.. [email protected] قناة الجزيرة القطرية تلك الآلة الاعلامية الضخمة التي تنطلق من دولة قطر الشقيقة بكل هذه الامكانات الهائلة التي لا يمكن بالطبع ان توفرها الاعلانات التجارية او بث الرسائل القصيرة او حتي الرعاة التي تتصدر اسماء مؤسساتهم عددا من البرامج التي يتبنون رعايتها..فقياسا للكادر الضخم من الاعلاميين والصحفيين والمراسلين والطاقم الفني والمكاتب المنتشرة في كل انحاء العالم ..فضلا عن الحركة اللوجستية لكل تلك الجيوش التي تلاحق الأحداث أو حتي تصنعها..فان الميزانية التي تتوفر لهذه القناة في تصوري تفوق ميزانية دول بحالها من اقطار العالم الثالث النامي . ..بالطبع ليس هذا موضوعنا ..فهي محطة فضائية وان بدت متظاهرة بالاستقلالية عن دولة قطر الغنية وتحاول النأي بنفسها عن تبني وجهة النظر القطرية الرسمية تجاه كثير من القضايا الداخلية والخارجية وتتعاطي بحيادية حذرة تجاه الدور الكبير الذي تلعبه قطر في محاولات حلحلة كثير من العقد في حبل التواصل العربي سواء في لبنان أو السودان أو حتي ابعد من ذلك في طموحاتها لتبوء مركزا اماميا في المشهد العربي والاسلامي بصفة اخص.. والعالمي بصورة أعم...وذلك من حقها طبعا... وهذا ايضا ليس لب موضوعنا.. فان دور القناة في تغطية بعض الاحداث منذ حرب العراق وافغانستان قد بات واضحا في تبني ودعم وجهة نظر الجماعات الاسلامية .. فقد كانت القناة الوحيدة التي سمحت لها حركة طالبان بافتتاح مكتب في كابول ابان فترة حكمها..رغم ان طالبان قد أفتت بحرمة التلفزيون والتصوير وحطمت الكاميرات .. بل وكانت الجزيرة القناة المتفردة المتبنية لبث أشرطة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري حتي بعد سقوط نظام طالبان.. بل ولا زال مراسلوها أحمد زيدان وسامر علاوي وغيرهما مسموح لهم الان بالوصول الي معاقل المقاتلين الافغان والباكستانين في مغارات الجبال ومعسكرات تدريبهم..وقد شكّت السلطات العراقية في علاقة الجزيرة بالمقاتلين الذين كانوا ولا يزالون يهددون الامن العراقي بالتفجيرا الانتحارية فاغلق مكتبها في بغداد أكثر من مرة.. اليوم احرقت سيارة التغطية الخاصة بها في مدينة طرابلس اللبنانية اثناء المظاهرات المؤيدة..لتيار 14 آذار التابع لتيار المستقبل الداعم لرئيس الوزراء المنصرف سعد الحريري.. لقناعة الجماهير الغاضبة بان الجزيرة تروج لتيار 8أذار المتبني لوجهة نظر حزب الله الاسلامي الرافض لمبدأ المضي في كشف قتلة السيد/ رفيق الحريري.. والجزيرة أول من طار الي لندن للالتقاء بالشيخ راشد الغنوشي الزعيم الاسلامي التونسي المقيم في لندن بعد سقوط طاغية تونس.. وكانت القناة الاولي التي حطت في اليوم التالي لنجاح الثورة التونسية .. ولعلها تلعب دورا كبيرا الآن في توجية دفة الامور الحائرة الي جهة بعينها في ظل غياب الرؤي الاخري للخروج من مأزق ما بعد سقوط بن علي.. بل وهي تبث هذه الأيام تحديدا.. حلقات مكثفة لماأسمته ( كشف المستور ) في المفاوضات الفلسطينية الاسرائلية علي غرار ما فعله موقع.... ( ويكليكس ) أخيرا ..وايضا..فلسنا في موضع المدافع عن جماعة السلطة الفلسطنية ..فهم أولي بالتصدي للموضوع بانفسهم ..ولكن ما يهمنا هو ان نشير الي ان التوقيت قصد منه تحريك حركة حماس الاسلامية للخروج من عزلتها في هذا الوقت الذي يتمدد فيه لهيب الشارع العربي لتأخذ حصتها في نجاح الانتفاضات التي تغطيها او قل تعمل الجزيرة علي تجيرها لمصلحة التيار الاسلامي ..ليكون النار البديلة لرمضاء الاتظمة القائمة.. وما يهمنا في هذا السياق انها وفي ظل ممالاتها للحركات الاسلامية قد غيبت صوت الشارع السوداني تماما وململته بعد انتفاضة تونس وهي التي استحثت الشارع المصري الذي لايبدو اكثر سوءا في حالته المعيشية وانعدام الحريات السياسية عن الوضع في السودان ومع ذلك اهملت الجزيرة ما يحدث في السودان وحملت عدتها بعد تغطية استفتاء الانفصال الذي تظاهر الاسلاميون من باب سد الذرائع انهم ضده بالاعلان من خلال فتاويهم بينما هم فرحون في دواخلهم لاندياح غمة الجنوب عنهم بعيدا.. وحتي في تغطية برامجها الاقتصادية لازمات المعيشة والاسعار ومظاهراتها ركزت في البؤر التي يتحرك فيها الشارع ويمكن ان تحسب تلك التحركات لحركات الاخوان المسلمين في اليمن والأردن..ومصر..والجزائر وسوريا..ودلفت حتي في استطلاعاتها الي القلعة الليبية. وهي دول تجاوبت حكوماتها مع صوت الشارع فيها واعلنت حزما من الاجراءات الداعمة لرفع المعاناة عن كاهل شعوبها سواء علي مستوي المعيشة او البطالة.. فيما غضت الجزيرة الطرف عما يحدث في السودان وقد سبحت حكومته عكس ذلك التيار وزادت باصرار اسعار السلع الهامة في حياة الناس ولم تحرك الجزيرة ساكنا للحديث عن الموضوع في تحليلاتها ولقاءتها.. ولا حتي عبر اصوات مراسليها في السودان التي سكتت بصورة تامة وسط الضجيج التونسي والحريق اللبناني.. بالطبع لا أحد يرفض حرية الاعلام وتمدده للوصول الي الناس في كل مكان ليكون منهم واليهم .. ونؤمن بعدم وجود أعلام حر بالصورة المطلقة. دون ان ينحاز لجهة ممولة او متوافقة فكريا معه...ولكن ما تقوم به الجزيرة في مواقع الاحداث باندفاع .. وتتراخي عن مواقع اخري يثير تساؤلات كبيرة.. أهمها هل اصبحت قناة الجزيرة فعلا جمهورية اسلامية فضائية قائمة بذاتها لها سلطتها ومفتي ديار لحاله.. يحلل ويحرم في شئؤن السياسة واندلاع الثورات.وأين تقوم واين تخمد؟.هنا أوهناك..فيما تتجاهل القناة عمدا ذكر ضوائق وغضب واحتقان الشعب الذي علم الناس كيف تكون الثورات.. أما في المسالة خيار وفقوس؟؟ .. ..نتسأل في براءة؟؟؟ فهل من مجيب..والله المستعان وهو من وراء القصد.. مواضيع ذات علاقة: قناة الجزيرة تدافع عن النظام السوداني وتقسو على النظام المصري بقلم خالد أبو أحمد