مراسلة الصادق المهدي الشريف [email protected] كتبتُ من قبل عن الإحتيال الذي يمارسه بعض شباب غرب أفريقيا على بقية العالم (والشباب السوداني من بينهم) عبر البريد الإلكتروني، حيث تصل رسائل تحمل أبناءاً عن حصول المرسل إليه على مبالغ طائلة (أو إحتمال حصوله عليها)، تحتاج فقط الى بعض الإجراءات لتحويلها الى حساب المرسل إليه... والذي يُطلب منه فقط إرسال (الإسم/العمر/ الجنسيه/ النوع/ العنوان/ رقم الحساب البنكي/ ... الخ). المقصد الأول هو سرقة الهُوية ( Identity Theft) وعبرها يتم سرقة الحساب البنكي (من حساب بطاقات الإئتمان)... ولأنّ السودانيين لا يملكون بطاقات إئتمان، ينتقل المحتال الى (الخطة ب) وهي طلب مبالغ صغيرة (من 50 الى 200) دولار لإكمال عمليات التحويل. ثقافة أولئك الشباب الأفريقي تحاول الإستفادة من كلّ المعلومات المتوفرة... فها هي فتاة تُدعى (جارنوت) تدَّعي أنّها إبنة الراحل جون قرنق، وتطلب مني مساعدتها على إسترجاع ثروة تركها لها والدها في أحد البنوك الأفريقية... فإلى الرسالة: الأخ الصادق : أعلم أنّ هذه الرسالة قد تمثلُ مفاجأة بالنسبة لك، اسمي جارنوت جون قرنق، عمري 23 عاماً، يتيمه ومن جنوب السودان، لكنّني أقيم الآن في معسكر لللآجئين في بوركينافاسو، نتيجة الحرب التي يشنها المسلمون في الشمال ضد المسيحيين في الجنوب. والدي العقيد جون قرنق الذي كان قائداً للجنوبيين توفي في حادث طائرة هيليكوبتر في 14 أغسطس 2005م هو و12 من كبار مساعديه بعد 22 يوم فقط من تنصيبه نائباً للرئيس (من المحرر: أرسلت وصلة لموقع على البي بي سي يتحدث عن موت قرنق). عشتُ مع زوجة أبي، ولكن حينما إكتشفتْ هي أنّ أبي قد أودع لي 4.5 مليون دولار بأسمي في أحدى بنوك بوركينا فاسو، طلبت مني الذهاب الى هناك لسحب تلك الأموال، وهددتني بالقتل إن رفضت الذهاب، ولكنّني فررتُ منها وذهبتُ الى هناك عبر أحدى المنظمات والتي أودعتني في أحد معسكرات اللآجئين في العاصمة واغادوغو. مدير فرع البنك الذي قابلته بنفسي قال لي أنّه وفق قانون البنك فإنّ وضعي كلاجئة لا يسمح لي بإستلام الأموال، وأنّه يجب ان أحضر رجلاً مؤتمناً على المبلغ حتى استطيع سحب المبلغ. حصلتُ على اسمك من موقع فيس بوك الإجتماعي، وبعد تفكير عميق قررتُ أن أراسلك، فأنا أحتاجُ بشدة لمساعدتك في الحصول على ذلك المبلغ وسحبه من البنك. حدسي هو الذي دفعني للكتابة اليك والثقة فيك، ومع ذلك فإنّك سوف تحصل على 30% من جملة المبلغ الكلي (4.5 مليون دولار)، بينما سادفع 10% لبيوت اليتامي والمنظمات الخيرية، وعليه ستقوم أنت بتحويل بقية المبلغ الى حسابك المصرفي لاستلمه منك بعد ذلك. هذا في البدء لكنني ارغب في مساعدتك بعد ذلك للدخول في مشروعات استثمارية باشرافك، وترشيح جامعة جيدة لأكمل فيها دراستي. أرجوك أن تحتفظ بهذه المعلومات بصورة سرية، حتى إكمال تحويل المبلغ الى حسابك (من المحرر: ما تخافي سرِّك في بير). أنا في إنتظار ردَّك العاجل، ومعه المعلومات والمساعدات التي طلبتها، وشكراً : مخلصتك جارنوت جون قرنق. إنتهت الرسالة. ولن يكون هناك تعقيب سوى الأسف من ضلال المعلومات أعلاه، إذ لو كانت صحيحة لكنت قد حصلتُ على 30% (أي 1.35 مليون دولار)... لكن ماذا نقول عن الحظ العاثر؟؟؟. صحيفة التيار