.. منى سلمان [email protected] الحليفة والتحليف من اخص خصائص النساء وعليك الله، وخصمتك بالنبي .. والنبي يقيف ليك جبل .. والقطاعة .. وقطاعتك تقطعني، من اكثر مصطلحات الحليفة التي تستعملها النساء لطلب أو فرض امر ما على احداهن. من الطف ما سمعت من صيغ التحليف التي كنت أكثر من استخدامها حتى صارت لازمة من لوازمي، وما ذلك إلا لانبهاري بالمعنى الذي ترمز اليها وهي صيغة: (زربتك ب النبي)!! ولطفها يأتي من جمال الصورة التي ترمز اليها كلمة (زربتك) .. فالزريبة والزرب تعني الاحاطة بسياج من الحطب والقش ومعنى المصطلح أو صيغة الحليفة هي: انني احيطك بمعزة النبي عليه الصلاة والسلام فلا تستطيع الفكاك منها أو رفض ما اطلبه منك. وتستعمل الحليفة للدلالة على المعزَّة والاهتمام فعندما تقيم احداهن دعوة على طعام فعليها الاكثار من الخصيم والعزومة على المدعوات للأكل و(عليك الله كان ما اكلتي .. والنبي ضوقي ده) من الضرورات الحتمية في الدعوات والعزايم، لان البعض من أمهاتنا وحبوباتنا لا يمكن أن يمدددن ايديهن للاكل بدون حليفة، وغالبا يقمن (بتشنيف) صاحبة الدعوة قائلات: بري يا يمة.. رمت لينا الاكل وهي ساكتة خشوما عندها ... لا عليكم الله .. ولا النبي فيكم ... التقول خايفانا ناكل الاكل كلو!! اما اذا اعتذرت في احدى الدعوات عن التحلية أو عجلت بالخروج، فلابد للمضيفة ان تطاردك حتى الباب ب: هي يا يمة القطاعة .. أكان ما ضقتي الحلو!! جمعتني ترتيبات الجلوس للغداء مع صاحبة الدعوة على نفس الصينية بالصدفة، فكانت تقوم بادخال يدها داخل صحن الملاح لاخراج قطع اللحم وتوزيعها على الموجودات حول الصينية وهي تقول لكل واحدة منا: خصمتك بالنبي كان ما ضقتي اللحمة .. لحمة المفروكة طاعمة والله. وقبل ان تمتد الأيدي للضواقة تكون يد ابنتها الجالسة معنا على نفس الصينية قد اسرعت بخطف قطع اللحم الموزعة واعادتها الى صحن الملاح مرة أخرى وتزجر أمها قائلة: عليك الله يمة... بطلي حركات التخلف بتاعتك دي.. العاوز ليهو لحمة ما يشيل براهو!! ومن ناحية اخرى هناك تهديد بالويل والثبور لمن لا تعز الحليفة وتستجيب لها، فتحكي النسوة عن من اصابها العمى أو الشلل (اتكسرت عشان ما عزت الحليفة) كما يتداولن قصة الحاجة التي نوت السفر للحج بالباخرة، ولكن الباخرة توقفت في منتصف البحر ورفضت العبور حتى ميناء جدة وبسؤال أحد الصالحين من ركاب السفينة، افتى بان السبب هو وجود امرأة على السفينة لا يرغب الرسول (صلى الله عليه وسلم) في رؤيتها لانها لا تعزه في الحلف ولا تستجيب للحليفة !! ولذلك نجد ان اشد صيغ التحليف سرعة في الاستجابةً هي: عزي النبي..أو عزي الرسول يا فلانة.. فلا يمكن التخارج من الحليفة إلا بالتحايل على الحلف ورده بالقول: النبي عزيز وبلدو بعيد. أو كما كنا نقول في الطفولة: الله يعزو والكافر في النار بلزو أو باستعمال تكتيك خير وسيلة للدفاع الهجوم فتبادر الواحدة بالقول: عليك النبي كان تحلفيني .. اعفي لي عليك الله.. أما الحلف في عالم الرجال فينحصر في مصطلحات محدودة غالباً يكون المهدد فيها النساء مثل (على بالطلاق ... حرَّم ... وعلىَّ القسم .. وعلىَّ اليمين)، من أشهر صيغ الحلف التي يتبرع بها الرجال دون مراعاة لما قد يترتب على تلك الحليفة من تبعات، ففي السوق وفي العزايم وحتى في الكوتشينة والضمنة يكون الفيصل في الخلاف طلاقات وحرامات (ما تديك الدرب). 0 كان حاج (الماحي) يجلس امام باب البيت ويضع امامه صينية الشاي عندما مر من امامه جاره حاج (الطيب ود أب شورة)، وبعد السلام عزم حاج (الماحي) على حاج (الطيب) على كباية شاي وهو يقول: اتفضل اشرب معاي الشاي يا حاج. اجابه الحاج: والله ما بقدر .. قبل شوية شارب لي كباية!! صب حاج (الماحي) الكباية وهو يقول: حرم ما بتسوي ليك شيء ... على الطلاق كان تشربا! ولكن حاج (الطيب) اصر على الاعتذار وهو يقول: والله ما بتنفعني يا حاج .. انت ما عارف المصران بيتعبني!! عفا عنه الحاج وودعه ولكن في داخل الحوش حيث كانت حاجة (الرضية) زوجة حاج (الماحي) تسمع الحوار، اسرعت بلبس ثوبها وخرجت للحاج قائلة: اجي يا حاج .. داير تطلقني في كباية شاي؟!! اديني الكباية دي جاي!! ثم انطلقت بها لبيت جارتها زوجة حاج (الطيب) وقالت لها: شوفي يا حاجة...انا الكلام الاعوج ما بنفع معاي..دحين خلي حاج الطيب اليشرب الكباية دي... ما بتسوي ليهو حاجة .. ولا كمان دايراني آخر زماني يطلقوني فوق كباية شاي .. والله ياهو!! الرأي العام