إليكم .......... الطاهر ساتي وعيد قوش.. وتوطين الفساد بالداخل...!! ** الفريق أول صلاح عبد الله، مستشار الرئيس للشؤون الأمنية وأمين أمانة العاملين بالحزب الحاكم يتوعد بأن محاربة الفساد والمحسوبية من الشعارات الحقيقية التي سترفعها الحكومة في المرحلة القادمة.. أوهكذا جاء الخبر بالخط العريض في صحف الأسبوع الفائت، وهذا يعني بأن هناك فساد ومحسوبية منذ ربع قرن إلا قليلا بدهاليز السلطة وأجهزة الدولة ولكن- لسبب ما - لم تكن تحاربهما الحكومة،و أبقت عليهما ورأت أن من الأفضل تأجيل محاربتهما إلى مرحلة الجمهورية الثانية، أوهكذا تفسيري لوعيد صلاح قوش..عفوا، لكي لانظلم الحكومة ومستشار أمنها، هناك تفسير آخر لذاك الوعيد، وهو : ربما سحب الشعارات الإسلامية التي بسطتها الحكومة تحت سماء البلد طوال العقدين ونيف ، لم يكن بها شعارا يصلح بأن يكون حربا ضد الفساد والمحسوبية، أي كل تلك الشعارات التي من شاكلة ( القوي الأمين، هي لله ولا للسلطة ولا للجاه، لا لدنيا قد عملنا، الشريعة بكل تفاصيلها وبما فيها سياط قدوقدو)،كلها كانت شعارات أضعف من أن تحارب الفساد والمحسوبية في حكومة البدريين ، وأخير- وهم على أعتاب الجمهورية الثانية - عثرت عبقرية حكومتهم ومستشار أمنهم على شعار يحاربون تحت ظله الفساد والمحسوبية، ربما..غيرهذا وذاك لم يجد عقلي تفسيرا منطقيا لوعيد صلاح قوش الذي أعاد إلى ذاكرتي قصة إتحاد المرأة بإحدى القرى النائية ، حيث رفع إتحادهت شعارا ذات يوم ،توعدن فيه بالنص : نتوعد أمريكا ونحذرها من مغبة دعمها لإسرائيل.. وعيد قوش للبدريين المفسدين لايختلف كثيرا عن وعيد ذاك الإتحاد النسائي لأمريكا وإسرائيل، أي كلاهما يتوعد للإستهلاك السياسي فقط لاغير..!! ** المهم، أي ما سبق ليس مهما، فلنقرأ الرسالة التالية، وهي بتاريخ 31 يناير الفائت..( السيد / م ش أ / المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،الموضوع : المعدات الخاصة بزراعة الكبد .. بالإشارة للموضوع أعلاه، وحيث أنكم قمتم بإيداع بعض الأجهزة والمعدات الخاصة بزراعة الكبد، أرجو توجيه إدارة المستشفى بمستقبل هذه الأشياء حتى لاتنتهي مدة صلاحيتها وتفسد، وذلك إما أخذها أو التبرع بها للمستشفى للتصرف فيها، وشكرا..د/ حمزة خميس، مدير المركز القومي لأمراض الجهاز الهضمي والكبد، بمستشفى إبن سيناء )..هكذا نص الرسالة التي أرسلتها إدارة مستشفى إبن سيناء، الأسبوع الفائت، للشبكة الإقليمية لزراعة الأعضاء بالسعودية، وهي الجهة التي جلبت تلك المعدات المذكورة إلي المستشفى لتنفيذ أول وأكبر مشروع لزراعة الأعضاء بالسودان، بعد توقيعها لعقد الإتفاق مع وزارة الصحة في العام الفائت.. والمشروع لا يزرع الكبد فقط، بل الإمعاء والرئة والكلى والقرنية أيضا، وهو الثاني عربيا والأول إفريقيا، ووفرت تلك الشبكة الإقليمية كل معامل ومعدات أجهزة المشروع، وكان يجب أن ينطلق قبل نصف ، ولكن النهج الفاسد لوزارة الصحة تلكأ في تنفيذ المشروع ، حتى تكاد معداته أن تفسد كما يشير الخطاب ..!! ** سأختم الزاوية بسبب تلكؤ وزير الدولة بالصحة وتبرير رفضه لإنطلاقة المشروع ، ولحين الخاتمة إليكم هذه المعلومات..