[email protected] البكاء ساعة الرحيل من عناصر ثقافتنا السودانية الراسخة فالمتفحص للدوبيت والاغاني الشعبية القديمة يجدها تضج بالحزن والبكاء ساعة الرحيل رغم ان الرحيل لم يعد ظاهرة لابل اصبح لازمة من متلازمات الحياة في السودان فالاماكن التي تشهد فيها الحياة استقرارا دائما قليلة جدا حتى هذة ضاقت باهلها او على الاقل بطموحات اهلهم فاصبحوا من (الهاجين) فالحراك السكاني قديم قدم الحياة في السودان ورغم ذلك يسيل الدموع ويطلق الاهات ويحرك شيطان الشعر ويجعلنا ندندن بالغناء الحزين ساعة حدوثة دعونا اليوم نتصفح بعض اشكال الرحيل عسى ولعل ان نجد للسودان تميزا عن الاخرين في حكاية الرحيل هذة طبعا هناك الرحيل الفردي لاسباب مختلفة وهذا الضرب يستلزم وداعا عاطفيا خاصا من الراحل نفسه(رصوا الهديمات عدلوا / ركبوا اللواري وقبلوا / وخلوني وحدي بلاانيس/ وكيف انفرادي اتحملوا؟ ) و (ساعة وداعنا انا دايرك تحضر/ ما تقول نسيت لازم تتذكر/ الناس تتباكى والدموع تتقطر/ بتقطع قلبي انت لو تتاخر) او ( اودعكم افارقكم وتبقى عشرة الايام) قد يكون الوداع من الذين تركهم خلفه (يامسافر وناسي هواك / ارواحنا وقلوبنا معاك) و(القطر الشالك انت يتكسر حتة حتة ) و( حليل الراحوا وخلو الريح تنوح فوق الشجر) وهكذا يمكننا ان نسترسل حتى الصباح هناك وداع الحجاج الذي يترك حسرة في نفوس الذين يودون الحج ولكن الظروف منعتهم فمن من السودانيين المسلمين لايحفظ مطلع قصيدة البرعي (برعي اليمن سيد الاسم ) ؟ (ياراحلين الى مني بقيادي هيجتموا يوم الرحيل فؤداي) والتي تقابلها قصيدة حاج الماحي (قالوا الحجيج قطع/ طالب نور البقع / قلبي زاد وجع / حماني القيد منع ) شهدت الحياة السودانية بكاء على رحيل سياسي من نوع غريب فاسمع لشاعرنا الفحل ود الرضي يقول ياحليل الجيش الرحل اكان قريب اصبح في زحل فود الرضي هنا يبكي رحيل الجيش المصري الذي اعقب مقتل سيرلي ستاك فالانجليز استغلوا تلك السانحة فامروا الجيش المصري الموجود في السودان بالرحيل فورا لكي ينفردوا بالسودان فتواثقت الاورطات( الكتائب) السودانية مع المصرية على عصيان الانجليز وبقاء الجيش المصري الامر الذي ادى الي حركة 1924 المسلحة التي قادها عبد الفضيل الماظ وصحبه وتلك السياسية التي قادها البطل علي عبد اللطيف بيد ان الجيش المصري نفذ الاوامر الامر الذي حول غلاة الداعيين الي وحدة وادي النيل من امثال البيك عبد الله خليل الي استقلالين . رغم ذلك بكا ود الرضي رحيل الجيش المصري كرها في الانجليز فكانت اغنيته اغنية وطنية لحنها سرور ادخل السجن كل من غنى بها يومها اها ياجماعة الخير نحن اليوم امام رحيل جزء من الشعب السوداني الي دولة ملاصقة(الحيتة بالحيتة) كانت جزء منا اصبحت لها رئيسها وبرلمانها وقصرها الجمهوري وعلمها ونشيدها الوطني وعلاقاتها الخارجية الخاصة بها. هذا الرحيل لم ياتي فجاة وهو ثمرة (نضال) طويل (بلاش حكاية تمرد وكفاية وصائية) سوف ندخلها بتاشيرة ونعمل بها تحت امرة كفيل هذا( اذا بقت الحكاية على كدا ) فالامر يتطلب منا اشعارا عاطفية باكية ليس على الارض التي رفع عليها العلم الجديد انما على الناس واذا لم نقل اشعارا غير تلك السياسية الممجوجة( منقو قل لاعاش من يفصلنا) سيكون الجماعة (الطيبين ) جماعة الطيب مصطفى على حق. ومن جانبي سوف اتكي اليوم على قصيدة جدي ود الرضي واضرب ضربة البداية ياحليل الشعب الرحل هو قريب لكنه ابعد من زحل وشوف دموع الشعب الفضل ويارب متين نعيد الوصل ونرجع نبقى سمن على عسل ويظل باب القصيدة مفتوحا وكل الحقوق محفوظة