مناظير العلمانية هى الحل..اا د. زهير السراج [email protected] * الدين أسمى من أن يخوض به البعض فى وحل السياسة، لقد انزله الله سبحانه وتعالى لهداية الناس وتطهيرهم، ولكن البعض يصر على تحويله من وسيلة هداية الى أداة صراع سياسى لخوض معارك دنيوية بحتة لا علافة لها بالدين الذى يصعد بالانسان من عالم البشر السفلى الى عالم الطهر والسمو الروحى ..!! * والسياسة أمر دنيوى يلجأ فيها السياسى الى الكثير من الالاعيب والحيل والممارسات التى لا تتفق مع الدين لتحقيق المصالح السياسية، كما وان الانسان مخلوق انانى يسعى فى كل الاحيان لتحقيق مصالحه، وقد لا يكون فى هذا السلوك عيب أو خطأ اذا تحلى الانسان بالنبل واخلاق الفرسان فى ادارة الصراع ..!! * غير أن من المستحيل حسب التجربة الانسانية الممتدة منذ أن خلق الله الانسان وحتى الان أن يتجرد الانسان فى صراعاته الدنيوية لتحقيق مصالحه الشخصية من صفاته البشرية، حتى لو كانت هذه الصراعات مع أقرب الأقربين، والدليل .. قصة هابيل وقابيل التى قتل فيها الأخ أخاه لتحقيق مصلحة دنيوية شخصية، رغم أن الشر لم يكن قد بلغ وقتذاك ما بلغه الان ..!! * والتجربة الانسانية الطويلة توضح بجلاء أن الزج بالدين فى السياسة وفى الصراع الدنيوى كان له الكثير من السلبيات مما حدا باليعض ان يلوم الدين ويصفه بكل جهل وغباء ب( أفيون الشعوب )، أى (مبيد الشعوب)، رغم أن الدين هو محيى الشعوب، لأنه يجعل الانسان يتمسك بالأمل وهو موقن ان العدل إن لم يتحقق له فى الدنيا، سيتحقق له فى الآخرة، وهى قيمة عظيمة لا تعادلها أية قيمة أخرى فى الحياة ..!! * وحتى لو افترضنا أن الذى يستخدم الدين من غير الأنبياء والرسل الذين كانت مهمتهم ومعركتهم الأساسية هى نشر الدين الذى انزله الله عليهم لهداية البشر الى عبادة الله الواحد الأحد كان صادقا فى استخدامه للدين فى صراعاته السياسية من أجل تمكين الدين فى المجتمع الانسانى، فان الخصوم قد يتعرضوا للدين بما يجعله هدفا للانتقادات والمزايدات والأطماع البشرية وهو ما يبتعد به عن اهدافه النبيلة ..!! * ولو تمعنا فى تاريخ التطور البشرى فى كل مجالات الحياة .. الاجتماع والصحة والاقتصاد وأى مجال آخر، لوجدنا القيم الدينية تترسخ يوما بعد يوم وتقتحم حياة الناس ( بما فى ذلك الملحدون) وقوانينهم الوضعية بكل قوة.. وإذا أخذنا كمثال على ذلك التدخين أو ممارسة البغاء ( الزنا) أو شرب الخمر، لاكتشفنا أنها فى الطريق الى الانقراض بعد ان اقتنع الناس بخطورتها الكبيرة على الحياة وشرعوا فى سن القوانين التى تكافحها وتمنع استخدامها، وهو ما أمر به الدين قبل قرون طويلة .. وما ينطبق على الصحة والاجتماع ينطبق على الاقتصاد الذى بدأ يتجه نحو قيم أقرب الى ما دعا اليها الدين ..!! * إذن، فالدين ينتشر ويقتحم ويتمكن ويعلو يوما بعد يوم بدون الحاجة الى الزج به فى الصراعات السياسية، فلماذا نزج به فى الصراعات السياسية والمطامع الشخصية ونحمله فوق ما لا يحتمل ونعرضه الى ما لا يجب أن يتعرض اليه؟!