[email protected] لم يكن جنوب السودان دولة قائمة بذاتها في يوم من الايام فالسودان الاوسط والشمالي والشرقي والغربي شهد عدة ممالك ودويلات سادت ثم بادت ففي التاريخ القديم هناك مملكة كوش ونبتة ومروي ونوباديا والمقرة وعلوة وفي السودان الوسيط هناك سلطنة الفونج وتقلي والمسبعات وسلطنة دارفور . الجنوب شهد سلطنات قبيلية مثل سلطنة الشلك ولكنه لم يتوحد كله في يوم من الايام في شكل دولة وتبقى سياسة المناطق المقفولة 1923 في زمن الاستعمار ثم الحكم الذاتي الذي اقرته اتفاقية اديس اببا في زمن نميري هما المناسبتان اللتين اعطيتا الجنوب هوية ذاتية موحدة وان كانت ليست كاملة عليه ان قيام دولة في الجنوب بعد الاستفتاء الذي تم اعتماد نتيجته امس والتي سوف يرفع علمها في 8 يوليو من هذا العام تعتبر هذة الدولة جديدة (لنج) دولة بدات من الصفر اي على الزيرو كما توصف العربات الجديدة لسؤ حظ الجنوب انه حتى في زمن الاستعمار عومل معاملة خاصة فبريطانيا التي كانت تستعمر كينيا ويوغندا والسودان سورت الجنوب بسياسات خاصة جعلته (حفرة) في وسط مستعمراتها ففي شمال السودان اقامت بعض المشاريع التنموية وادخلت التعليم الحديث و في كينيا ويوغندا فعلت نفس الشي اذ قامت بتحديث اقتصادي واجتماعي وتركت جنوب السودان بمعزل شبه كامل عن منجزات الحداثة الاوربية. بعد استقلال السودان دخل الجنوب في معارك هويوية مع الشمال فلم ينعم باي استقرار فاليوم رغم التخلف البادي في شمال السودان وكينيا ويوغندا الا ان الجنوب هو الاكثر تخلفا فهذا يعني ان الدولة الجديدة لن تبتدئ من الصفر انما من تحت الصفر ف(الله يكون في عونك ياريس سلفا) في تقديري انه يمكن للنخبة الجنوبية الحاكمة التي انجزت (الاستقلال) وبهذة الصورة المدهشة ان تستفيد من حكاية انها ورثت دولة ع الزيرو فاحيانا البدايات من الصفر تكون ايسر من اصلاح المعوج فالبداية من الصفر تعفي من تكبيل الموروث والمادة عندما تكون خامة يسهل تشكيلها فالامر يحتاج الي بعد نظر وحكم راشد وبالمناسبة هناك محاولات من قبل لتشكيل الجنوب باعتباره مجتمعا خاما فالانجليز عندما حكموا السودان في مطلع القرن العشرين استدعوا عالم الاجتماع ايفان برتشارد فاشار اليهم باغلاق الجنوب عن المؤثرات الخارجية حتى ولو كانت اوربية بحجة ان هؤلاء الابرياء سعداء بما هم فيه من بدائية فلماذا نعكر صفوهم باسم الحداثة والتقدم وفي ذلك الوقت كانت نظرية النسبية هي المستاثرة بميادين الفكر في اوربا استمرت هذة السياسة حتى 1910 ثم حاول الشهيد جوزيف قرنق عندما كان وزيرا لشئون الجنوب في بداية عهد نميري ان يطبق الاشتراكية كاسلوب للتنمية قائلا انه يمكن القفز من المشاعية البدائية الي الاشتراكية دون المرور بالاقطاع والراسمالية اي انه اختصر نظرية الحتمية التاريخية الماركسية التي كان يؤمن بها من المؤكد ان حكام الجنوب لن يقعوا في مثل المطبات النظرية اعلاه ولكن عليهم ان يدركوا انهم سوف يحكمون دولة ليس لديها مواريث حكم مستقلة ولكن الخوف كل الخوف ان يسير حكام الجنوب على ماهو عليه الحال في السودان القديم وكينيا ويوغندا حيث القبلية والفساد الاداري والكنكشة عليهم ان يصبحوا حكام جدد وبافق جديد لبلاد جديدة لكن بيني وبينكم اذا صدقت المقولة التي تقول (الصبي من تبتو والعرس من بشتو والخريف من رشتو) وهذة يمكن تلخيها في (الجواب يكفيك عنونه) فان الامر لايبشر بخير (افتكر مافي داعي لوضع الملح في الباسطة فاليوم يوم افراح بالنسبة للاخوة الجنوبيين) وقديما قالوا من شابه اباه فما ظلم واكيد من عاشر قوما ستة سنوات سوف يصبح بازا لهم في كل شئ وبمعدل 6 × 360 ÷ 40 وانا ما بفسر وانت ماتقصر في ايجاد حاصل الضرب والقسمة.