القوى الخارجية المتحكمة في مصر السودان سوف تسمح بهذا الاقتراب ؟ اليس هناك احتمال بان تظهر دعاوي وحدوية بين الشمال والجنوب (القديمين)؟ هل سينقسم اهل السودان القديم بين من يدعو للوحدة مصر ومن يدعو للوحدة مع دولة الجنوب الجديدة؟ هل سيكون هذا الانقسام جغرافيا اي ناس الشمال مع مصر وناس الغرب مع الجنوب ؟السوال الاهم الا يمكن لدولة الشمال الجديدة وهي ثاني اكبر افريقية من حيث المساحة (بعد الجزائر) وثالث اكبر دولة عربية من حيث المساحة(الجزائر السعودية) (دا كلو بعد ذهاب الجنوب) ان تنتصب واقفة دون ان تضع يدها على كتف احد ؟ وبعدين معاك يابلد ؟