غرس الوطن «صادق الإمام رجح الوزن!» (2-2) من شعر لمحمد صالح المجذوب أم سلمة الصادق المهدي النموذج الرابع: السيد عبد الباسط عبد الماجد في منتدى السياسة والصحافة. كنت أحسب أن هناك من يحرسون سفينة الانقاذ منعا لها من الشطط ودرأ للسودان من الفتن .وقد كنت تبعا لذلك أصنف أستاذ عبدالباسط عبدالماجد من ذلك النفر القليل وأحدث نفسي أنه وأمثاله إنما يبقون على شعرة معاوية مع رهطهم من أهل الحكم ، الفئة التي وضح خطلها لغرض في نفس يعقوب وحفظا لمساحة من ود تسمح لهم بالمناصحة والمراجعة خوفا على الوطن من فتنة لا تبقي ولا تذر. وقد كنت بسبب ذلك الظن أتجاوز عن عدم التبرؤ العلني من أفعال الانقاذ ف «أبلّع ذلك الظلط لمثل الأستاذ عبد الباسط»الذي كلما سمعت له حديثا وهو ضيف كريم بيننا أو في منابر أخرى ، مادحا في أحيان ومنتقدا في أخرى ازددت له احتراما فنبرته دوما هادئة لا تفارقها لغة عقلانية تميزه عن قومه دون أن يسم صوته ذلك الانفعال الذي لحظته على نبرة صوته عندما تحدث معلقا عن الكتاب مما يشي بانحياز غير مقبول من مثله في مثل هذا الوقت المفصلي كمدافع انقاذي يعمى عن ادراك أن هذا ليس وقت التخاصم إذ جد الجد. لدرجة اضافتي له نموذجا رابعا للانفراد والعناد الانقاذي المعهود بدلا من أن يكون من عوامل تليين المواقف التي باتت نتائجها لا تخفي على أحد: أعمى أو بصير ، فأدركت حينها أن كل من لم يقم بإدانة موثقة للانقاذ وموبقاتها على رؤوس الأشهاد :هو متستر على باطلها على أحسن الفروض شريك في جرمها حتى أخمص القدمين »فلا حاجة بنا اليوم لمعاوية ولا لشعرة تبقي على العلاقة معه، فقد وضحت الرؤية وبانت على ضوء أقوال القائمين على أمر الانقاذ وصار الناس فريقان :الانقاذ في ضفة وكل الوطن في ضفة أخرى،-أو هكذا بدت لي الأمور. - بدأ الاستاذ عبد الباسط باعتراض على اسم الكتاب بحسبانه تغول على كلمة «ميزان» دون وجه حق لظنه أن الناس مختلفون في الموزون والوازن وكيفية الوزن فيكون أكثر عدالة ان اختير اسم آخر للكتاب «مصير الوطن»مثلا مما يقيه شر ذلك الاسم المطلق.بحسبان أن الجميع متشاركون فيما حدث. - ويقول ان الكتاب يظلم نفسه كثيرا بتوقيت صدوره وقد فات الميعاد. - ويقول ان الجزء الأول من الكتاب هو جزؤه الأفضل ولو فصل عن بقيته لكان جديرا بأن يضاف للاطار العلمي ولألقى ظلالا على الوضع الحالي. - ثم تحدث عن التعاقب بين الشموليات والديمقراطيات وكون السودان قد جرب جميع أنواع الحكومات قومية ائتلافية وحكومة كل الجمعية ولكنها كلها لم تنج من التجريم. - وهو يستغرب دفاع الإمام عن حزب الأمة نافيا مسؤوليته عن انقلاب نوفمبر بينما لا يعرف هو «عبد الباسط» تأييدا أقوى من تأييد رئيس الحكومة وراعي الحزب . - ثم تساءل لماذا تلد الديمقراطية الشمولية برضا البعض ثم معارضة الآخرين وأردف مجيبا بتساؤلات ايحائية:هل هو عجز في الادارة،سيولة في المواقف،أم تردد؟ - وتساءل بعد أن طلب السماح من عضوية حزب الأمة عن لماذا يعقب الانقلاب حكومات حزب الأمة دائما؟ - ثم أردف متسائلا لماذا يتم التغيير الشمولي بانتفاضة وليس بانقلاب؟ - يقول هو لا يلتمس الأعذار للنظام لكن لابد من قراءة مواقفه على ضوء الصراعات المحيطة والنزاعات الأخرى التي تلقي بظلال على كل مقاومة بما يبرز المقاومة مع الأقوى ضعف مهما بلغت . - يقول ان الإمام تحدث عن التراكم الخبيث والحميد بشيء من عدالة لكنه حمل الانقاذ الجزء الأكبر بسبب الكراهية«الما بريدك يحمر ليك في الضلمة» وكان يجب تقييم انحياز التجمع الوطني لطرف واحد من أطراف النزاع ونوعية المعارضة التي قامت مع إغفال محطة الجبهة الوطنية . يقول ان الانقاذ مشروع مطروح على الساحة يخالف ويوافق ولو تم التقاء كل المنطلقات لاختلفت الرؤية. - يقول انه يتفق مع الإمام في كثير مما يكتب ويختلف على القليل ويصارحه بقليل من ذلك ويختم بالتعليق على قول محمد لطيف بأن الكتاب مسطور بلغة مفهومة وسهلة راويا ما قيل من أن أحد الأنصار حضر حديثا ألقاه الإمام الصادق فأخبرآخرين بأن الكلام كان مفيدا ومرتبا وموزونا فلما سئل ماذا قال الإمام أجاب قائلا:وكمان كلام سيدي بتفهم؟ وللتعليق مجملا على هذه الأقوال أقول: لا أصادر حرية الأستاذ عبد الباسط في رأيه بمن يزن وهو هنا الإمام الصادق لكني فقط استغرب كيف أن شخصا بدا لي موضوعيا بقامة استاذ عبد الباسط يخفق في الاعتراف الآن وفي تلك اللحظة المفصلية من عمر الوطن حيث يجب أن يرى العقلاء أن جهودا طبعها التجرد الخالص للوطن بما شهد به كثيرون يجب أن تجد السند ويدفع بها للأمام علها تستطيع شيئا. أما ما درج عليه الانقاذيون من محاولات ان يبدو الجميع والغون في الخطايا «الموت مع الجماعة عرس» فلا أساس له من الصحة وليس من العدل في شيء أن تشبه أطهارا برئوا من دم الآخرين ومن أموالهم بل سلموا من ألسنتهم بما نعرفه كلنا دون حاجة لذكر. الانقاذ وحدها المسؤولة عما آل اليه الحال و لسنا شركاء في صنع هذا المشهد القميء.أما بالنسبة لتوقيت الكتاب:فمتى وقف الإمام عن اسداء النصح؟ ويمضي أستاذ عبد الباسط في استبعاد أن يكون ميزان الإمام عادلا بسبب أنه يدافع عن مواقف حزبه مثلا بدفاعه عن موقف تسليم حزب الأمة الحكم لعبود وما هذا الا مغالطة نستهجنها من الأستاذ عبد الباسط فقد ورد مرارا وتكرارا أن رئيس الحكومة «عبد الله خليل»منفردا قام بذلك التسليم بشروط اتفق عليها مع العسكر لأن هناك من أطلعه على اتصالات يقوم بها الأزهري بالتنسيق مع علي عبدالرحمن بالحكومة المصرية للاستيلاء على الحكم انقلابا ينفذ بواسطة المصريون بعد أن يئسوا من أن يحكم السودان تحت التاج المصري بسبب مقاومة الاستقلاليين وقد كان ذلك هو البعبع الذي أخاف الإمام عبدالرحمن الذي كان يريد أن يكتب دستور السودان ليطمئن على مستقبله فقد كان يشعر بتقدمه في العمر وارهاق المرض فخاف من انقضاض المصريين على حكم السودان ووقته لن يمهله لتخليص السودان منهم فكان ما كان من تأييده الذي اكتشف لاحقا خطأه بينما رئيس الحزب الإمام الصديق و13 من 15 من لجنة الحزب المركزية عارضوا الانقلاب وناضلوا ضده منذ اليوم الأول وهذا كلام موثق وواضح لكل من يريد أن يرى أما أصحاب الغرض، فالغرض مرض ،ولن تجدي معهم الشروحات. يقول الأستاذ انه يستغرب لماذا تقوم الانقلابات دائما عندما يتولى الحكم حزب الأمة وهذا سؤال جدير بالتأمل برغم الايحاءات التي يرسلها من بين الحنايا ولكني أعتقد أن الآخرين لا يريدون لحزب الأمة أن يكون حاكما وذلك لأنه يجب أن نعترف أن حزب الأمة به حراك أكثر من بقية الأحزاب وهو حتى وان لم نبرؤه من أخطاء لكنه يتيح المجال للرأي والرأي الآخر بما يؤدي للاصلاح الداخلي متى ما أتيحت الفرصة وأن ناسه يعملون غالبا في الحكم بنهج شفاف مجتهد وبعيد عن الفساد وينحون الى القومية واشراك الآخرين تلك الأشياء تعني أن فرص الحزب في الانتخابات تكون هي الأعلى بسبب انجازات ملموسة وفي رأيي أن الآخرين يدفعهم قصر النظر والحسد لايقاف ذلك القطار الذي ان تقدم يحرمهم من الحكم عن طريق الانتخابات فيقطعون عليه الطريق بالانقلاب عليه وتكريس الدعايات ضده