–الخرطوم [email protected] ما فتئ الرئيس البشير يطلق علينا التصريحات التي تخلو من أي قدر من النفس الرئاسي. آ خرها أنه لن يسمح بعودة العلمانية \"ما دام فينا طقاق\" وهي تترجم ما دمنا أحياء. ولم يقل لنا فخامته من أي منطلق وما هي الشرعية التي أعتمد عليها عند إطلاقه مثل هذا القول؟ فاعتماد العلمانية أم عدم إعتمادها فيما نعلم من المرتكزات الدستورية للبلاد التي نسمع من بعض أركان النظام(مثل حاج ماجد وكمال عبيد في صحف الأثنين 17 يناير 2011) أنها ستكون محل نقاش مع القوى السياسية المختلفة. ومن ناحية أخرى فان مبادئ الدستور شأنها في ذلك شأن أي دستور موضوعة لآتفاق المحكومين والمكونات السياسية للأمة اللهم إلا إذا كان المشير يرى أنه مبعوث من الآله ليكون ظل الله في الأرض. فلو كان اجماع الأمة على أن يكون أساس الدستور علمانيا فهل سيقوم الفريق وجماعته بقهر الناس؟؟ أن الإجابة على هذا التساؤل مهمة لتبين المرتكز والفلسفة الأساسية للمؤتمر الوطني والتزامه الحقيقي بالنظام الديقراطي..فهل نسمع أجابة واضحة من المؤتمر ومنظريه. أم أن التزام الأسلاميين بالديمقراطية هو التزام لا يتجاوز حدود التزام الآخرين برؤاهم. ,ان كان الأمر كذلك فأي ديمقراطية (اسلامية هذه) يمكن الحديث عنها...ومن الطريف أن هذا التساؤل يجئ في أطار الجدال الدائر في تونس بعد انهيار نظام بن علي وتداول بعض القوى السياسية في تونس عن الشروط الواجب انتزاعها من الأسلاميين من قبل الا لتزام بالمبادئ الديمقراطية الحقيقية قبل النظر في مشاركتهم في الحكم الآنتقالي؟؟ أنا لا أشك مطلقا في أن البشير وأركانه يرون أنهم ظل الله في الأرض وأنهم يمتلكون حقوقا الهية وشرعية (لست أدري مصدرها واخلاقيتها) في فرض رؤاهم على الآخرين فهذا منطق الدكتاتورية والمعتمد على الجهل وغياب الوازع الأخلاقي. هذا هو أحد دوافع ما قاله البشير..أما الجانب الآخر فيتعلق بالعنجهية والنزعة الدكتاتورية والغطرسة التي تدفع بصاحبها لغباء الخطاب السياسي. أما من حيث هو غباء سياسي فكان للبشير أن يقول مثلا أن الشعب لا يقبل أن نرسي نظاما علمانيا ويصمت. فالحديث والكذب باسم الشعب ومكوناته المختلفة حرفة سياسية ضاربة الجذور فينا...فمن قبل قد جاءنا ذات البشير في 30 يونيو 1989 وقال لنا كلاما كثيرا \"باسم الشعب وباسم القوات المسلحة\" فما أرخص الحديث باسم الشعب. قارن ما جاء من البشير هذا بما يقال في جنوب السودان من أن أمر الدستور من بعد الإنفصال سيطرح للتداول بين كل المكونات السياسية للدولة الوليدة. فلماذا لا يحذو البشير وجماعته حذو الجنوب .... أهي الشريعة يا سيادة الرئيس.