زمان مثل هذا طرائف... كالحنظل الصادق المهدي الشريف [email protected] الطرفة التي تقول : إحتار أهلُ القرية من (الحفرة) التي في مدخل قريتهم بعد أن أصابت من اصابت من القرويين... وسياراتهم بالكسور والرضوض، ومات بعضهم كسر رقبته (على وزن حتف أنفه). اهل القرية إجتمعوا ذات مساءٍ لحل المشكلة العويصة، وفتحوا باب المقترحات. إقترح أحدهم شراء عربة إسعاف لنقل المصابين الى مستشفي المدينة الجاورة للقرية... وذكر لهم - كقيادي شعبي قديم – الطرق المتاحة التي يمكن بها تحصيل الأموال من أهل القرية. إقترح رجلٌ ثانٍ تعمير القرية ببناء مستشفًي بها ونقل المصابين إليها بالعربة (الإسعاف) التي سيتم شراؤها بدلاً من الذهاب بهم الى مستشفى المدينة المجاورة... ولم ينس أن يشير الى اللجوء لنصيب القرية من سلعة السكر لبناء المستشفى. الثالث كان أشد حرصاً على أمواله وأموال أهل القرية (لن أخبركم بقبيلته!!!)، ذلك الرجل ثنى على مقترح بناء مستشفى في القرية و لكنه طالب بضرورة توفير سعر عربة الإسعاف بدفن الحفرة الأولى وحفر أخرى بالقرب من المستشفى. تلك الطرفة ومع الإحترام الشديد الذي نكِنَّه لأعضاء مجلس تشريعي ولاية الخرطوم إلا أنّها ذات علاقة شبيهة بمداولاتهم حول قضية الحج والمشكلات التي تعرض لها الحجاج. القضية الرئيسة التي كان عليهم مناقشتها هي المطالبة بإلغاء هيئة الحج والعمرة بصورة قاطعة غير قابلة للنقاش والجدال. وكانت لجنة الشئون الإجتماعية بالمجلس الوطني قد سبقتهم باستجواب مدير الهيئة بشأن الإخفاق الذي صاحب حج هذا العام... ولكنهم لم يسألونه عن الإخفاق الذي يصاحبه في كلِّ عام. بعض أعضاء المجلس إقترحوا أن يتمّ تقليص عدد أمراء الحج الذين يكلفون الهيئة أربعة ملايين ريال سعودي... وبتقليصهم يتم توفير أموال يمكن صرفها على الحجيج. ورُبَّما إقترح أخرون بأن يتم تقليص عدد الحجيج حتى يستطيع أن يخدمهم هؤلاء الأربعة آلاف أمير... وليت العدد الكلي وصل الى ثمانية آلاف (أربعة آلاف من الحجاج، وأربعة آلاف من الأمراء). لكنّ المؤكد أنّه ومع كل الإخفاقات التي تتحدث عنها الصحف، إلا أنّ بعض الإعضاء عضدوا الطلب بإلغاء الهيئة العامة للحج والعمرة... ومضوا أكثر من ذلك الى المطالبة بتكوين هيئة حج خاصة بولاية الخرطوم... هذا المقترح يدعو وببساطة شديدة الى دفن الحفرة الكبيرة التي تضيع فيها أموال حجاج بيت الله الحرام من السودانيين... وتجهيز حفرة أخرى أقل منها لتضيع فيها أموال حجاج ولاية الخرطوم... فتأمل!!!. هامش: إعترض بعض نواب دارفور على ما ورد في حديث رئيس هيئة الحج والعمرة بخصوص حجاج دارفور... حيث قال مدير الحج احمد عبدالله فى رده لنواب المجلس على المعاملة السيئة التى وجدها حجاج دارفور من الهيئة (شنو يعني حجاج دارفور إذا تم إسكانهم في العزيزية أو غيرها حَ تفرق معاهم بشنو ما اصلهم جايين من الخلا وساكنين فى القش )... ونسى أن يذكر أنّهم يدفعون له ولهيئته من حُرِّ مالهم للتعبد وأداء المناسك. لعلَّه ولمثل هذه الذنوب المتراكبة في التحقير وتقليل الشأن يحجُّ مدير الهيئة كل عام... بأموال الحجاج... ورُبَّما لا يسوى الحجاجُ في نظر المدير عناء التفاني في خدمتهم.