لينشغل بالدفاع عن نفسه بينما ان استعرضنا الأحداث في السودان سنجد دون فخر: - ان الكيان الذي يمثل المنطلق العقدي للحزب قد قام بتحرير السودان وتحقيق استقلال السودان الأول دون مغالطة من أحد. - ان هذا الكيان بقيادة الإمام عبد الرحمن والحزب الذي كونه وهو حزب الأمة قد قام بدور مفصلي ورئيسي في تحرير السودان وتحقيق استقلاله الثاني وقد عمد الإمام عبد الرحمن في هذه المرحلة الى إشراك الآخرين في صنع الاستقلال ولكن ليس هناك من يغالط في أن السودان إنما تحقق استقلاله الثاني برؤية الإمام عبد الرحمن ووفقا للنهج الذي اتبعه من تطور دستوري وجهاد مدني .وقد أعطى تواضع أصحاب الفعل الفرصة للآخرين لكي يحاولوا بقدرة قادر تصوير الأوهام على أنها حقائق وغمط دور حزب الأمة وغمط دور الإمام عبد الرحمن أب السودان ومحقق استقلاله الثاني الحقيقي بلا ريب. - ان كل الجهاد ضد الشموليات منذ عبود يقوده حزب الأمة. - ان كيان الأنصار بقيادة الإمام الصادق هو الذي تصدى لعبث النظام المايوي بالاسلام ثم تبعه الآخرون. - ان حزب الأمة وكيان الأنصار بقيادة الإمام الصادق ساهم بعطاء وافر لحل قضية الجنوب والمساعدة في تحويل التعامل معها بعيدا عن الحلول الأمنية. - انه هو من نبه لقصور نيفاشا رغم تأييدها بإصداره «نيفاشا في الميزان»ثم لحق به الآخرون. - ان حزب الأمة بقيادة الإمام الصادق كان أول من تنبه لمشكلة دارفور وقدم روشتات الحلول التي لو اتبعت لما كنا في خانة اليوم. - ان كل جهد أوحراك ثقافي أوديني أورياضي، لحزب الأمة ورئيسه فعل أساسي فيه. ونعتقد أن تلك الأشياء بأي نظرة عادلة تصب في خانة تجعل حزب الأمة وقيادته في مكان عال فوق الجميع.ولكن الحسد من علل النفوس المعروفة. أما وجوب قراءة مواقف النظام على ضوء ما تعرض له من ضغوطات فقد وجهت النداءات وما زالت ليتناسى الناس كل شيء من أجل السودان ويكونون جبهة في وجه أجندات الخارج ولكنهم بالانفراد والعناد يرفضون مما يرجعنا لما ذكره الإمام الصادق في كتابه عما قاله له العميد الأمني حسن بيومي من « أن الأمريكان استدرجوا الجبهة الاسلامية القومية للاستيلاء على السلطة بمساعدة بعض عملاء أمريكا المعروفين وذلك لاقامة نظام اسلامي تجعله ظروف السودان الداخلية والخارجية فاشلا فيذهب ذلك نهائيا ببريق الشعار الاسلامي». أما لماذا تنتهي الشموليات بانتفاضات وليس انقلاب:فذلك دليل على تصدر حزب الأمة والقوى الديمقراطية لقيادة ذلك التغيير وهي أمور ايجابية فلن يفلح ما بني على باطل ولن يبرأ الوطن حتى يقنع العسكر بالبقاء في الثكنات ويتفرغوا لمهمتهم الأساس وهي رد الأعداء ويعيننا أمل دنقل مرة أخرى بقوله: قلت لكم في السنة البعيدة عن خطر الجندي عن قلبه الأعمى، وعن همته القعيدة يحرس من يمنحه راتبه الشهري وزيه الرسمي ليرهب الخصوم بالجعجعة الجوفاء والقعقعة الشديدة لكنه.. إن يحن الموت.. فداء الوطن المقهور والعقيدة: فر من الميدان وحاصر السلطان واغتصب الكرسي وأعلن «الثورة» في المذياع والجريدة! ويختم السيد عبد الباسط عبد الماجد بطرفة أراها من الكوميديا السوداء اذ أخرجت من سياقها ،فما لنا هنا ،و الحديث عن خطاب يصعب فهمه ومستمعون جاهلون؟ حيث يفترض أن المدعويين صفوة القوم وعلماؤهم وقد دعوا لاستخدام علومهم تلك لقراءة الكتاب موضوع النقاش لكي نحاول معا تحويل مناسبة العبور هذه- والسودان في لحظتها من عبور إلى الموت، إلى لحظة للميلاد وعبورا لمستقبل أفضل.ولكن ما نقول في من:«جوا يساعدوه في دفن أبيه فيدس المحافير»! وسلمتم الصحافة