آخر إحصائية لمرضى الفشل الكلوى بالسودان، تقدرالعدد الرسمي المسجل بكشوفات المشافي ب ( 4000 مريض)، والمشافي المؤهلة لإجراء عمليات زراعة الكلى بالسودان هي فقط أحمد قاسم وإبن سيناء وودمدني، تلك هي المشافي التي تجري عمليات زراعة الكلى بمعدل ( 8 عمليات شهريا )، وهذا يعني بأنها بحاجة إلى فترة زمنية تعادل (41 سنة )، لتجري عمليات ( 4000 مريض )..هكذا الواقع المؤلم لمرضى الكلى في البلد، ولذلك ليس بمدهش بأن (60%) من مرضى الكلى بمستشفى سعد التخصصي بالدمام - السعودية - من أهل السودان، وهذا ما تسميه الحكومة بتوطين العلاج بالداخل..(3 مستشفيات )، بمعدل (8 عمليات شهريا )، لصف قوامه ( 4000 مريض منتظر)، ولكي لاينتظروا ( 40 عاما ) يرهقون أنفسهم وأهلهم بالرحيل إلى مشافي الدنيا والعالمين، لدرجة تشكيلهم نسبة (60%) من مرضى مستشفى سعودي واحد فقط لاغير، وهذا - بالنهج الحكومى - يعد بمثابة توطين العلاج بالداخل..شعار سياسي لايختلف - شكلا ومضمونا - عن شعار مكافحة الفساد والمحسوبية في المرحلة القادمة.. ورغم هذا البؤس، يتلكأ وزير الدولة بالصحة في تنفيذ مشروع زراعة الأعضاء بالسودان، ويقابل هذا المشروع - الذي إكتمل عدة وكادرا - بنهج ( دس المحافير ).. وغير تلك الرسالة، إستلم وزير الدولة بالصحة رسالة أخرى من ذات الشبكة الإقليمية، يوم الخميس الفائت، تخطره بعدم رغبتها في تنفيذ المشروع بالسودان في ظل النهج الإداري السائد بوزارة الصحة والذي يعكس بأن السودان ليس بحاجة إليه، هكذا محتوى الرسالة .. من يخبر تلك الشبكة الإقليمية بأن أهل السودان بحاجة إلى هذا المشروع ولكن صراعا بين وزير الدولة وبطانته ووكيل الوزارة وبطانته يحول دون إنطلاقة المشروع ، رغم حاجة الألاف إليه ؟.. نعم صراع مراكز قوى ليس إلا، يعطل إنطلاقة المشروع ويدفع ثمنه المواطن..من المستفيد من هجرة السودانيين إلى الخارج لزراعة الكلى والكبد والإمعاء والقرنية بملايين الدولارات ؟..ومن المستفيد من تدمير مشافي البلد العامة ؟..ومن هم أصحاب المستشفيات الخاصة التي تستفيد من تدمير المستشفيات العامة ؟..ومن هم أصحاب مكاتب العلاج بالخارج ؟..على مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية أن يطرح تلك الأسئلة على السادة بوزارة الصحة وبطانة السوء التي تحيط بهم،لا ليحاربهم، فالشريعة المرفوعة شعارا لاتحارب البدريين ولو فسدوا ، ولكن فليسألهم تلك الأسئلة ليعلم بأن الفساد في السودان لم يعد ظاهرة يمارسها بعض الأفراد ، بل صار..( نهجا ونظاما كاملا ) ..!! .............. نقلا عن السوداني