حديث المدينة حتى لا يُغَنِّي الشعب (قلت أرحل!) عثمان ميرغني الفريق أول صلاح عبد الله (قوش).. المدير العام السابق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.. دعا الصحافيين إلى حوار في مقر (مستشارية الأمن).. وطرح فكرة الحوار القومي الشامل الذي لا يستثني أحداً.. من أجل الوصول إلى صيغة قومية لإستراتيجية الأمن في البلاد. الفكرة طبعاً جيدة.. ولكن.. وما أكثر (لواكن) سوداننا (الملكون) دائماً..!! قلت للفريق قوش.. من عندي ولوجه الله.. أتبرع وخلال يومين اثنين لا أكثر بكتابة كل ما ستجود به قريحة الحوار الوطني لأسلمه مخرجات الحوار دون الحاجة لانتظار (ثلاثة أشهر) للوصول إلى هذه المخرجات. ليس لأنني نصف نبي.. ولا لأني (شاطر..شاطر).. بل لأن هذه الأحزاب جلست مع المؤتمر الوطني فرادى وجماعات.. وقالت كل ما عندها مرة ومثنى وثلاث ورباع. وآخر هذه الجلسات (ملتقى كنانة).. فلماذا نستمر في لعبة (حاورني بلا زعل).. الذي تريد الأحزاب أن تقوله للحكومة.. تعلمه الحكومة جيداً.. فلماذا لا تنفذه.. بل فلتنفذ بنداً أو بندين أو ثلاثة من باب (قولة خير) قبل أن تطالب بحوار جديد. وبصراحة.. فاقد الشيء لا يعطيه. لماذا لا يبدأ حزب المؤتمر الوطني بنفسه ويدير حواراً داخل أسواره.. قبل أن يتحدث مع الأحزاب الأخرى.. هل يريد المؤتمر الوطني أن يقنع الناس بأن عضويته التي يقول أنها أكثر من خمس ملايين.. هي كالعملة.. مطبوعة في قالب واحد. تفكر برأس وعقل واحد.. ولا تختلف ولا تتباين تقديراتها للقضايا. هل تستطيع فئة في المؤتمر الوطني وليس الأحزاب أن تعترض مثلاً.. على رئيس الجمهورية.. أو تطالب باستقالته مثلاً.. حسناً إذا كان ذلك السقف ليس متاحاً لعضوية المؤتمر الوطني (ذات نفسو) مهما كانت مخلصة وعتيقة ولو كانت من (أهل بدر).. فلماذا يبحث الوطني عن الحكمة عند الآخرين. في تقديري.. مضيعة زمن ومستقبل.. أن نتحاور في المعروف سلفاً بيننا.. لماذا لا يبدأ حزب المؤتمر الوطني في تنفيذ ما اتفقت عليه الأحزاب في مواسم سابقة. وأشهرها (اتفاق التراضي) مع حزب الأمة القومي.. لماذا نبدأ البحث عن حوار جديد لنصل لاتفاقات جديدة.. بينما الحوارات السابقة وما وصلت إليه مهمل متروك في عراء الأرشيف. (شراء الزمن) لم يعد لعبة تصلح لعصر \"التَّوْنَسَةِ\" و\"المَصْرَنَةِ\".. الأجدر أن يتحرك فصيل إصلاحي داخل المؤتمر الوطني نفسه.. اليوم وليس غداً.. ليقود \"بروسترويكا\" شاملة تعيد صياغة المفاهيم التي يجب أن تقوم عليها الدولة.. بدون ذلك.. سيطالب الشعب الحكومة بأن تغير اسم (ساحة الشهداء).. إلى (ميدان التحرير).. ليغني فيه الشعب رائعة التجاني سعيد.. قلت (أرحل!!).. التيار