د.ابومحمد ابوامنة [email protected] قبل 10 ايام تم اعتقال الصحفي عبد القادر باكاش, رئيس تحرير صحيفة برؤوت, الناطقة باسم المؤتمر الوطني بولاية البحر الاحمر, وتم ترحيله الي الخرطوم لتتولي نيابة امن الدولة التحقيق معه بموجب القانون الجنائي وقانون الصحافة، ويعتقد ان محمدين كاظم الصحفي البارز لحقه نفس المصير.. الملاحقات الامنية لباكاش ولزميله كاظم ومن ثم توجيه التهم اليهما جاءت نتيجة لمقالات حذرت بتنامي رغبة اهل الشرق للإنفصال نتيجة للاهمال والتهميش الذي يتعرضون له ومحاربتهم في كل سبل كسب العيش بطرق شريفة والتشريد من الوظائف الحكومية التي صارت مخصصة لذوي القربي من انصار النظام الذين يوفدون من اواسط البلاد, وحادثة طرد ابناء البجا المعينين من طرف هيئة المواصفات ومن قبل من هيئة المواني البحرية هما ليستا الاولي ولا الاخيرة من حالات التي يحارب فيها ابناء البجا في كسب قوتهم. كذلك انتفد باكاش برؤوت زيادات الاسعار, وقال انها ستجلب الدمار لاهل الشرق الذين يعانون قبل ذلك من المجاعات والامراض والفاقة. وكتب محذرا بان الاوضاع اذا سارت علي ما هي عليه الآن فان مصير الشرق الي الانفصال سيكون حتميا. باكاش برؤوت ليس هو اول من يلمح بانفصال اقاليم السودان وتشتتها, فقد سبقه حمدي, صاحب نظرية المثلث المعروفة, كما يتناول الصحفي الطيب مصطفي بشكل متواصل ضرورة انفصال شمال السودان عن جنوبه, وفي هذا المضمار يسترسل ويسترسل ولا احد يساله. كذلك يكتب الكثيرون من الصحفيين والمحلليين في السودان كما في مختلف بقاع العالم عن احتمالات انفصال اقاليم اخري في السودان, بل ان كثيرا من الحركات المسلحة صارت تتفاكر حول نفس الموضوع. حمدي ومصطفي والصحفييون وزعماء الحركات المسلحة لا يتعرضون لملاحقات واعتقالات وارهاب وتعذيب كما هو الحال مع الصحفي عبد القادر باكاش؟ لماذا باكاش وكاظم برؤوت لوحدهما يتعرضان لكل هذا؟ ألانهما قالا انهوا التهميش في الشرق؟ ألانهما حذر من الانفصال؟ ألانهما حذرا من المجاعات وزيادة الاسعار؟ وهل في اعتقالهما تلبية لرغبات البجا في التنمية والاعمار والمشاركة الفعالة في السلطة؟ أتتركون الفيل وتطعنون في الظل؟! باكاش رؤوت وزميله كاظم يشرفهما هذا الاعتقال, لانهما كتبا يدافعان عن الاهل المغبشين المهملين الجياع. باكاش زكاظم ليسا اول وآخر صحفيان يتعرضان لعنف الاجهزة الامنية. لكن في حالة اعتقال الصحفيين الآخرين نري مقالات الاستنكار تدبج ومنابر الانترنت تسلط النيران, والصحفييون والمحامون الديموقراطيون يتحركون, ومجلس الصحافة يتعرض للضغوط, والاجهزة الامنية لهجوم كاسح, والنائب العام للمساءلة. الا في حالة كاظم وباكاش برؤوت فلا احد من هؤلاء يحرك ساكنا, وكأنهم يقولون يا أجهزة الامن افعلي ما تشائي بهما. ولماذا يترك باكاش وكاظم لوحدهما في الساحة؟ اين زملاؤهما من الصحفيين؟ الم يسمعوا باعتقالهما؟ أهما غير معروفين لديهم وهما محرران لصحيفة اقليمية معروفة؟ أم يعتبران عنصريين لأنهما عكسا معاناة البجا؟! أم انتماؤهما للحزب الحاكم ينفر زملاءهما؟ ألم يسمعوا بشعار الحرية لنا ولغيرنا؟ الا يتسابق المحامون في الدفاع عن سجناء الرأي؟ هل البجا حتي في قضايا الرأي مهملون؟