[email protected] ربما لقلة ثقتي في (ذمة) الشغالات، وربما بسبب وصايا أخواتي المشددة -من واقع خبرتهن في هذا المجال- بعدم ترك شؤون الأكل والموية للشغالات، كنت أحرص على غسل حافظة المياه يوميا بنفسي وأعيد ملأها بالماء البارد، ولكن زنقة مجموعة من التكاليف ذات صباح أجبرتني على (تكل) تلك المهمة على الشغالة.. قضينا –أنا وعيالي-سحابة يومنا ذاك نشرب ما نروى من تلك الحافظة قبل أن -تهف لي ساكت كده– بعد الظهر أن أفتح غطاء الحافظة لأتفقد كمية المياه..!! لأتفاجأ بوجود كتل سوداء متناثرة وسط طبقة الطين اللازب المترسبة في قعر الحافظة... يوووع. يبدو أن الشغالة المسلمة وال محل ثقي، لم تكلف نفسها عناء غسل الحافظة من الترسبات الطينية التي تخلفها موية الأيام دي في قعر مواعين شربنا، ليس هذا وحسب ربما –الله أعلم– زادت الطين بلة ب كشحة كشحتين من الحصى والأحجار.. سألتها في (خلعة المقروف) عن فعلتها، اكتفت بالتبسم دون أن تقول شيئا، وعندما حاصرتها ب ليه عملتي كده؟؟ وعدتني ضاحكة بأنها سوف تحرص على غسل الحافظة المرة الجاية.. هو لسه فيها مرة جاية؟؟ يا حلولِك!! حكت لي جارة صديقة عن غتاتة وسواد نية إحدى معارفها، فقد كانت صديقتي في بيت الأسرة الكبير (الحوش) أثناء زيارتها لقريتهم.. وبينما كانت تجلس بالقرب من نافذة تطل على فناء واسع تتوسطه شجرة نيم ظليلة توجد تحتها (مزيرة).. كان الوقت ظهيرة وقد عم السكون وانعدمت الحركة، عندما فتح باب الحوش ودخلت منه تلك القريبة الغتيتة تحمل طفلتها الصغيرة في (صفحتا).. أثناء عبور تلك القريبة الحوش إلى الداخل طلبت منها طفلتها ان تسقيها، فعدلت من وجهتها للداخل وسارت في اتجاه المزيرة، بينما ظلت صديقتي تراقبها من موقعها خلف النافذة بغير قصد ودون أن تعلم تلك القريبة أن هناك من يراها.. انحنت إلى الأرض ورفعت (كوز الموية) الذي غطاه التراب والحصى بعد أن حملته الرياح ورمته بعيدا عن مكانه أعلى غطاء الزير.. تقدمت من المزيرة وهي تحمل صغيرتها بيدها اليسرى و(الكوز) المتسخ في يمناها.. لم تتردد في فتح غطاء الزير الأول وإدخال الكوز لتغسل عنه التراب بيدها داخل الزير، ثم فتحت الزير الآخر وملأت منه الكوز النظيف بالماء وسقت صغيرتها ثم استدارت لتدخل على أهل الدار و(لا عليها).. أخبرتني صديقي أنها انسحبت من أمام النافذة بسرعة، حتى لا تتسبب بالحرج لقريبتها عندما تعلم ان هناك من رأى وتابع فعلتها الذميمة.. حدثتني عن شعورها بالصدمة والدهشة من سواد النية والغتاتة التي قد تدفع أحدهم ليتصرف بهذه الطريقة. دفع الى مقدمة ذاكرتي بهاتين الحادثتين، ما تناقلته الصحف والمواقع الإلكترونية عن محاكمة خادمتين آسيويتين في السعودية، بعد أن ثبت أنهما كانتا تقومان بتقديم الشاي لمخدومتهما بعد أن تخلطاه ببعض مخزون مثانتيهما، ولم يكشف عملتهما تلك إلا اصابة ربة عملهما بالتهاب بكتيري في المعدة من كثرة ما تناولته من البول!! مما دفعها لتذهب في ذات يوم بكوب الشاي إلى المعمل، بعد أن شكت في الرائحة الغريبة المنبعثة منه فقد ظنت بأنهما تضعان لها السم. ربطت بين الحادثة وبين ما تابعته على قناة (mbc4) في حلقة من حلقات د.فيل، فقد كانت عن تصرفات بعض المضيفين (الجرسونات) في المطاعم الأمريكية.. فعندما يزعجهم الزبون بكثرة الطلبات أو التذمر من الخدمة وجودة الطعام، لا يترددون لحظة في تزيين وجبته بلعابهم قبل تقديمها إليه، تحدث د.فيل عن أن البصق داخل طعام أو شراب مرتادي المطاعم يعتبر (تصرف عاآآآآدي) وسط الندلاء والعاملين بتلك المطاعم... يوووع. عارفين يا جماعة تفاقم الظاهرة اللا انسانية دي سببو شنو؟؟ خموا وصروا.. القيامة قربت تقوم..!! ففي معنى حديث قدسي للرسول صلى الله عليه وسلم، أنه سأل سيدنا جبريل عن: هل سينزل إلى الأرض بعد أن يُقبض صلواته وسلامه عليه، فأجبره سيدنا جبريل بأنه سينزل في آخر الزمان ليرفع في كل مرة صفة من صفات الخير وينزعها من قلوب البشر.. لا أذكر نص الحديث جيدا فلعله قال إن آخر ما سوف ينزعه من قلوب البشر هي الرحمة. يتخيل لي يا جماعة الخير إنو القصص الواردة اعلاه بتؤكد أن الضمير قد انتُزع من قلوب البشر.. أما الحوادث التي تتعرض لها فلذات قلوبنا الصغار بصورة متكررة من الوحوش الآدمية، فتحكي عن انتزاع الرحمة من تلك القلوب.. الله يستر.. مش قلت ليكم القيامة قربت تقوم؟ الرأي العام