[email protected] قد إبتلى الله شعب السودان, بثلاث نظم إستبدادية , شمولية , عسكرتارية , عبثت بقيم هذا الشعب الأبي. إثنان وأربعون عاماً من عمر الإستقلال, والبالغ بلغة الأرقام خمسة وخمسون عاماً , يجثم على صدره حكم عسكري آحادي التفكير والمنهج (هذا إذا كان أصلاً يملك منهجاً أو فكراً ). غير تغريب الأفكار , وتنشأة جيل شمولي لا يؤمن بالآخر , ولا يعتز إلا بنفسه. تربت أجيال في ظل هذه العهود الظلامية , ولهذا أجد العذر , كل العذر للشباب الذين تربوا ونشأوا في هذا الوضع غير الطبيعي . ولكني أتحسر على الذين هم خارج هذه الدائرة الشيطانية . ونراهم يساندون تلك الأنظمة بعد أن لبسوا أقنعة الكذب والمصلحة الآنية . وما أكثرهم !!!!!!! الوجوه هي نفس الوجوه , تتكرر في عهد كل نظام ظلامي إنقلابي , يطبلون ويلعنون الأنظمة الديمقراطية , ليتسلقوا المنابر والقيادة , والتي دائماً ما تكون شاغرة لهم ليكتمل الديكور . ويتباهوا بأنهم هم العلماء وأصحاب الرأي السديد وفراس الحوبة .وعند فجر الديمقراطية يهربون كما تهرب الجرذان, وتختبيء داخل جحورها , ولا نسمع لها صوتاً. تغنوا بعبود جبل الحديد,وفي مايو إمتلأت الساحة بالأغاني والأناشيد, والتعظيم والتبجيل حتى بايعوه إماماً للمسلمين (وصار أباً لنا .. أبوكم مين .........نميري ) . مثلما نرى اليوم , ونسمع عبارات ترقى لمستوى التأليه. دائماً مانقول ويقول غيري أن هذا الشعب (شعب معلم ) قام بثورتين شعبيتين لم يسبقنا العالم فيها . فقط لا نجيد ولا نعرف التسويق لأشيائنا .واليوم تصم آذاننا وتغشى عيوننا كلمات وخطب وتقارير مكتوبة ومصورة تحمل كل الإعجاب والإطراء والإندهاش لثورتي تونس ومصر, ونحن سبقناهم بأربة عقود , وفعلناها ثورة شعبية حيرت العالم في منتصف القرن السابق . التحية لك أيها الوطن القامة . والتحية لشهدائك ومفكريك . هذه الأجيال التي تربت في عهد الشمولية , ونظر لها أصحاب الأقنعة الكاذبة , سريعاً ما تذوب , ونسأل الله لهم الهداية ( وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ). ونحن نسمع كل يوم نسبة ال 90% , والتفويض الشعبي الكامل , والولاء المطلق . الذي جعل من قادة هذا النظام يصدق تلك الكذبة , ولا أراه إلا أنه يرى أقنعة لا شخوص. إن ناظره قريب إن شاء الله . والفجر آت آت لا محالة . وقديماً قيل : (( لا يطفو على السطح إلا البيض الفاسد ))