[email protected] بعيد استقلال الهند تولى جواهر لال نهرو رئاسة وزراء الهند وهو مايعرف بمؤسس الهند الحديثة ونهرو عرف عنه الذكاء المتقد والميول الاشتراكية ، وهو والد السياسية الأكثر شهرة انديرا غاندى ، وعندما واجهت الهند اشرس مجاعة فى تاريخها ، وذهب نهرو للمجلس العام للأمم المتحدة وألقى خطاب يطلب دعم الدولللهند من اجل مواجهة المجاعةكان الغم يقتله حتما وذرف دموعا عبرت عن حالته كرئيس أمة لها أن تنهض وتواجه تحدياتها لا أن تمد يدها للعالم تتسول الغذاء ، ياليت قادتنا يكونوا فى مثل هذه الاحوال وهم يتحدثون عن الشعب السودانى ووصفه \" بالشحادين \" ولايرمش لهم جفنا . نهرو بعد عودته للهند استقبله الشعب الهندى استقبالا غير مسبوق وهو المعروف بحبه لشعبه ووطنيته وخاطب الشعب الهندى خطابه المشهور والذى خير فيه الشعب الهندى أن يعتمد على نفسه أو يكون متسولا ولكل ثمن ، ووقف معه الشعب الهندى على الاعتماد على الذات وهذا يتتطلب اجراءات اقتصادية صارمة وسياسة تقشف بدأت بسببه بأن قفل الاقتصاد الهندى متبع نمطا اقتصاديا حديثا عرف mixed economyوأطلق برنامج الثورةالزراعية وبعد مرور أقل من عشر سنوا ت نهضت الهند اقتصاديا وصدرت الحبوب للعالم ونهضت الصناعات الصغيرة وبرامجى محاربة الفقر ، هذه الدموع التى ذرفها نهرو نبعت من حسه الوطنى وشعوره القومى وصدق رؤيته لبناء دوله وأمه . أما دموع اخلاص فهذه حكاية تطول وتطول وتفقدك شهية الانتماء الوطنى وتنعدم المقارنة تماما هنا رغم انها دموع ، وعندما تكتب الصحف امرأة مدرة للدموع ... كان صادقا فيما ذهب اليه حتى لاتترك قضيتنا الوطنية لسماسرة الدموع ، ثم ماذا بعد البكاء ماذا قدمت هذه الدموع الكاذبه وماذا يفيدحديث شخص لايقدم بل يؤخر فلى قضية الوحدة انها ظاهرة اخلاص وهى جديرةبالتأمل والوقوف والدراسة , نعم ربما تكون دموع تعبير عن حاله نفسيه يعيشها الشخص المعنى ، لكن لايمكن أن نرهن حال أمتنا ودولتنا لمثل هذا الخطل السياسى وتفرد بعض الصحف صفحات لمثل هذه الحالة الهائجة مما يعكس بؤس صحافتنا وافتقارها للمعلومات الكافية عمن تكتب، نعم نحتاج لدموع وبكاء وعزاء على ماوصلنا اليه من حالة يرثى لها لكن المطلوب من أصحاب القلوب الرحيمة التى تذرف دموعا كلما تذكرت انفصال الجنوب . كان عليها أن تبكى يوم أن وقعت اتفاقية السلام الشامل 2005 فهى كانت توقيع على انفصال الجنوب . كل من له ادنى درجة وعى أوقدرة على الاستيعاب يعلم ذلك ، لقد بكينا عندم طالب شعب الجنوب بحق تقرير مصيره وهو نتيجة حتمية لفشل التعايش فى ظل التعدد الثقافى والدينى وهذا مؤشر لتنامى مطالب حق تقرير المصير لبقية الاقاليم فى ظل فرض رؤية آحادية تقافيا ودينيا واجتماعيا وهم بذلك طلبوا بصورة حضارية أن يعطوا فرصة للتعبير عن هذه العلاقة وهو حق انسانى تكفلة كل القوانين والتشريعات لكن هنا الموقف لم يجد دموعا جادة او صادقة بل أن مايسمىبالنخب السودانية تعيش أزمة ضمير وهى بذلك لم تكن مؤهله لتشيص الحالة السودانية ، بل كل الذى تقدمه مشروعات وهميه وأهية توجه سهاما باطشة ضد اليسار و اليسار ضد اليسار وضد الجميع وهكذا عشناها سنوات مابعد الستقلال حتى وصلنا لمرحلة تقسيم السودان بهذه الصورة البائسة والكل يشهد,أى قيادات هذه حكومة ومعارضة,غير لامؤهلة أخلاقيا ان تتحدث عن القضية السودانيةبعد اكمال مراسم التقسيم.أما البواكى ومن اقاموا مأتما وعويلا عليهخم ان يكفكفوا دموعهم الكاذبة,ويعملوا على محاسبةأنفسهم والعمل على الحفاظ على بقية الدولة السودانية. وهى مرحله بائسة تثير الغثيان والدهشة وبعدهل سوف نبكى على حالنا ، لم نكن فى حاجة لمثل هذا العبث بالقضية الوطنية لتكون مشروعا \" للسكلبة \" وتحرير البكاء بصورة درامية فى مشهد تراجيدى انه العبث ولو علم د. نافع وهو صاحب المدرسة * لو علم مسرح البكاء والنحيب وفى هذا * التاريخى علينا أن نصطف جميعا ضد أبواق وسمسرة الدموع وهذا لاينفى أن تذرف الدموع يوم أن نفارق أحبابنا من شعب الجنوب سوف نبكى بلا حدود وقد نبكى من قبل السودانيون وهم يودعون فلول الاستعمار ، هذه الدموع لن تكون غالية على هذا الشعب الطيب ، شعب هو مننا وفينا دما ولحما نحن علينا مراجعة مواقفنا التأريخية تجهه ، مراجعة علاقاتنا الاجتماعية ، مراجعة علاقاتنا الثقافية ، سوف نجد الظلم سيد الموقف ، علينا أن نعمل على بقاء روح المحبة بيننا ومد جسور التواصل الاجتماعى والثقافى والاقتصادى ونشجع الهجره والاستثمار . بين الدولتين الجارتين الشقيقتين فى حالة الانفصال .