حديث المدينة إعلان..!! عثمان ميرغني السيد الإمام الصادق المهدي نقلت عنه صحف الأمس أنه لن يشارك في الحكومة الموسعة التي دعا إليها حزب المؤتمر الوطني.. ووضع شروطاً من بينها الحريات وحل قضية دارفور والتعامل ب(واقيعة) مع ملف المحكمة الجنائية.. ولمزيد من حقن الشروط بعقار الجدية قال المهدي إن ثورتي أكتوبر وأبريل (مجرد مناظر) للثورة القادمة.. إذا وقعت الواقعة.. ويبدو أن السيد المهدي استفاد من الشرر المتطاير على بوابتنا الشمالية ليثير رعب الحكومة. وبصراحة.. لو شارك المهدي في حكومة موسعة أو مضيقة.. أو قومية.. أو أي اسم آخر.. فسيشتري (الترام) ومعه (الكمساري) فوق البيعة.. يكفي تجربة الأحزاب التي شاركت في حكومة الوحدة الوطنية (سالفة الذكر) وعلى أيديها فقدنا جنوبنا العزيز.. كانت مجرد أحزاب (صحبة راكب) يبتهج زعماؤها بالسفر في بلاد العالم من حر مال فقرنا المدقع.. نحن في حاجة ماسة إلى (إعلان).. (إعلان) سودان جديد بمفاهيم إطارية متفق عليها لا تحتاج لمؤتمر دستوري.. الحكومة تستخدم– هذه الأيام- مصطلح (الجمهورية الثانية).. وهي كلمة مضللة تذر الرماد في العيون.. فهي ليست (ثانية).. هي الأولى.. لأن الوطن الذي أنجبه لنا الواقع السياسي الراهن ليس هو الوطن الذي كان في الماضي.. نحن الآن في وطن جديد.. ويجب أن نرسم المستقبل لهذا الوطن انطلاقاً من الإقرار بأن تجربة الماضي كانت منتهى (الفشل).. والمطلوب الاعتبار بها لتأسيس مستقبل أفضل. نحتاج إلى (إعلان) سياسي يقر بأن دولة جديدة نشأت في السودان وأن المطلوب إعادة صياغة مفاهيم هذه الدولة لتعتبر من كوارث الماضي. هذا (الإعلان) يمكن الاتفاق عليه وصياغته في يومين اثنين بشرط واحد.. أن يختار كل حزب ممثل واحد له.. ثم يجمع ممثلو هذه الأحزاب في قاعة واحدة وتنقل جلساتها على الهواء مباشرة كاملة.. ليرى الشعب كله عياناً بياناً كيف يفكر ساسته.. مستوى جدالهم.. عمق أفكارهم.. وليحكم عليهم.. هل هم جديرون بأن يقرروا مستقبل البلاد.. (إعلان) سياسي تبدأ ديباجته بعبارة ( نحن السودانيين نقر بفشل دولتنا خلال أكثر من نصف قرن بعد الاستقلال.. مما ترتب عليه أن تتآكل من أطرافها. وأننا بهذا نقر بحاجتنا لتأسيس مفاهيم إطارية للعمل العام والسياسي خاصة.. تقوم على قناعة بأن وطننا لا ينقصه الرشد والعقل.. ولكن تنقصه الإدارة). نحن لسنا في حاجة ل(سياسة) بقدر ما في حاجة ل(إدارة).. وأكبر مشاكلنا الآن أن الساسة هم من يتولون (الإدارة). فك الارتباط بين (السياسة) و(الإدارة) هو مربط الفرس في ال(إعلان السياسي) لمستقبلنا.. مطلوب إقرار من الساسة والتزام أن يفصلوا أقدار الإدارة من السياسة.. وعندها لن يهتم الشعب كثيراً لمن (يحكم).. طالما أنه لا (يدير) البلاد. التيار