[email protected] فرخت سنوات الإنقاذ العجاف في السودان مئات الأسماء لرجال وسيدات الأعمل الذين شيدوا صروحا استثمارية وعقارات وأرصدة لا نهائية من الأموال التي لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال -مما أعطاهم ربهم- هؤلاء لا يرجى فيهم خيرا لشعب السودان لأنهم الذين ساهموا إسهاما مباشرا في تقويض الديمقراطية الثالثة بشرائهم للسلع الضرورية واحتكارها أو إعدامها حرقا لتأليب الشعب على الحكومة حينها، والتلاعب بالعملة الوطنية في سوق العملة العالمية، ودعم عمليات الاغتيال السياسي التي أدرجها (أبو العفين) ضمن قاموسنا السياسي، وقد أسهموا إسهاما مباشرا أو غير مباشر في تمكين وترسيخ هذا النظام الشمولي القابض المستبد الفاسد ولعبوا دورا لا يمكن إنكاره في استشراء الفساد والمفسدين مشاركين بفاعلية في اللعب بضروريات الشعب السوداني الحياتية والضغط عبر لوبياتهم لتمرير قوانين وتشريعات تمكنهم من تعويض ما صرفوه ووهبوه لهذه الطغمة الحاكمة. فمن هؤلاء من يريد أن يسترجع كافة ما أنفقه في الفترة السابقة إسهاما في سمسرة مظاهرات مؤيدة للرئيس ضد قرار المحكمة الجنائية والمسيرات المناصرة للغزاويين رئاء (أهل غزة) وما إلى ذلك من مشاريع الظلام والفساد، بلغ هذا الصرف أوجه بالهبات الخيالية والتبرعاب المليارية لدعم حملة المشير البشير في الانتخابات الرئاسية السابقة. كلهم يريدون أن يسترجعوا هذه الأموال وبسرعة خشية أن تستمر ملاحقة هذا النظام ورموزه فور إنفصال البلاد توطئة لاعتقال رأس الدولة الملاحق الذي رمزوه رئيسا لمجالس إدارة كثير من المؤسسات لحمايتها وإكسابها حصانة رئاسية (بجاه الرئيس تعيث) في الأرض فسادا، مالم يستعيدوا كل ما صرفوه بأرباح متضاعفة لن يكفوا عن تحريك لوبياتهم في تشريع المزيد من التشريعات التي تمنع استيراد الأشياء وتهدد البنوك التي تدعم مستوردي السلع الممنوعة حتى تمر كل هذه المتطلبات للمواطن السوداني وللشركات الصغرى عبر معبر واحد وهو هذه الطغمة المستبدة الفاسدة، وسيستمرون في إقرار المزيد من القرارات التي تقضي بإغلاق كثير من المؤسسات والاستثمارات التي تضايقهم في سوقهم الربوية الإحتكارية، أو أن ينخرط تيار الرأسمالية السودانية كله ويدعم هذا النظام ليوفر له الفاتورة الباهظة التي كانت تسدد من البترول الذي ستغلق حنفيته عقب الإعلان عن التعامل الاقتصادي الجديد مع دولة جنوب السودان، كل هذا اللعب بمصلحة المواطن السوداني الذي تمرغ كرامته مع التراب في اللحظة التي ترتفع فيها أسهم البورصة إلى الأعلى ويهبط إلى أسفل سافلين في اللحظة التي تعلو فيها أرصدة هؤلاء بسرعة الصاروخ، هذا المشهد من أكثر المناظر التي تعجب قادة الإنقاذ وسدنتها فهم دوما يتلذذون بمشهد الجوع والجهل والعري والمرض الذي يوحي إليهم وهن وهوان المواطن السوداني حتى يجتريء ( أبو العفين) على الشعب بأكمله وفي عقله هذه الصورة الوهمية التي ستنقلب رأسا على عقب قريبا في السودان، لأن هذه الترسانة من الرأس مالية السودانية لن تصمد أمام أفواه الجياع وصفوف العطالة التي فاقت أعدادها مئات الآلاف من الشباب. هذه الرأسمالية الطفيلية التي تزوجت بالإنقاذ وخادعتها وتزلفت إليها حتى أوصلت رئيس المؤتمر الوطني إلى ما هو عليه وأسهمت إسهاما مباشرا في تزييف إرادة السودانيين، هي