[email protected] درج النظام القمعي الجاثم على صدورنا منذ 21 عاما على تأويل غريب لنتائج الاخطاء والممارسات غير السوية التي اقترفتها يداه بحق الوطن والمواطن يتمحور ذلك التأويل حول كلمة عقائدية واحدة وهي ابتلاء. دعموا جماعات التمرد والأرهاب حول العالم في مصر والجزائر وتونس ودول الخليج العربي ووطنوهم في ارقى احياء الخرطوم حيث فتحت لهم أبواب كل شئ من معسكرات التدريب والسلاح والتخطيط وزودوهم بجوازات سفر دبلوماسية سودانية لتسهيل حركتهم فامتدت ايادي تلك الجماعات الى دولها في اسوأ موجة ارهاب تشهدها المنطقة بما فيها السودان فكانت أحداث مسجد ام درمان والخليفي ومحاولة اغتيال حسني مبارك وأحداث الجزائر وغيرها كثير ، حينها كان لزاما على تلك الدول ان تدافع عن نفسها فلجأت الى مجلس الامن والحصار الاقتصادي والتضييق على كل ماهو سوداني فلما اشتد الامر علينا قالوا لنا ان ذلك ابتلاء من الله وامتحان حتى يعلم الله الذين صدقوا منكم ويعلم الكاذبين فيجب علينا ان نتقبل الغلاء وشح المواد والجوع ، علينا ان ننظر الى ابناءنا يموتوب بين ايدينا في مستشفيات افتقرت لكل شي حتى الموت الرحيم ونحن نبتسم علينا ان نصبر ونحن نهان في كل مطارات الدنيا لاننا نحمل ذلك الجواز الذي يحمله كل ارهابي العالم ، علينا الصبر لأن ذلك ابتلاء جزاءه الجنة. جاءت الانقاذ في الثلاثين من يونيو قبل يوم واحد من توقيع اتفاقية الميرغني قرنق بل جاءت لوأد ذلك الاتفاق قبل ميلاده كما صرح بذلك كل زبانية النظام وكان لهذه الاتفاقية لو قدر لها أن تتم أن تنهي حرب الجنوب الى الابد في اطار لا يخسر فيه احد وفي اطار السودان الموحد ، في ذلك الوقت الذي جنح فيه الكل للسلم والحوار جيشت الجيوش واسكت صوت العقل فلم نعد نسمع الا لعلعة الرصاص ونحيب الثكالا وانين الجرحى وبكاء اليتامى كانت الحرب المقدسة بأسم الدين والجهاد ليتم التغرير بالاطفال والطلاب والتلاميذ ليؤخذوا الى جنة عرضها السماوات والارض حيث الحور العين وأرواح الشهداء التي ترفرف على حواصل طير خضر ، لتتم أسوأ جريمة في حق الانسانية راح ضحيتها الملايين بين قتيل ومعوق وتهجير شعب بأكمله وتحويله الى لاجئين ونازحين ، في ذلك الجو كنا لا نسمع الا زغاريد الشواذ في أعراس الشهيد مؤذنة بوصول رتل جديد من جثث القتلى من الطلاب والمراهقين والاطفال ، وعلينا ايضا أن نصبر ونقبل لان ذلك ابتلاء يستوجب الصبر عليه وبعد 21 عاما من اتفاقية الميرغني التي أجهضوها رجعت الانقاذ الى اتفاقية أسوأ بكثير أدت الى تفتيت السودان وتقسيمه وليتها توقف الحرب التي أرى بوادرها على الافق فكان تصويت الجنوبيين للانفصال وتقسيم السودان ابتلاء يستوجب الصبر عليه وبعد أن عظم صبرنا وابتلاءنا في أهل الجنوب كان لابد للخير أن يناله غيرهم وهذه المرة كان الامتحان عسيرا مسرحه دارفور فوعدونا بالخير والتنمية والتطور فقط علينا أن نقسم لقمة أطفالنا معهم ، علينا أن نجوع ونموت من الجوع اذا لزم الامر في سبيل أن يعيش أبناءنا الذين لم يأتوا بعد ، فذقنا مر المعاناه وكل اهلنا في دارفور يتنازلون حتى عن أوقية السكر من أجل مشاريع المستقبل وكلهم أمل في غد مشرق وهم يصابرون فكله ابتلاء وامتحان يستوجب الصبر فكانت الكارثة عندما علمنا بان كل ما ادخرناه قد سرق ونهب من رموز النظام ، طريق الانقاذ الغربي الذي طالما انتظرناه وأوقية السكر التي حرمنا منها ابناءنا من أجل المدارس والمستشفيات ومصل التطعيم وغيره كثير كله قد صار في جيب هذا المسئول او ذاك عندما ثار أهل دارفور عمل النظام فيهم بطشا وتنكيلا لم يشهده الاولين والاخرين وأحرق الأطفال والنساء في قراهم في مشهد تقشعر منه الابدان بأيدي مليشيات الجنجويد، في هذه المرة فقط لم يقل النظام بأن ذلك كان ابتلاء ان هذا التفسير والتأويل لأخطاء حكومة الانقاذ ينم عن سفه وجهل واستخفاف بعقول الشعب السوداني هذا السفه يتجسد بصورة واضحة في طريقة تفكير وحديث رأس النظام فبتنا نسمع الفاظ وعبارات عيب ان تصدر من انسان سوي ناهيك من ان نسمعها من رئيس لدولة بحجم السودان ولكن هذا زمن المهازل فماذا نقول في رئيس تحمي نظامه المليشيات والعصابات ، هذا هو عين الابتلاء يا سيادة العميد حمادة الكنزي [email protected]