ظاهرة ستزول بزوال هذا النظام وقد علم أبناء وبنات السودان الأسماء التي ابتدعتها الانقاذ لتمولها وتحفظ بها الأموال المنهوبة من شعب السودان، وهي خلفيات لرأس ماليين وشركات واستثمارات وبنوك وعقارات وهمية، كل هذه مؤسسة على شفا جرف هار من الظلم والجبايات والأتاوات والضرائب بل حتى الزكوات، وأسست أيضا على المشروع الهلامي الذي قال به (أبو العفين)، كل هذا الصرح سينهار بهم في درك مظلم لا يعلم خطورته عليهم وعلى البلاد إلا الله، وستعود هذه المنهوبات لصاحبها الأوحد شعب السودان لتكون محفزا من محفزات وحدة قادمة لا محالة بعد إنفصال بات مؤكداً. لكن هنالك الرأسمالية الإجتماعية الرعائية الوطنية التي تتناقض تماما مع هؤلاء الذين أتو بليل، وهذه الأخيرة إما أسماء موروثة ومعروفة إجتماعيا وتاريخيا لها أثر أسهمت وتسهم في الشأن العام السوداني وبنت صروحها المالية برضا الله ورضا الشعب لم يحتكروا ولم ويضنوا على المحتاجين ولم يتوقفوا عن بناء المؤسسات والمشاريع الرعائية التكافلية، ولكن هذا النظام لعدم مقدرته على تجريدهم من مالهم المكتسب بعرقهم الحلال آثر أن يضيق عليهم الأسواق ويخلق منافسين هلاميين لهم في سوق العمل وتشريد كفاءاتهم التي تدير مؤسساتهم وبنوكهم وعقاراتهم ليسرب إليها كوادره الأمنية الجاسوسية لتزويده بأرصدة هؤلاء والتحكم في اكتتاب بعض شركاتهم وتوجيه أموالهم لخدمة مصالح رأسماليته الطفيلية بصورة مباشرة أو غير مباشرة، هذه الكوكبة القليلة من الرأسمالية الوطنية من رجال وسيدات الأعمال يمكن أن تخط لنفسها مستقبلا زاهرا وتحفظ بذلك أموالها وأرصدتها ومؤسساتها وعقاراتها من أي يد يمكن أن تمسها، فحتمية الفوضى في هذه البلاد صارت تلوح للعيان، وهؤلاء لن يجدوا حينئذ حارسا لمصالحهم غير أمناء الأمة، وحماة العرين، وحراس مشارع الحق، فلن تحميهم أذرع النظام الأمنية بقدر ما ستبتزهم وتستنزف أموالهم بغية حمايتهم من بطشهم وجماعاتهم المرجح إطلاقها في حالة خروج الشعب للشارع لتقوم بأعمال السلب والنهب على غرار ما حدث في تونس فالنظام في السودان لا يبتكر أسلوبا للخداع وإنما سيكرر وسيقلد التجارب الفاشلة فلا محالة سيجعل البشير من حماته وطلائعه قوة مروعة تقوم بعمليات سلب وقتل وفتك بالمواطنين ونهب للمحال التجارية والبنوك وبيوت الرأسمالية المستهدفة . هذه الرأسمالية الوطنية إن لم تحمي نفسها بالإنحياز إلى الشعب الذي سيقف معها في حماية نفسها ومالها وتخليصها من نظام الجباية والجمارك الباهظة لتأسيس وبناء دولة الرعاية حتما إن لم تنحاز لهذا الشعب ستزيلها جيوش المخربين الذين أعدهم النظام لإحداث الفوضى القادمة، بالبلاد، وهذه الرأسمالية الوطنية عليها أن تبحث عن بيوت الأمانة \"والعيون المليانة\" وتستأمنها على أرواحها وأموالها وتدعم مسيرتها بما تيسر لتحقيق مشروع الخلاص الذي سيجنب البلاد عموما غُمّة قادمة، وسيضمن لهم موقعا حقيقيا كشريك في تأسيس دولة الرعاية وبناء إقتصاد سوادني معافى على أسس إقتصادية يتنادى لها هؤلاء في مؤتمر إقتصادي جامع لا يستثني منهم أحد، هذا وإلا الانحياز لدعم الطغمة الفاسدة وتذخير بنادقهم لطحن الشعب المقهور ودعم مشروع (أبو العفين) القادم، وفي الختام عليهم ألا يخافوا أن الشعب السوداني سيطلب منهم أن يستوردوا مما يستوردوا شعبا تونسيا.